دبي- محمود الحضري:
قال حبيب فقيه، رئيس ايرباص الشرق الأوسط، إن الطائرة ايرباص (ايه 380) ليست بها أية مشاكل فنية على الإطلاق سواء ما يتعلق بالتصاميم أو القدرة التشغيلية، كما جرت عمليات الطيران التجريبي بقدرات عالية بشهادة جميع شركات الطيران المتعاقدة عليها والبالغ عددها 16 ناقلة دولية باجمالي 159 طائرة·
وأضاف في حوار مع (الاتحاد): تنحصر المشكلة التي تواجه الطائرة تنحصر في مسائل التصنيع والتجميع وسرعة إنجاز بعض الأجزاء في الطائرة وفق الجدول المتفق عليه سابقاً حيث تبين بعد عمليات المراجعة التي استمرت لأكثر من شهرين أنه من الصعب الالتزام بالتصنيع للدفعات الأولى من الطائرة في الوقت المحدد، وبالتالي جاء قرار التأجيل لستة اشهر أو ما يزيد·
وأوضح فقيه بأن التأجيل الأول قبل عام تقريباً لإنجاز الطائرة لمدة ستة اشهر جاء نتيجة تلبية بعض طلبات الناقلات العالمية، الخاصة بمقصورة الطائرة، أو المقاعد أو ما يتعلق بالتقنيات الإضافية، أما التأجيل الثاني والذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي فقد جاء بسبب الضغوط أو ما يمكن تسميته بالاختناقات في عمليات التصنيع والإنتاج والتجميع حيث قامت الشركة بعمليات مسح شاملة على جميع خطوط الإنتاج في ألمانيا وفرنسا وأسبانيا، وقام بها أكثر من 50 ألف شخص، انتهت إلى حتمية تأجيل جدول تسليم الطائرات·
آخر تأجيل
وقال فقيه: لاشك أن مشروع إنتاج طائرة عملاقة بحجم ايه 380 حتماً ستواجه بعض المشاكل في الإنتاج، ولكن لا يمكن أن ننكر أن التأجيل الذي جرى على مرتين وتجاوز العام قضية لها انعكاساتها التجارية، ومن هذا المنطلق تعاملنا بشفافية عالية جداً مع الموضوع منذ استكمال المعلومات والمسح الشامل، والتأكيد على أن القضية لا تتعلق بأية مشاكل فنية على الإطلاق·
وقال: في ضوء ما جرى حتى الآن أتوقع ألا تكون هناك تأجيلات أخرى في الطريق، ومن الصعب أن تظهر أو تبرز مشاكل تؤدي إلى عمليات تأجيل، والسبب في ذلك أن الطائرة من الناحية الفنية ومن نواحي التقنية متكاملة، وليس بها أي أمور تؤدي إلى تأخير إتمام التصنيع حيث جرت التعديلات على التصميم النهائي بناء على طلب الناقلات الجوية، وإضافة طرق جديدة للاستخدام·
واعترف حبيب بأن ايرباص تواجه مشاكل صعبة لا يمكن إنكارها سواء من الناحية التجارية أو الإعلامية، مما تم الإعلان عنه من تأجيل حتى الآن زاد عن 12 شهراً، ولكن يجب علينا أن نوضح - حسبما يقول فقيه - بأن شركة مثل بوينج توقف مصنعها لمدة شهرين لأسباب مماثلة قبل عامين، ولكن يبقى أن هذا ليس مبرراً نقدمه بل لبيان مدى ضخامة المشروع لإنتاج أكبر طائرة لنقل الركاب في العالم·
مقارنة غير عادلة
وأوضح رئيس ايرباص الشرق الأوسط أن هناك فرقا كبيرا في المشاكل التي تواجه الطائرة ايرباص ايه 380 والمشاكل التي واجهت الطائرة (كونكورد) مشيراً إلى أن مشاكل كونكورد كانت اقتصادية بنسبة 100 بالمئة حيث واجهت عقبات في ارتفاع استهلاك الوقود، والارتفاعات المتتالية في تكاليف التشغيل، ولم تنجح كافة البحوث والدراسات في وضع حلول وبدائل لهذه المشاكل·
وأضاف: لقد وجدت شركات الطيران صعوبة في استخدام طائرة كونكورد اقتصادياً، وتحقيق عوائد منها إلا إذا تم استخدامها بأسعار عالية جداً، وهو الأمر الذي كان من الصعب جداً العمل به، ولهذا تم إلغاء مشروع (الكونكورد) بالكامل·
وقال: على الجانب الآخر فإن القضية بالنسبة للايرباص ايه 380 مختلفة كلياً، فالطائرة بداية لا تواجه مشاكل فنية على الإطلاق، علاوة على أن حمولتها وطاقتها الاستيعابية من الركاب ضعف الطاقات المتاحة للطائرات العاملة حالياً، وعلاوة على ذلك فالطائرة لديها قدرات الطيران إلى مسافات بعيدة المدى، والأهم من كل ذلك هو انخفاض تكاليف التشغيل عن الطائرات الحالية، وتشير الدراسات إلى أن الانخفاض في تكاليف التشغيل تصل إلى 15 بالمئة من التكاليف الراهنة للمقعد·
