74% من سكان الإمارات لا يدخرون بشكل منتظم

أظهر أول مؤشر حول السلوك الادخاري للمستهلكين في الإمارات غياب ثقافة الادخار المنتظم عن 74% من سكان الدولة، لا سيما المواطنين والمقيمين العرب. ووضعت نتائج المؤشر التي أعلنتها شركة الصكوك الوطنية أمس المقيمين الأجانب في الصدارة ومنحتهم أعلى درجات الادّخار المنتظم بنسبة بلغت 38%، تلاهم الوافدون الآسيويون بنسبة 31%، ثم المواطنون الإماراتيون بنسبة 23%، وأخيراً الوافدون العرب بنسبة 19%. واعتبر المؤشر أنه رغم تزايد فرص الادخار ووجود العديد من المنتجات الادخارية بعيدا عن منتجات الذهب والعقارات، إلا أنه لا يزال 74% من سكّان الإمارات لم يتمكنوا بعد من الادّخار بشكل منتظم، كما أن واحدا من بين أربعة إماراتيين لا يدّخر على الإطلاق. وقامت الصكوك الوطنية، برنامج الادخار المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية في الإمارات العربية المتّحدة بإطلاق هذا البحث، وأجرته وكالة الأبحاث يوغوف سيراج Yo GovSiraj. وتسلّط نتائج هذه الدراسة التي تمّ إصدارها أمس في مؤتمر صحفي أقيم في دبي الضوء على سلوك سكّان الإمارات من بيئة الادّخار الحالية، وإمكاناتهم الخاصّة للادّخار، ووجهة نظرهم تجاه استقرارهم المالي على الأمد الطويل. بيئة الادخار الحالية وأظهرت نتائج المسح أنّ 26% فقط من سكّان الإمارات يدّخرون بانتظام، وهو رقم صغير مقارنة بالمملكة المتّحدة حيث يمتلك 45% من السكان عادة الادّخار المنتظم. وأشار المسح إلى أنه “رغم النتائج السلبية للمؤشر، لايزال أمام مستقبل الادخار في الإمارات الكثير من مقومات النمو، خاصة في ظل التوقعات الإيجابية للأفراد حول الادخار”. ويعتقد 27% من المشاركين في المسح أنّ البيئة الحالية ليست مناسبة للادّخار، بينما عبّر الإماراتيون بشكل خاصّ عن تفاؤلهم الكبير حول سيناريو الادّخار في الدولة. ووافق 42% على أنّها فترة مناسبة للادّخار، يليهم الوافدون العرب مع 33%. الادخار للمستقبل وعلى صعيد التوقعات المستقبلية لانتشار ثقافة الادخار في الإمارات، أشار المسح إلى أنّ هناك نية واضحة لذلك لكن تحويلها إلى واقع لا يزال بعيدا الى حد ما، وذلك بعد أن أكد أربعة أشخاص من أصل خمسة أو ما نسبته 83% أنّ ادّخاراتهم مناسبة أو كافية لضمان مستقبل آمن، فيما أشار 70% من الأشخاص الذين يودّون تغيير ذلك بمزيد من الادّخار، إلى أنّ ادّخاراتهم السنة الماضية لم تتوافق مع ما خططوا له. إلى ذلك، قال غالبية المشاركين في المسح إنّ مستقبلهم المالي سيكون مستقرّاً ويتوقعون زيادة مدخولهم خلال الأشهر الستة المقبلة، إذ توقع 48% منهم أن يزيد دخلهم خلال 6 إلى 12 شهرا المقبلة، بينما 9% فقط يخشون أن ينخفض دخلهم خلال السنة المقبلة. وقال محمّد قاسم العلي،الرئيس التنفيذي لشركة الصكوك الوطنية خلال مؤتمر صحفي إن ثقافة الادخار في الإمارات بحاجة الى تعزيز أكبر ونشر أوسع، لاسيما بعد ان أظهرت نتائج المسح غيابها بشكل واسع بين جميع فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين . وأوضح أن المنتجات الادخارية التي كانت تشكل في السابق تحديا أمام الأفراد الباحثين عن الادخار باتت حاليا متوفرة للجميع، سواء عن طريق الصكوك أو المنتجات الادخارية في التي تطرحها البنوك، مشددا على أهمية نشر الوعي بأهمية هذه الثقافة التي من شأنها أن تساهم في زيادة الاستقرار الاجتماعي خاصة خلال أوقات الأزمات الاقتصادية والمالية والظروف الصعبة الطارئة.