إعداد - عدنان عضيمة:
سوف تصبح لندن مركز العمليات للمرحلة الثانية من النمو التي تعتزم شركة ''جوجل'' إطلاقها وحيث ستركز الشركة التي تعد أصلاً محركاً للبحث في الإنترنت، نشاطها هذه المرة على خدمات الموبايل والكمبيوتر اللاسلكي المحمول والحواسيب اليدوية الصغيرة· ويأتي هذا النشاط الجديد في إطار خطة طموح لزيادة عدد المشاركين في خدماتها أكثر وأكثر· وقال أحد المدراء التنفيذيين في الشركة هذا الأسبوع أن من المتوقع أن يصبح قسم هواتف الموبايل التابع للشركة الرائد الأول في هذه الخدمات في المستقبل القريب·
وتأتي الأخبار المتعلقة بهذا الاهتمام الجديد لشركة ''جوجل'' بخدمات تشغيل الموبايل لتؤرق شركة مايكروسوفت التي باتت تبذل قصارى جهدها لمنافسة جوجل في جبهات متعددة لإنتاج الخدمات الرقمية· ومن المعلوم أن ''إم إس إن'' أصبح يعد ثالث محرك بحث في الإنترنت عبر العالم بعد كل من جوجل الذي يحتل المرتبة الأولى، وياهو الذي يحتل المرتبة الثانية·
وجاء في تقرير كتبه جيمس دوران محلل صحيفة ''ذي تايمز'' ومراسلها في وول ستريت، أن جوجل تسعى الآن لإعادة تنظيم الطريقة التي تعرض بها نتائج البحث في الإنترنت حتى تتمكن من التأقلم أكثر مع استخدامات الموبايل والأجهزة المساعدة المحمولة (الأجهزة الكفية)·
وقال ديب نيشار مدير قسم الأجهزة اللاسلكية في شركة جوجل: ''على المرء أن يتابع بدقة توجهات المستهلكين والأسواق العالمية فيما يتصل باستخدامات الموبايل والكمبيوتر الشخصي حتى يتمكن من تحديد موقعه الصحيح منها· ومن ذلك مثلاً أن عدد من يمتلكون الموبايل في الهند يفوق عدد أصحاب الحواسيب بمعدل الضعف، كما أن هناك 5 ملايين مستخدم جديد للموبايل شهرياً· ومع حلول نهاية العام الجاري سوف يصبح عدد أجهزة الموبايل في الهند أكثر مما هو في الولايات المتحدة''· ويمضي نيشار في حديثه ليشير إلى أن الصين تمثل أيضاً سوقاً واسعة وواعدة حيث يوجد في الصين الآن 3,6 مليون مستخدم للموبايل مقابل عدد ضئيل جداً من مستخدمي الكمبيوتر الشخصي· وفي بريطانيا هناك موبايل لكل شخص فيما يرتفع معدل مستخدمي الموبايل في الدول الاسكندينافية إلى ضعف هذه النسبة، أي إلى معدل هاتفين محمولين لكل شخص واحد· ويقول نيشار: ''ولو تمعّن المرء في هذه الأرقام لأصبح على بيّنة من أن الناس سوف يسعون بحماس كبير لإدخال معلوماتهم وبياناتهم عبر الويب عن طريق جهاز يكون في وسعهم حمله معهم ''·
وبالرغم من أن مصادر شركة جوجل لم تفصح عن قيمة المبالغ المالية التي رصدتها لتفعيل هذا الاستثمار المتطور إلا أن خبراء أشاروا إلى ما أصبح معلوماً لدى الجميع من أن الاستثمار بالموبايل يستحق العناء بسبب ما ينطوي عليه من ربحية عالية·
ويشير تقرير نشر مؤخراً في هذا الصدد إلى أن هذا التوجّه من جوجل بات يمثل منعطفاً حاسماً وثقافة جديدة في توجهاتها الاستثمارية بعد أن وجدت في خدمات الموبايل الملاذ الآمن· ويعبر نيشار عن التغيرات المنتظرة في طريقة البحث عبر الإنترنت المنقولة إلى شاشة الموبايل فيقول: '' أنت لا تحتاج عند استخدام الموبايل إلى البحث، بل تحتاج إلى إيجاد الشيء الذي تبحث عنه بسرعة فائقة·· أنت تحتاج إلى حقائق، لا إلى طرق ودهاليز ملتوية للبحث عنها عندما تستخدم الموبايل لتحقيق هذا الغرض''·
ومن جهة أخرى، تعمل شركة جوجل على صياغة نسخة جديدة متطورة من خدمة التراسل الفوري بالنصوص؛ ويتولى خبراؤها الآن اختبار الخدمة الجديدة عبر العالم· وتتيح هذه الخدمة لمستعملي الهاتف غير المتصل بتقنيات الإبحار عبر الإنترنت إرسال الرسائل النصية إلى الحواسيب المتصلة بمحرك جوجل للبحث والتي ستتكفل بنقل الردّ على هذه الرسائل بصفة فورية· ويقول نيشار في تعليقه على هذا التطور الجديد: ''إن هذه التقنية ممتازة لاختراق دول العالم الثالث وحيث لا تكون التكنولوجيات على درجة التطور التي نراها في اليابان أو أوروبا''·
عدد اليوم
