عواصم- ''الاتحاد'' والوكالات: زادت حدة التوتر على الساحة الصومالية بعد إعلان رئيس البلاد الانتقالي العقيد عبدالله يوسف احمد بضرورة تسليم قوات المحاكم الإسلامية لسلاحها وتوقف تقدمها خارج العاصمة مقديشو وان تعترف بكامل سلطات الأجهزة الدستورية الصومالية التي تمّ اختيارها مؤخرا'' في مؤتمر المصالحة في نيروبي·
وفي الوقت الذي يرى فيه المراقبون ان الصدام بين المحاكم الإسلامية والحكومة الانتقالية اصبح مسألة وقت فقط قال الرئيس عبدالله يوسف في تصريحات صحفية من مقره في مدينة بيداوة إن أي مفاوضات مع المحاكم الإسلامية يجب أن يسبقها نزع سلاحها وان توقف تقدمها العسكري خارج العاصمة مقديشو وان تعترف بشرعية وصلاحية الحكومة والبرلمان الانتقاليين وان تقبل التعاون مع المؤسسات الصومالية القائمة دون شروط·
ومع أن الشيخ شريف الشيخ احمد رئيس المحاكم الإسلامية رفض في اتصال مع (الاتحاد) شروط الرئيس الصومالي الانتقالي واعتبرها دعوة للمواجهة بدلا'' عن المفاوضات والمصالحة الوطنية إلا انه جدد التزامه بعدم مهاجمة مقر الحكومة الانتقالية في بيداوة، ولكن الشيخ شريف شكك للمرة الأولى في شرعية حكومة الرئيس يوسف وقال إن اختيار الحكومة لم يكن بطريقة ديمقراطية أو شعبية وان الذين اختاروها هم الأعداء التاريخيون للصومال (في إشارة إلى الجارة أثيوبيا) وأكد الشيخ شريف إن القوات الأثيوبية عبرت الحدود المشتركة منذ أمس الأول وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة من شرق مدينة بيداوا في محاولة لحماية أعضاء الحكومة الانتقالية، وأشار إلى أن قوات إضافية قد تمّ حشدها في المنطقة الحدودية· وطالب زعيم المحاكم الصومالية بضرورة تدخل المجتمع الدولي لإخراج القوات الأثيوبية من الأراضي الصومالية مشيرا'' إلى أن وجودها سيؤدي إلى انفجار الوضع الأمني في كل منطقة القرن الأفريقي·وبات من الواضح إن الوضع في الصومال سيتجه نحو التصعيد العسكري بدلا'' عن التهدئة خاصة بعد الشروط التي أعلنها الرئيس عبدالله يوسف وعبور القوات الأثيوبية إلى الأراضي الصومالية ويعود ذلك إلى العلاقة الخاصة والمميزة التي ظلت تربط العقيد يوسف بالجارة أثيوبيا منذ أن كان رئيسا'' لإقليم بونت لاند الانفصالي·
واتهمت الحكومة ميليشيا ''المحاكم الاسلامية'' بالكذب بشأن توغل قوات اثيوبية داخل الاراضي الصومالية لاتخاذه ذريعة لمهاجمة مقرها· وقال عبد الرحمن ديناري المتحدث باسم الحكومة الصومالية ''هذه استراتيجية جديدة تستخدمها المحاكم الشرعية كعذر لمهاجمة بيداوا لكنهم (اثيوبيا) عبأت (جنودا) على حدودها بسبب الوضع المتغير في الصومال· ''لهم الحق في تعبئة قواتهم اذا خافوا من الاضطرابات''·وقال ديناري عن الاسلاميين ''أخشى من نشوب صراع اذا لم يوقفوا توسعهم وهجماتهم''· وتقول المحاكم الشرعية إنها ترغب في الحوار ولكن دون اي شروط مسبقة· وقال ديناري ''نحن مستعدون اذا اعترفت المحاكم الشرعية بالحكومة وكانت مستعدة ايضا''· واجتمعت اكبر محكمة شرعية في جوهر امس لوضع استراتيجية فيما قالت مصادر إن بوادر انقسام بدت بين معتدلين ومتشددين يريدون أن تتحرك الميليشيات الاسلامية باتجاه بيداوا· وقال محلل صومالي ''في الأسابيع القليلة القادمة أعتقد أننا سنرى انقساما· يقول البعض إننا يجب أن نواصل القتال فيما يقول آخرون لنعزز ما لدينا ونسعى الى الحوار·
عدد اليوم
