لا تزال اللهجة الإذاعية تحتفظ بمكانتها التاريخية في قلوب وعقول المستمعين، رغم وجود منافسات قوية وطفرة حقيقية في مختلف وسائل الإعلام البصرية والتكنولوجية، ورغم أيضاً محاولة كل طرف أن يحظى بأكبر قدر من المشاهدين والمستمعين، إلا أن الإذاعة استطاعت أن تحافظ على دورها في الوصول من أقرب نقطة إلى آذان المستمعين، من خلال المحتوى المختلف والمضمون الجيد والصوت المتميز والأفكار الشبابية التي يتابعها نسبة كبيرة جداً من المستمعين والعاشقين للعالم الإذاعي، وهذا ما حدث بالفعل وبقوة مع واحد من البرامج الشهيرة التي تبثها إذاعة «إمارات إف إم» وهو «بودروش تايم» الذي يقدمه الفنان الكوميدي عبد الناصر درويش ومدير الإنتاج في الإذاعة صالح آل علي، ويخرجه كل من رئيس إذاعة «إمارات أف إم» يعقوب الروسي والكويتي وليد.
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تواصل «إمارات إف إم»، إحدى إذاعات شبكة أبوظبي الإذاعية التابعة لأبوظبي للإعلام، بث البرنامج الفكاهي الكوميدي الشبابي «بودروش تايم» للسنة الثالثة على التوالي، خلال شهر رمضان المبارك 2014، إذ يطل «بودروش تايم» مجدداً لكي يمتع مستمعي «إمارات إف إم»، ويسليهم بروحه الفكاهية وطبيعته المرحة، فهو برنامج إذاعي يبدأ من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، يقدمه عبد الناصر درويش، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في الخليج والوطن العربي عموماً، كما يشاركه في بعض الحلقات المنفصلة الفنان حسن البلام كل عام، ويقدم البرنامج مسابقات بجوائز مالية وعينية قيمة للمستمعين، الذين يمكنهم المشاركة عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية.
«بودروش تايم»
«الاتحاد» زارت فريق عمل البرنامج الإذاعي الأشهر في استوديو إذاعة «إمارات إف إم»، والتقت أبطاله الذين استطاعوا أن يحققوا للبرنامج هذا النجاح الكبير على مدى ثلاثة أعوام، وكانت البداية مع عبد الناصر درويش الذي عبر عن سعادته بتقديم الموسم الثالث من برنامجه الإذاعي «بودروش تايم»، وقال: أصبح هذا البرنامج بمثابة أحد أبنائي، الذي منذ ولادته قد تعبت واجتهدت عليه مع باقي فريق العمل، حتى وصل إلى ما هو عليه حالياً في عمره الثالث، فرمضان أصبح ليس لديه طعم بالنسبة لي من دون «بودروش تايم»، حيث ربطني بالجمهور كل عام، إضافة إلى أن حبهم وإعجابهم الذي ألمسه كل عام وأشعر به، يدفعني للاستمرار بتقديم البرنامج دائماً.
وأضاف: جاء عنوان البرنامج من «اسم الدلع» الخاص بي وهو «بدوروش»، وكان هدفي مع فريق عمل البرنامج بأكمله أن نسعد الناس في رمضان، ونجعلهم يعيشون أسعد اللحظات في فترة ما بعد الإفطار، من خلال المسابقات الخفيفة، والموضوعات الشبابية التي تتم مناقشتها باختصار جداً، بطريقة كوميدية مضحكة، مشدداً أن كل هذه العناصر هي سر تمسكه بـ «بودروش تايم».
ثنائي كوميدي
عبد الناصر الذي شكل ثنائياً كوميدياً مع حسن البلام في التلفزيون مثل «قرقيعان» و«شبابيك» و«كاني وماني» و«فص كلاص» و«واي فاي»، ومؤخرِاً في الإذاعة من خلال برنامجه «بودروش تايم»، أوضح أن البلام أضاف إلى البرنامج نكهة كوميدية خاصة به، رغم أنه ضيف على بعض الحلقات الأولى من البرنامج كل عام، لكن لمسته في البرنامج شدت المستمعين لدرجة أنهم يطلبونه من عام إلى آخر، موجهاً شكره للبلام الذي شاركه من قبل العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية التي حققت نجاحاً وشهرة كبيرين لهما، على تطوعه منذ العام الثاني للبرنامج، بتقديمه بعض الحلقات معه كضيف شرف.
