الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدخين أمام واجهات المراكز التجارية.. سلوك غير حضاري يشوه المدينة

التدخين أمام واجهات المراكز التجارية.. سلوك غير حضاري يشوه المدينة
21 يناير 2014 21:24
قرار منع التدخين في الأماكن العامة والهيئات الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة، كان له كبير الأثر في إيجاد بيئة عمل نظيفة وخالية من انبعاثات النيكوتين. غير أن عملية الحظر هذه والمتبوعة بتحرير مخالفات جدية، فتحت للمدخنين منفذاً آخر لممارساتهم على مداخل الأبراج ومراكز التسوق، وعند الأرصفة المتاخمة للمحال والمطاعم والبقالات. ومع هذا السلوك العشوائي في غياب الغرف المخصصة للتدخين، يغرق المشهد العام عند واجهات المباني التجارية بغمام أبيض محمل بروائح لا يستصيغها كثيرون. نسرين درزي (أبوظبي) - إذا كانت المعضلة الأساسية من قرار منع التدخين وإلزامية تطبيقه في الأماكن المغلقة، هي للحد من أثاره السلبية على فئة غير المدخنين. وإذا كان من المتعارف عليه أن استنشاق دخان السجائر يضر بصحة المارين بجانبه ربما أكثر من المدخنين أنفسهم، فهنا تطرح جدلية ملحة. وهي أن مظاهر التدخين قد تكون بشكل أو بآخر انتقلت من الداخل إلى الخارج، مع فارق بسيط أنها ممارسات تقام في الهواء الطلق. ولا ينكر أحد أنه في كثير من المواقع، وتحديدا عند بوابات الاستقبال الخارجية يغيب أي مظهر للهواء الطلق، الذي تحل مكانه كتل رمادية في ظل تكدس المدخنين ممن يمعنون النفخ في سجائرهم غير آبهين بالحركة من حولهم. وكأنهم بذلك يؤكدون سلوكا غير محبب، لكن على الأقل في منطقة لا تنطبق عليها شروط منع التدخين. سلوك غير لائق وبداية الحديث مع الرفض القاطع لهذه المظاهر المشوهة لواجهة المدينة يسجله أمجد صوالحة، والذي يرى أن أمر التدخين مسألة شخصية ومن غير اللائق ممارستها بشكل يؤذي مشاعر الآخرين. ويقول إنه لا يكفي أن يقتصر قرار منع التدخين ضمن الغرف المغلقة أو المطاعم والمتاجر وداخل القاعات وحسب، وإنما لابد من التشديد على ضرورة عدم تشويه الشكل العام لأي مبنى مهما كبر أو صغر. إذ إن وجود هالات الدخان بكثافة، أمر يزعج المارة عند الدخول أو الخروج من أي مركز أو متجر. ويذكر صوالحة أن المدخن ليس من حقه أن يمعن في مضايقة الغير، حتى وإن كان ينفخ بسيجارته في مكان مفتوح. وهنا لابد من مراقبة نفسه والتنبه دائما لإمكانية مرور أي شخص بجانبه أثناء ممارسة أمر مضر بالصحة يخصه وحده. تحرير مخالفات بالحدة نفسها تتحدث ماجدة رئيف التي تسكن في أحد الأبراج الواقعة عند شارع حيوي يضم مجموعة من الشركات. وتقول إن أكثر ما يزعجها تجمع الموظفين في أوقات متفاوتة عند المدخل، حيث يتلذذون بإحراق سجائرهم وكأنهم متفقون على مبدأ واحد يتلخص في إزعاج غير المدخنين ممن يصادف عبورهم من وإلى المبنى. وهي على رضاها التام عن قرار منع التدخين في المواقع المغلقة منعا للتسبب بالضرر الصحي للمدخنين وغير المدخنين في آن، غير أنها تسجل عدة ملاحظات حول آلية التطبيق. وتعتبر ماجدة أنه من المطلوب وبشدة ملاحظة المظاهر العشوائية للمدخنين حتى في الأماكن المفتوحة وعند الطرقات العامة وبين المتاجر والأحياء السكنية. مع تمنيها بتحرير مخالفات لكل من يعبث بالمشهد العام ويلطخه وسط جماعات، بالمواد السامة