ويتوقع حبيب فقيه أن تزول كل الشكوك الحالية حول الطائرة ايه 380 خلال السنوات المقبلة، ومع دخول أول دفعة للخدمة بل بعد عشر سنوات من الآن ستكون هي الطائرة الأهم في عالم صناعة الطيران، مشيراً إلى أن المعطيات الفنية والاقتصادية تؤكد نجاح الطائرة بغض النظر عن المشاكل الطائرة والتي تتعلق بعمليات انجاز التصنيع فقط·
وأضاف: قيام 16 ناقلة عالمية بالتعاقد على طلبات مؤكدة لشراء 159 طائرة دليل آخر لمدى مستقبل الطائرة، كما هناك طلبات غير مؤكدة على شراء ما يقارب 50 طائرة أخرى·
شركاء لا زبائن
وكشف حبيب فقيه عن أن الأيام المقبلة ستشهد مجموعة زيارات مكثفة للناقلات الجوية التي تعاقدت على شراء (ايه 380) لبحث كل ما يتعلق بجدول التسليم الجديد بعد التأجيل الثاني لمدة تصل إلى ستة أشهر، مشيراً إلى أن ايرباص تقوم حالياً بإعداد الجدول المناسب للتسليم لكل ناقلة جوية عالمية، وإعداد الأوراق والجداول وكل ما يتعلق بالعقود·
وقال: قمت شخصياً بالاتصال بكل شركات الطيران على مدى الأيام الماضية حيث تم توضيح الأمور لهم، وقد أبدى الجميع تفهمهم لأسباب التأجيل والتي جاء الإعلان عنها في اطار سياسة الشفافية مع الناقلات الجوية، لكونهم شركاء لنا وليسوا مجرد زبائن·
ونفى حبيب أن تكون أي شركة طيران قد لجأت إلى القضاء بشأن تأخير تسليم الطائرات، وهذا لم يحدث حالياً أو في السابق، فالعلاقة بين ايرباص والشركات العالمية تتسم بالشفافية العالية، مؤكداً أن ايرباص لم تتلق أية شكاوى من عملائها المتعاقدين على شراء ايه ·380
وحول مسائل التعويضات أوضح فقيه بأن العقود المبرمة بين ايرباص والشركات تنص بنودها على قواعد تعويض في حالة التأخير لمدد مختلفة، وهذا التزام من جانب ايرباص، ولم ولن يحدث اي جهل بشأنه، ونقوم حالياً بحصر شامل لهذه التعويضات للعمل بها وتنفيذها·
وبخصوص مدى انعكاس التأجيل لمرتين على وضع ايرباص في سوق صناعة الطيران العالمي، قال فقيه إن سياسة ايرباص تحرص على توفير قيمة مضافة للزبائن من خلال برنامج استراتيجي يعتمد على ثلاثة محاور، أولها ضخ الاستثمارات في التصنيع والتقنيات وتحسين قدرات الطائرات، أما المحور الثاني يتعلق بالاحترام لرغبات شركات الطيران وتلبية مطالبهم وإدخال التعديلات على الطائرات قبل البدء في التصنيع، والعمل على دعم الناقلات بكل قوة لتحقيق أفضل معدلات الأداء والعوائد لها·
وأضاف فقيه: أما المحور الثالث الذي تعمل عليه ايرباص فهو وجود فريق عمل فني وتقني لمواصلة الدعم والتواصل في الأسواق للوقوف على ما هو جديد لانتاج عائلات جديدة من الطائرات·
وقال: في ضوء هذه المعايير تقف ايرباص على أرض صلبة من خلال شراكة مع الشركات العالمية، وقد قمنا خلال السنوات الأخيرة باختراع وابتكار نظم طيران جديدة·
وأشار فقيه إلى أن ايرباص تعمل على خطة حتى العام 2030 لانتاج عائلة طائرات من ايرباص بالتعاون والتفاهم مع الشركات العالمية، حيث تعتمد هذه الخطة على ايجاد طائرات كبيرة ومتوسطة الحجم وبعيدة المدى في الوقت نفسه، وهذا ما انتهينا إليه من خلال الاتصال مع الناقلات الجوية·
وقال: لقد دخلت ايرباص مجال صناعة الطيران لتبقى فيه على المدى البعيد، ولن تخرج منه فهناك مشروع الطائرة (ايه 350) والذي لقي طلباً من شركات طيران، ومازلنا نتحاور بشأنه مع ناقلات جوية عديدة بينها طيران الإمارات والاتحاد للطيران·
عدد اليوم