دائرة التكرار
وبما أن البرامج متعددة المواسم سواء التلفزيونية والإذاعية منها من السهل أن تقع في دائرة التكرار، وبالتالي تعرض المشاهد والمستمع إلى الملل بسرعة، فقد كشف الناصر أنه يحاول قدر الإمكان مع فريق العمل والإعداد ورفيقه في التقديم صالح آل علي أن يقدموا كل ما هو جديد في البرنامج كل عام، مشيراً إلى أن الموسم الثالث من البرنامج أتى مختلفاً تماماً عن الموسمين السابقين من ناحية المحتوى أو مضمون المسابقة نفسها، إذ ضم البرنامج فقرات جديدة وبعناوين شبابية لتجذب آذان المستمعين مثل: «بعد الجرس»، حيث يقدم مقطعاً غنائياً، وعلى المستمع إيجاد الكلمة المفقودة من كلمات الأغنية، و«هيب هوب» فقرة تعرض كلمتين: «هيب» و«هوب»، قد تمثل كل منهما رقماً أو اسم أكلة أو مدينة، يتوقف إيجادها على سرعة بديهة المشارك، و«الحرف عليك والمكان علينا» وهي فقرة جديدة تتطلب من المستمع اختيار حرف فيقوم المذيع بإعطائه مكاناً معيناً على المستمع أن يذكره من خلاله أشياء تبدأ بالحرف نفسه، وأخيراً فقرة «جاك بووم» التي تضم مفردة ومضادتها.
27 ألف شخص
من ناحيته، عبر صالح آل علي عن سعادته لمشاركة فنان كبير ومحبوب هو عبد الناصر درويش في تقديم هذا البرنامج الإذاعي الذي حقق نسبة متابعة كبيرة غير متوقعة، كاشفاً أنه منذ ثلاثة أيام تقريباً قد فتح حساباً شخصياً في «إنستجرام» لعبد الناصر، ووصل عدد متابعيه خلال يومين فقط 27 ألف شخص، الأمر الذي يثبت أن البرنامج حقق نجاحاً فاق التوقعات، لافتاً إلى أن هذا النجاح الكبير يرجع إلى فريق عمل البرنامج بأكمله، الذي يثق تمام الثقة بأن الإذاعة لا تزال تحافظ على مكانتها الإعلامية ووجودها بين الجمهور وسط عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه.
وصرح صالح آل علي قائلاً: يعتقد الكثيرون أن الأعمال التلفزيونية في رمضان تأخذ حصة الأسد من المشاهدة والمتابعة، لكن مع احترامي هذا كلام غير صحيح، فهناك أيضاً برامج إذاعية تتفوق على المسلسلات الرمضانية مثل «بودروش تايم»، الذي استطاع أن يمتلك نسبة كبيرة من المستمعين في الفترة ما بين العاشرة إلى الثانية عشرة مساء، وهي فترة خروج الجمهور من البيت والابتعاد عن التلفزيون لفترة، لافتاً إلى أنه من الصعب على مقدم إذاعي أن يربط الناس به على عكس المقدم التلفزيوني، لاسيما وأن التقديم الإذاعي أصعب بكثير، خصوصاً وأن الناس لا تسمع إلا صوته فقط، لكن عبد الناصر تحدى كل ما هو صعب، وكون قاعدة جماهيرية إذاعية كبيرة خلال فترة قصيرة، لافتاً إلى أن هناك بعض المصطلحات الكوميدية التي يطلقها «بودروش» مع جمهوره من الشباب، ونالت صدى كبيرا وتظل عالقه معهم لفترات طويلة، مثل «وليدان» و«يعقوبيان» العام الماضي، وهذا العام «درووشي» وهو «اسم الدلع» الجديد الذي أطلقه عليه مستمعو ومتابعو «بو دروش».
«الصوت الرنان»
كشف الفنان الكوميدي عبد الناصر درويش، عن أن عناصر نجاح أي برنامج إذاعي تعتمد على الفكرة والمضمون والمحتوى، وطريقة العرض على المستمع نفسها، والأهم من كل هذا هو «الصوت الرنان» الذي أعتبره سر نجاح البرنامج الأساسي، وقال: إذ لم يكن صوت مقدم البرنامج رناناً ولطيف على آذان المستمعين، فلن يستطع دخول قلوبهم إطلاقاً، خصوصاً أن متابعي الإذاعة يعتمدون على الصوت في المقام الأول.
موقف صادم وحزين
كشف يعقوب الروسي أنه تعرض العام الماضي لموقف صعب للغاية وحزين جداً في الوقت نفسه، حيث كان يقدم عبد الناصر وحسن البلام إحدى حلقات البرنامج العام الماضي، وفي منتصف الحلقة جاءه البلام ليخبره أن درويش تلقى خبراً برسالة على هاتفه من أحد أقاربه يخبره عن وفاة أخته، الأمر الذي وضع الروسي في صدمه كبيرة، ووقتها قال لعبد الناصر، أن يتوقف عن استكمال الحلقة، لكنه رفض ذلك رغم وفاة أخته، وهذا ما يدل على أنه فنان ملتزم وخلوق ومحترم على حد قول الروسي.
عدد اليوم
