الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما العنف والبلطجة.. تخدش روحانيات الشهر الكريم

دراما العنف والبلطجة.. تخدش روحانيات الشهر الكريم
16 يوليو 2014 22:31
تعتبر دراما الجريمة والعنف هما السمة الأبرز في مسلسلات رمضان هذا العام، حيث اعتمد عدد كبير من صنَّاع عمل الدراما على هذه النوعية من الأعمال التي تحقق جماهيرية كبيرة للممثل، وأيضاً تساهم في تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة، وأبرز هذه الأعمال مسلسل «الصياد»، بطولة يوسف الشريف، الذي يتناول الصراع بين الشرطة وإحدى عصابات المافيا، من خلال عدة وقائع عنف وقتل ومطاردات بالجملة. يأتي مسلسل «ابن حلال» على رأس مسلسلات الجريمة هذا العام حيث يُتهم بطل العمل محمد رمضان، بجريمة قتل، وتتوالى الأحداث التي تحوي مشاهد إطلاق نار وعنف ودماء. كما تأتي رائعة الكاتبة الراحلة فتحية العسال «سجن النسا»، ضمن هذه النوعية من الأعمال في معالجة درامية لثلاث سيدات يتهمن في جرائم عدة ويدخلن سجن النسا بالقناطر، وتبدأ كل منهن في سرد تفاصيل دخولها السجن. وهناك أعمال أخرى قدّمت الجريمة بشكل آخر من خلال أحداث ثانوية عرضت مشاهد عنف وتحرش ضد المرأة مثل «تفاحة آدم»، و«جبل الحلال»، و«دهشة»، وأيضاً مسلسل «دلع البنات». ارتفاع معدلات الجريمة ويقول الناقد طارق الشناوي، إن ارتفاع معدلات الجريمة في الواقع انعكس بدوره على الأعمال الدرامية، والظاهرة التي انتشرت مؤخراً هي ظاهرة التحرش والقتل والاغتصاب حتماً ستكون في الدراما في العديد من الأعمال، وأبرزها «المرافعة»، وهذا الأمر طبيعي لأن ما يشاهده الجمهور في الواقع سوف ينعكس على الدراما، ويرى أن صنَّاع الدراما من الشباب أصبحوا أكثر وعياً بما يطلبه الجمهور، الذين قدموا من خلف كاميرات السينما لينقلوا واقع السينما للدراما. وخير مثال على ذلك ما رأيناه العام الماضي وما سبقه حيث قدّم كريم عبد العزيز مسلسل «الهروب»، وكذلك السقا في مسلسل «خطوط حمراء»، ونرى هذا العام «ابن حلال»، وهي نفس النوعية السينمائية التي يقدمها بطله محمد رمضان، ويتضح من ذلك أن الواقع يفرض نفسه على الفن. الأكثر مشاهدة وتتفق معه في الرأي الناقدة ماجدة موريس قائلة: هذه النوعية من الأعمال أصبحت هي الأكثر مشاهدة من الجمهور، خاصة أن النجوم الكبار بأعمالهم وطريقة أدائهم واستحواذهم على سوق الدراما لسنوات لم يعودوا يروقون للكثيرين. وأصبحت الأفكار الشبابية وطرق التصوير الجديدة واللعب على المفاجآت وأحداث الأكشن هي الأكثر رواجاً، وتوضح أن هذه الأعمال أثبتت نجاحاً على مدار السنوات الماضية، حيث أفرزت مجموعة من الشباب الذين لا نستطيع تصنيفهم كنجوم دراما صف أول، لكنهم يحصلون على نسب مشاهدة عالية في بطولات جماعية جعلت سوق الإنتاج الدرامي يعيد حساباته خاصة بعد ثورة يناير التي غيّرت الكثير من المفاهيم حول فكر وأداء وطموح الشباب. أمر مبالغ فيه ويرى الفنان محمود ياسين، أن تقديم الجريمة بهذا الشكل في دراما رمضان أمر مبالغ فيه، ويضيف: الكثير من الأعمال هذا العام لعبت على فكرة الجريمة، وربما كان هذا الأمر زائداً عن حده. وإن كان الواقع يغفر لصنَّاع هذه الأعمال التمادي في العرض، لكن يؤخذ عليهم الاستفاضة في الطرح دون المعالجة، بمعنى أن تكون هناك كثرة وزخم في المشاهد التي تبرز العنف والضرب والدماء بشكل غير مبرر، وهو ما يعني أن هناك من يحاول استغلال تلك المشاهد لجذب الجمهور دون النظر إلى مدى أهميتها في خدمة السياق الدرامي، ويوضح أن نجوم الفن اعتمدوا على مشاهد الأكشن والعنف، لأنها أصبحت تيمة أو ظاهرة أثبتت نجاحاً عند المشاهدين، حيث توارت الدراما الصعيدية والاجتماعية والدينية، في مقابل تزايد أعمال الجريمة. معايير الدراما اختلفت ويعلق المخرج أحمد عوض على الظاهرة بقوله: بعد كل التغيرات التي حدثت عقب ثورة يناير اختلفت معايير ومبادئ كثيرة، وربما الشيء الوحيد الذي ظل ثابتاً هو العقيدة لأنها هي الأسمى والأبقى، أما المبادئ والمعايير فهي تختلف باختلاف الزمان والمكان والظروف، وبالتالي فإن هناك من كان يؤمن بالسلام والمعاملة الحسنة كمبدأ ومعيار للسلام الاجتماعي، وهو قد يغير هذا المبدأ عندما يشاهد العنف والبلطجة التي سادت المجتمع في السنوات الأخيرة .. ومثال آخر، فبعدما كان السائد أن رجل الأمن هو مصدر الحماية اختلف هذا المبدأ ليصبح هو الجلاد ثم يعود ليتغير مرة أخرى ويصبح مصدر أمن وحماية مرة أخرى، فإذا ما كانت الأرض السياسية غير ثابتة فإن الكثير من المفاهيم تتغير وتتبدل حتى يحدث الاستقرار. (?وكالة? ?الصحافة? ?العربية)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©