السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمسيات تجمع أصوات مآذن المساجد بقناديل الفرح في الشارقة

أمسيات تجمع أصوات مآذن المساجد بقناديل الفرح في الشارقة
17 يوليو 2014 03:30
في كل عام يأتي رمضان زائرا كضيف كريم على الشارقة فيلبسها حلة من الفرح والروحانيات الإيمانية، وتبرز المساجد بوصفها الحاضنة الإيمانية الأولى للمسلمين، إذ يلجأ إليها الصائمون للصلاة والتهجد وقيام الليل وصولا إلى الاعتكاف بها في العشر الأواخر من الشهر الفضيل تأسيا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتكتسب المساجد ألقا خاصا في رمضان، حيث تصبح وجهة للمحتاجين يقصدونها للحصول على مائدة إفطار يعدها أصحاب الأيادي البيضاء طلبا للمغفرة والرحمة. أزهار البياتي (الشارقة) يزّين رمضان أيام الشارقة كما يضيء لياليها بقناديل الألوان والضياء، مضفياً عليها أجواء من روح الغبطة والاحتفال، تحيطها بأريج من رونق خاص، ترى معالمه ولمساته مطبوعة على معظم المباني والشوارع والميادين، وتستشعر تباشيره في تعابير وجوه الأهالي والسكان. طقوس إيمانية في هذا الموسم وبمناسبة اختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014 تحتفل هذه المدينة الأفقية بالكثير من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية والجماهيرية لتطالعك ومنذ اليوم الأول من دخول هذا الشهر الفضيل بملامح عدة تحتفي بقدومه الميمون، حاملة معها شوق الإماراتيين واستبشارهم بطقوسه، حيث تعم سلوكيات رمضان السمحة وبركته على الجميع، وتطغى مظاهره الاحتفالية على تفاصيل الحياة، فتنشط حركة الأسواق الشعبية والمراكز التجارية بشكل كبير، وتزدحم الطرق والمطاعم والمحلات، كما تعمر جوامع ومساجد الإمارة وتكتظ باحاتها بجموع غفيرة من المصلين، لتختلط خلجات قلوبهم بأصوات المآذن. ويصف هذه الأجواء الرمضانية الخاصة في الشارقة عبدالله الحمادي (51 سنة)، قائلا «لرمضان قدسيته ومكانته الخاصة عند المسلمين، ونحن في الإمارات بشكل عام نعده من أهم المناسبات الدينية على الإطلاق، ونهتم بممارسة طقوسه حسب العادات والتقاليد، ونحاول أن نغتنم كل أيامه بالعبادات والطاعات، كوننا نعلم بأن فيه تتضاعف الحسنات، كما تتواصل من خلاله الأرحام، وتتعمق أواصر العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأقارب والجيران»، مضيفا «نحن مجتمع محافظ ولا نزال ولله الحمد نتمسك بقيمنا المجتمعية ومبادئنا التي توارثنها من زمن الآباء والأجداد، والتي من أهمها صلة الرحم وحسن الجيرة والتكافل المجتمعي والعديد من السلوكات الطيبة والأخلاقيات السامية والتي تتّعزز سماتها أكثر فأكثر خلال شهر رمضان الفضيل، فرمضان هو الجامع والمقّرب بين أفئدة الناس، إذ تزداد فيه الزيارات العائلية وتتوطد عبره صلات القربى والرحم، وتمارس من خلاله أصالة العادات والتقاليد، ما يجعل من هذا الشهر بالفعل حالة إيمانية خاصة». مدفع رمضان في رمضان الشارقة أيضا يتميّز تقليد تراثي معبّر، يعد واحدا من أهم مظاهر وطقوس الشهر الكريم، حيث يشّكل «المدفع الرمضاني» عند أهل المدينة عادة وتقليدا متبّعا منذ عقود وأجيال، إذ تتوزع عدة مدافع على ساحات متفرقة من الشارقة وضواحيها ومناطقها الشرقية، لتنطلق بدوي صادح وتبشر الصائمين بموعد الإفطار، وتتعالى مع دويها أصوات المآذن بالتكبير والتهليل من كل صوب وحدب، مظللة عاصمة الثقافة بنفحات إيمانية لا تضاهى، ترسم ملامحها في نظرات وقلوب السكان. حول هذا الطقس الرمضاني، تقول أسيل إبراهيم (34 سنة): «نحن من سكان منطقة كورنيش الشارقة، والمنطقة المطلة على واجهة المجاز المائية، حيث تطالعنا من هناك المساحات الخضراء المستريحة على ضفاف البحيرة، والتي تتحول في هذا الشهر المبارك، لمحطة جذب واستقطاب، خاصة مع وجود مدفع رمضان وطاقم تلفزيون الشارقة الذي يتواجد يوميا لنقل وبث وقائع حية لعملية الإطلاق، فنشهد معه تجمعات للعديد من الجنسيات والجاليات العربية والإسلامية، والتي تأتى هي الأخرى لتبث بعض تهانيها وأمنياتها للأهل والخلان عبر الأثير، كما تكتظ هذه المنطقة بعد الانتهاء من صلاة التراويح، لما تتمتع به من مرافق ومطاعم ومقاهي توافر عناصر المتعة والترفيه للزوار، والتي يطيب معها ويحلو السمر في أمسيات وليالي رمضان». أبواب الخير تحتضن القصباء في موسمها الحالي عددا من الفقرات والبرامج الرمضانية في مجالات الإنشاد الديني والثقافة والتراث، مع فعاليتها السنوية المتميزة «واحة الإيمان»، والتي تعود هذا العام بدورتها التاسعة على التوالي، ترافقها الكثير من النداوات والمحاضرات وحلقات النقاش ذات الملامح الدينية والاجتماعية والأسرية الهادفة، والتي يتناول فيها مختلف جوانب العقيدة والفقه ومكارم الأخلاق مع السيرة النبوية العطرة، بمشاركة نحو 16 عالما وواعظا من مختلف الدول الإسلامية، ما يعطي رمضان صبغة إيمانية وبامتياز. .. مهرجانات ثقافية رمضان الشارقة يزخر بالفعاليات والمهرجانات والأنشطة الثقافية والفنية، حيث تحتفل المدينة بهذا الشهر بأسلوبها وطرازها المعهود، منظمة عبره العديد من المعارض والبرامج والورش العملية التي تهتم بشؤون الفنون والخطوط والأعمال اليدوية، والتي تأتي عادة برعاية كريمة من دائرة الثقافة والإعلام التابعة للإمارة، كما نشهد نشاطاً ملحوظاً في قطاع التسّوق وحركة البيع والشراء خاصة في مجالات الألبسة والمستلزمات المنزلية والأسرية. إلى ذلك، تقول أمل عمر (48 سنة) «لليالي رمضان نكهة وطعم مختلف في الشارقة، فبالإضافة إلى مبانيها المزدانة وأسواقها المفتوحة لساعات متأخرة من الليل، تبدأ هناك الكثير من حملات التخفيضات الرمضانية والعروض الترويجية وخلافه، والتي تصاحبها مظاهر الزينة والفرح في معظم الشوارع والميادين، خاصة في مناطق الجذب السياحي والجماهيري، والتي يأتي من ضمنها منطقة القصباء، والتي تتمتع بدورها بقناة مائية بديعة وعدد من المطاعم والمتاجر والمساحات المخصصة لفئتي الأطفال والأسر، موفرة للزائرين في موسم رمضان خصوصا أجواء جميلة من الترفيه العائلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©