الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لاجئون بين نارين

17 فبراير 2009 01:55
وصلت ''سنجاري ساروجيني'' 32 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال، قُتل زوجها مؤخراً، في حالة من الإنهاك الشديد لمعسكر أعدته الحكومة السريلانكية على عجل للاجئين الفارين من مناطقهم هرباً من نيران القصف المتبادل بين القوات الحكومية وثوار التاميل· كانت المرأة متلهفة على تسجيل اسمها في أسرع وقت ممكن، حتى تتمكن هي وأبناؤها من الحصول على قسط من الراحة، بعد أن أمضوا الأربع والعشرين ساعة السابقة في رحلة شاقة للهرب من منطقة القتال· ''لا ندري متى تنتهي هذه الحرب'' كان هذا ما قالته ''ساروجيني''، وقد أغرورقت عيناها بالدموع وهي توسد ابنها البالغ من العمر ثلاثة شهور على وسادة موضوعة على بطانية مهترئة· وراحت المرأة تقص كيف لقي زوجها مصرعه أثناء هروب الأسرة من الخطوط الأمامية· وهذه المرأة ليست سوى واحدة من بين ما يقدر بـ35 ألفاً من اللاجئين التاميل الذين اضطروا إلى النزوح عن ديارهم، قاطعين رحلة طويلة وشاقة قبل أن يصلوا إلى مدينة ''فافونيا''، المحصنة جيداً والتي تبعد بمسافة خمسين ميلاً تقريباً عن خطوط القتال· أما مصير عائلتها والعائلات الأخرى التي تعرضت لظروف مماثلة فهو الآن محل نقاش حكومي، في نفس الوقت الذي يواصل فيه الجيش السريلانكي حملته في مناطق متمردي نمور التاميل، على أمل سحق محاولتهم المستمرة منذ 25 عاماً لإقامة وطن قومي منفصل لهم· والسبب الأساسي لهذا التمرد هو المظالم المستمرة منذ وقت طويل، والتي تعرضت لها عرقية التاميل التي تشكل ما يقرب من 18 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 21 مليون نسمة، يعيش معظمهم في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد· ويقول بعض التاميل إنهم قد عانوا من التهميش، والتفرقة العنصرية، من قبل الحكومات المتتالية في سريلانكا التي يسيطر عليها المنتمون إلى العرق ''السنهالي''· وفي الوقت الذي تستعد فيه الحكومة السريلانكية لإيواء التاميل الفارين من مناطق القتال، فإن حالة المعسكرات، والخطط الخاصة بافتتاح ''قرى رفاه'' تكون بمثابة معسكرات طويلة المدة للاجئين، قد أصبحت محل نقاش واسع في المجتمع الدولي، وبين العاملين في مجال تقديم الإغاثة· فهناك مخاوف من تهميش التاميل، وإبقائهم بعيدا عن مشروعات إعادة التعمير والتنمية لمجتمعاتهم الأصلية الكائنة في المناطق الشمالية من البلاد· ويقول ''باسيل راجاباسكا'' المستشار الأول لشقيقه رئيس الجمهورية ''ماهيندا راجاباسكا'' إن هاجس الأمن كان هو السبب الرئيسي الذي دعا الحكومة إلى إبعاد الزائرين عن معسكرات اللاجئين، وخصوصاً أن نمور التاميل معروفون بعملياتهم الانتحارية التي يقومون بتنفيذها وسط المدنيين، وأن هناك معلومات قد وصلت إلى الحكومة تفيد بأن عدداً من أعضاء تلك المنظمة قد اندسوا بين المدنيين· ولكنه أكد أن المعسكرات ستفتح أمام الصحفيين قريباً لإتاحة الفرصة لهم للتجوال داخلها بصحبة أدلاء· وفي الوقت نفسه اشتكى عدد من زعماء المعارضة التاميلية من إغلاق المعسكرات، وقالوا إنهم سيضغطون على الحكومة حتى يتأكدوا من أن العائلات التي تأثرت بالحرب سيتم توطينها بسرعة· ويتوقع موظفو الإغاثة وصول المزيد من اللاجئين إلى تلك المعسكرات نتيجة لاستمرار القتال بين قوات الحكومة ومتمردي التاميل· وتقدر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن هناك ما يقرب من 250 ألف مدني عالق في منطقة الحرب، غير أن الحكومة تقول إن الرقم الحقيقي أقل من نصف هذا بكثير· وتأمل ''ساروجيني'' أن يكون هذا المعسكر أكثر أماناً من قريتها، وتقول إن عناصر من الجيش قد زاروا المعسكر مؤخراً، وقدموا للاجئين أكياس أرز، ومياهاً معبأة· وأضافت المرأة وهي تهدهد طفلها: ''كل ما أريده هو أن أظل على قيد الحياة''· إميلي واكس - سريلانكا ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©