الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تظاهرات عمالية حملات عقائدية وحوار ثقافات

19 يونيو 2006 03:11
المتابع للمونديال على المكان عينه أوالموجود في الساحات العامة للمدن الألمانية لا بد أن يقف على العديد من الظواهر التي تبرز من حين إلى آخر وترافق أجواء المباريات والمنافسات· حيث سجلنا بعض الظواهر التي لا تمت للحدث بصلة لكنها استغلت جماهيرية المونديال والأضواء العالمية المسلطة عليه من أجل تبليغ بعض الأفكار أو التعبير عن مواقف معينة· ولعل الساحة العامة للعاصمة ميونيخ كانت الأكثر تفاعلاً مع مختلف هذه الأحداث باعتبارها مركز ثقل الوجود الإعلامي خلال كأس العالم إضافة إلى موقعها الاستراتيجي والاجواء الاحتفالية التي تشهدها يومياً قبل إقامة المباريات وبعدها· وعلى مدار الأيام التي قضيناها في ميونيخ وفي كل احتفال جماهيري كبير يشد انتباهنا عنصر غير مألوف في الأجواء الكروية أو الرياضية يحاول سرقة الأنظار وتحويل عدسات المصورين وكاميرات التليفزيونية اليه من خلال احتلاله موقعاً استراتيجياً بين الجماهير ورفع لافتات أو ارتداء ملابس تجلب اهتمام الفضوليين· وأولى الظواهر تمثلت في ارتداء فتاتين لزي ممرضات أو طبيبات يحملن في أيديهن لافتات مكتوبة بالألمانية والانجليزية وتقول: ''مستشفياتنا بلا أطباء·· نريد المساعدة'' حيث كانت هذه التظاهرة بمثابة الاحتجاج لنقابة الأطباء للتعبير عن مطالب محددة أمام الآلاف من الجماهير العالمية واحراج السلطات المعنية بعد أن تواصل الإضراب لأكثر من أسبوع ارتبكت خلاله المستشفيات الألمانية بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم· وكان اختيار الطبيبتين في غاية من الدقة لمكان وتوقيت التظاهر حيث استغلتا تجمهر آلاف المشجعين قبل مباراة تونس والسعودية وسط العاصمة وتوافد مختلف القنوات التليفزيونية لنقل أجواء قبل اللقاء كما قامتا بملاحقة المشجعين من أجل البقاء في دائرة الضوء وثم الاجابة على أسئلة الصحفيين والاستجابة لعدسات المصورين· ويذكر أن إحدى اللافتات حملت صورة أحد الأطباء بصدد إنقاذ لاعب خلال احدى المباريات من خلال تقديم الاسعافات الأولية في رسالة إلى أهمية دور الطبيب في المجال الرياضي أو الحياة العامة· ثاني الظواهر التي شدت انتباهنا خلال وصول كرنفال السامبا الى مدينة ميونيخ قبل مباراة البرازيل واستراليا حيث استغلت مجموعة من الشباب الأجواء الاحتفالية التي يحملها الجمهور البرازيلي أينما حل بمدن ألمانيا واللون الأصفر الذي ترتديه الشوارع والساحات وارتدوا فانلات صفراء كتب عليها شعارات دينية في شكل حملات تبشيرية تقف وراءها منظمة بأكملها تحاول تمرير أفكارها والتسويق لها بواسطة المونديال· حيث التحمت مجموعة الشباب بالجمهور البرازيلي وشاركوهم الرقص والفناء مستغلين كذلك عدسات المصورين وكاميرات التليفزيون لتمرير الجمل التي كتبت على فانلاتهم· كما حرصت المنظمة التي تقف وراء الشباب الى استدراج كرنفال السامبا للوقوف أمام أكبر الكنائس الألمانية في الساحة العامة للتباهي بهذا الأثر التاريخي ودق أجراس الكنيسة واستعراض بعض الطقوس الأمر الذي حول وجهة الجماهير من متابعة كرنفال السامبا الى مشاهدة طقوس دينية· الظاهرة الأخرى التي سجلت حضورها في المونديال تمثلت في خروج النازيين الجدد للتظاهر في الشوارع على الرغم من الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي فرضتها الشرطة الألمانية حتى لا تتحول الى عنف يهدد أمن المدن لكن هذه الجماعات لم تحظ بالاهتمام الاعلامي العالمي واقتصرت أخبارها على بعض الصحف المحلية نظراً للخطر الكبير الذي يمكن أن تشكله هذه الجماعات على سير الأجواء في كأس العالم· واذا كانت أغلب هذه الظواهر تعتمد على اللافتات أو الشعارات فإن ظاهرة أخرى اعتمدت الموسيقى في التعبير عن أفكار وتوجهات ثقافية حيث شهدت ساحات المدن الالمانية عروضا موسيقية متنوعة عبرت عن ثقافات مختلفة وذلك في حوار عن بعد يسعى من خلاله كل طرف الى استغلال اقبال اعداد كبيرة من الجماهير تمثل أغلب قارات العالم لتقديم مقطوعات سواء أكانت سمفونية أم كورالاً أم شعبية لكن أغلب هذه الفرق الموسيقية لم تلق الأذن الصاغية نظراً لرغبة جماهير الكرة في الاستماع للأغاني الصاخبة والرقص على ايقاعها· وبذلك لم تعد المدن الألمانية مكاناً لإقامة المباريات والمنافسات فقط بل تحولت الى مسارح مفتوحة لنشر ثقافات وتمرير أفكار مختلفة بعد ان أصبحت ساحاتها مجالاً للتعبير الحر والمباشر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©