المنبعثة من دخان السجائر. سرقة في العلن في المقابل يدافع المدخنون بشدة عن خصوصيتهم، ويقول أياد أبوعرب إنه كمدخن ملتزم التزاما تاماً بعدم التدخين داخل المؤسسة التي يعمل فيها احتراماً للقانون وللزملاء. لكنه يعترض في الوقت نفسه على الملاحظات المسجلة من قبل البعض، والتي تستنكر عليه حقه بالتدخين عند الرصيف المحاذي للبرج الذي يعمل فيه. ولا يرى في المسألة أي ضرر طالما أنه لا ينفخ بسيجارته على مقربة من أحد، لا بل ويعتبر أن من ينزعج من رائحة الدخان عليه أن يتجنب المرور بالقرب منه وهو يدخن. ومن جهته يذكر عبدالله المدهون أنه يعتبر نفسه من المتضررين من قرار منع التدخين في المكاتب، إذ لم يكن من السهل عليه تطبيقه. ومع ذلك فقد عود نفسه على التقيد بالتعاليم المسموح بها، والاقتناع بإلزامية التدخين فقط خارج حرم المبنى التجاري حيث يعمل. وهذا برأيه أقصى ما يمكن أن يرضى به على مضد، مما يجعله يستهتر بأي اعتراض آخر على مسألة عشوائية التدخين عند الواجهات الخارجية. ويدافع عن كل المدخنين بالقول إنه على الجميع معرفة المعاناة التي يشعر بها كل مدخن يضطر لأن يقطع المسافات من على مكتبه ليقصد الشارع بهدف التدخين. شعور بالحرج وهذا ما تعبر عنه غادة عبد الملك الموظفة في أحد المصارف، لكن بطريقة موضوعية، قائلة إنه فعلا من غير اللائق أن يتجمع المدخنون عند البوابات. إذ إنهم يشكلون بذلك مظهراً مسيئاً للمشهد العام، بالرغم من أن القانون لا يمنعهم من ذلك. وتشير إلى أنها لا تدخن بشراهة، وتكتفي خلال الدوام بتدخين سيجارة أو اثنتين. وهي تعترف بشعورها بالحرج في كل مرة تخرج للتدخين، وذلك بسبب نظرات المارة التي ترمقها وزملاءها المدخنين على أنهم يحدثون دخانا كريه الرائحة في الأجواء. ومع عدم توفر البدائل المرضية للجميع، تجد نفسها مضطرة للتدخين ضمن المنطقة نفسها وكأنها تمارس السرقة في العلن. غرف خاصة وبين مؤيد ومعارض للجدلية، تضع فئة الرأي المحايد أمر عشوائية التدخين عند المداخل الخارجية للعمارات، في رسم إعادة النظر بإمكانية إيجاد غرف مخصصة للتدخين. ويرصد أصحاب هذه النظرية بعض الحلول التي في حال التنبه إليها، قد يصار إلى التخفيف من وطأة التدخين بطريقة غير مستحبة عند أرصفة الأبراج. ومنها أن تخصص المراكز الضخمة أو الأبراج التجارية والمؤسسات، غرفا للمدخنين يتوزعون بداخلها ضمن استراحاتهم بما لا يتسبب بأي إزعاج لأحد. ولا يشوه المشهد العام لواجهة العمارة التي يعملون بها والتي يزورها في اليوم مئات المارة والضيوف، ممن قد لا يحبذون بالأصل فكرة التدخين وآثاره السلبية. مطلوب إيجاد بدائل يذكر عادل المحمودي وهو من الرافضين لمبدأ التدخين بالعموم، أنه من غير المنطقي أن يتم حرمان المدخن من ممارسة خياره في التدخين مع عدم إيجاد البدائل له. وهو يقترح على أصحاب المطاعم الصغيرة والمحال الواقعة بين الأحياء السكنية، أن تتشارك في إيجاد مواقع قريبة فيها شفاطات يتوجه إليها المدخنون لدقائق محدودة في اليوم بقصد التدخين. الأمر الذي يريح الجميع ولا يتسبب برأيه بإيذاء أحد. غير أن هذا الأمر يجب أن يعرض أولا على الجهات المختصة والتي يترتب عليها تنظيم هذه الظاهرة وفقا لتراخيص تصدرها أو تحجبها بحسب معايير الجودة والأمن والسلامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©