الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستفتاء على الدستور··· صفعة للمعارضة الفنزويلية

الاستفتاء على الدستور··· صفعة للمعارضة الفنزويلية
17 فبراير 2009 01:54
بعد أربعة عشر شهراً على فشل محاولته الأولى، فاز الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز في استفتاء أول أمس الأحد حول رفع أي قيود على عدد المرات التي يمكنه الترشح فيها لمنصب الرئاسة، ما يعبد الطريق أمامه لحكم البلاد لسنوات أخرى من القرن الحادي والعشرين وتنفيذ التحول الاشتراكي الذي يريده لبلده الغني بالنفط· فبعد فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات، أعلن ''المجلس الانتخابي الوطني'' ليلة الأحد عن فوز الحكومة بسهولة بعد حصولها على أكثر من 6 ملايين صوت، أو 54,3 في المئة من الأصوات· وبذلك، يستطيـــع شافيز، البالـــغ مـــن العمر 54 عاماً والذي يوجد في العام الثالث مـــن ولايــة الرئاسية الثانية المؤلفة من ست سنوات، الترشح للرئاسة في 2012 وما بعدها إن هو استمر في الفوز في الانتخابات· وحالما أُعلن عن النتائج، أُطلقت الألعاب النارية في كراكاس وخرج أنصار الرئيس إلى الشوارع من أجل الاحتفال رافعين الأعلام الفنزويلية· ثم خطب شافيز، الذي كان محفوفا بكبار نوابه وحفدته، في حشد من أنصاره من على شرفة القصر الرئاسي في العاصمة قائلا: ''لقد طلبتُ منكم ألا تخذلوني ووعدت بألا أخذلكم··· كنتُ أعلم أنكم لن تخذلوني؛ واليوم أؤكد لكم بأنني لن أخذلكم يا شعب فنزويلا، يا آمال الشعب''· وتعود جذور ما يسميه شافيز ''الدورة الثالثة للثورة البوليفارية'' إلى الوقت الذي خطط فيه رفقة ضباط آخرين في الجيش للإطاحة بالرئيس كارلوس آندريس بيريس، حيث قاد شافيز في 1992 انقلابًا فاشلا ضد بيريس، فاعتقل، ولكن الهجوم والكلمات التي وجهها إلى البلاد في مقابلة تلفزيونية قصيرة، أكسبته شهرة واسعة في البلاد· وفي 1998 فاز بالرئاسة في نصر كاسح في انتخابات حطمت الأحزاب الفنزويلية التقليدية التي حكمت البلاد لفترة طويلة· وقال شافيز ليلة الأحد: ''بهذا الانتصار، نبدأ الدورة الثالثة من الثورة البوليفارية··· وهذا الجندي مرشح منذ الآن لرئاسة الجمهورية''· ويذكر أنه في أول هزيمة انتخابية لشافير في ديسمبر ،2007 كان الناخبون قد رفضوا تعديلاً دستورياً كبيراً كان سيوسع سلطات الرئيس؛ وكان أهم تغيير مقترح نص كان سيرفع أي قيود على عدد المرات التي يجوز فيها للرئيس الترشح للرئاسة· ولكن تلك الهزيمة لم تنل من تصميم شافيز الذي سرعان ما وعد بطريقة جديدة لإصلاح الدستور حتى يتسنى له الترشح مرة أخرى بعد انتهاء ولايته الرئاسية· غير أن شافيز كان مضطرا لتحديد موعد قريب للاستفتاء في وقت مازالت فيه شعبيته مرتفعة· ورغم أن استطلاعات الرأي كانت تُظهر دعم أغلبية من الفنزويليين له، إلا أن المسؤولين كانوا يخشون أن يؤثر انخفاض أسعار النفط والمشاكل الخطيرة التي تعانيها البلاد مثل تفشي الجريمة على نتيجة الاستفتاء· وعلى غرار ما فعل في الماضي، وصف الرئيس التصويت بأنه استفتاء على حكمه، كلام يوافق عليه ناخبون مثل الطالب الجامعي روبرتو جونزاليس الذي يقول إنه كان لا بد من السماح لشافيز بتمديد فترة رئاسته حتى يتسنى له إحداث تغيير كامل في فنزويلا: ''أعتقد أنه من المهم جداً أن يُسمح له بالترشح لولاية جديدة عام 2012 من أجل مواصلة الثورة التي بدأت في هذا البلد''· وشكل الانتصار ضربة قوية للمعارضة التي فشلت في هزم شافيز مرة أخرى رغم تركيز زعمائها على مواضيع مثل ارتفاع معدل جرائم القتل في البلاد والمشاكل الاقتصادية الخطيرة التي يتخبط فيها؛ غير أن زعماء المعارضة سرعان ما اعترفوا بانتصار الحكومة مع إقرارهم في الوقت نفسه بالحاجة إلى تقديم بديل لنموذج شافيز· وفي هذا السياق يقول إسماعيل جارسيا، وهو مشرع من المعارضة: ''الصراع اليوم ليس بين الحكومة والمعارضة· ولذلك، علينا من اليوم فصاعداً أن نحدد طريقاً مختلفاً في هذا البلد''· على مدى عشر سنوات في السلطة، استعمل شافيز ثروة فنزويلا النفطية لإطلاق عدد من البرامج الاجتماعية -مثل دروس محاربة الأمية وبرامج الرعاية الصحية الأساسية - التي ساعدت الملايين من الفنزويليين؛ حيث تُظهر الأرقام الحكومية انخفاض معدل الفقر إلى النصف، ولذلك يشيد العديد من الفنزويليين الفقراء بشافيز لأنه غير حياتهم إلى الأفضل، كما يقولون· غير أن الرئيس صار في الوقت نفسه يسيطر على كل المؤسسات الحكومية تقريباً، وقام في هذا السياق بتطهير المحكمة العليا من كل الخصوم· وقد استرعت نتائج استفتاء يوم الأحد الاهتمام والمراقبة خارج البلاد أيضاً· فمع الارتفاع المضطرد لأسعار النفط خلال معظم فترة رئاسته، قام شافيز بمد بلدان الكاريبي بالنفط بأسعار تفضيلية، واشترى مئات الملايين من الدولارات من الديون المستحقة على الأرجنتين، كما قدم المساعدات الاجتماعية بمختلف أنواعها لبلدان فقيرة مثل بوليفيا· كل ذلك، إضافة إلى هجماته الشفهية على الولايات المتحدة، جعل منه واحداً من أهم زعماء أميركا اللاتينية، وأبرزهم ربما· على أن البلد الأكثر ارتياحاً لفوز شافيز هو بدون شك كوبا التي وجدت فيه سنداً ومعيناً يخلف الاتحاد السوفييتي البائد؛ حيث تقوم فنزويلا بتزويد كوبا يوميا بـ100000 برميل من النفط المدعوم، ما يشكل دعماً اقتصادياً مهماً بالنسبة لبلد شيوعي يعاني من ركود اقتصادي طويل· كما استأثر التصويت أيضاً باهتمام ومراقبة الحكومات الشعبوية لعدد من البلدان الفقيرة الصغيرة التي نسجت علاقات قوية ووثيقة مع شافيز مثل بوليفيا ونيكاراجوا وهندوراس وجزيرة دومينيكان؛ ذلك أن كل هذه البلدان، وبخاصة بوليفيا، تتلقى المساعدات أو النفط المدعوم من كراكاس· بل حتى كولومبيا، التي تعد حليف واشنطن في المنطقة وتوجد في خلاف سياسي مع فنزويلا، كانت تراقب باهتمام التطورات في فنزويلا· خوان فوريرو - كراكاس ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©