باريس - عدنان عضيمة:
أثار الانتباه في ندوة (تحدي بيبندوم: نحو قيادة نظيفة مستدامة) التي نظمتها شركة ميشلان مؤخراً في باريس، عرض أعداد كبيرة من الدراجات النارية والهوائية المبتكرة المدفوعة بالطاقة الكهربائية أو الهجينة· واتفقت آراء معظم المشاركين في هذه الورشة التكنولوجية الميدانية على أن وسائل التنقل تشهد الآن ثورة حقيقية وفق كل المقاييس مع ظهور مثل هذه الوسائل الواعدة· وكانت لهذه التطورات الإيجابية أسبابها ودواعيها القوية؛ فهي تأتي كرد فعل طبيعي للارتفاع الاستثنائي في أسعار الوقود، وللأوضاع المتردية التي أصبحت عليها البيئة بسبب التزايد المطرد في نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض· وعلى مضامير اختبار وتجريب العربات في ضاحية سيرام الباريسية المكسوة بالغابات، تسابق المبتكرون والمبدعون إلى تقديم أحدث ما توصلوا إليه في مجال دفع الدراجات بالطاقات البديلة· وكان من بين أروع هذه الابتكارات مجموعة من ''الدراجات الهوائية الهجينة'' التي لا تستهلك أي وقود على الإطلاق· وعندما سألنا الخبراء الذين ابتكروها: كيف يمكن لدراجة هوائية تخلو من محرك الانفجار الداخلي ولا تستهلك أي وقود أن تكون هجينة؟؛ كان جوابهم أن هذه الدراجات مصممة بحيث يكون في وسعها أن تختزن الطاقة العضلية الزائدة عن الحاجة على شكل طاقة كهربائية تستهلك في تحريك الدراجة عند صعود الطرق المرتفعة لتسهم بذلك في تخفيف العبء عن الدرّاج· ومن يقوم باختبار مثل هذه الدراجات الهوائية سوف يلاحظ الفرق الكبير في عبء قيادتها عن الدراجات العادية، وهذا ما يوحي بأنها سوف تشهد رواجاً كبيراً في الأسواق عند طرحها في المستقبل القريب·
وأسوة بما تحقق من تقدم كبير في أنظمة الدفع الهجين في السيارات والتي عرض منها الكثير في هذه الدورة من ندوة ''تحدي بيبندوم''، فلقد شهدت الدراجات النارية بدورها تطوراً مشهوداً في هذا المجال· وعرضت في هذه الدورة بضع عشرات الأنواع من الدراجات النارية الهجينة التي تضم محركاً للانفجار الداخلي وآخر كهربائياً· ويؤكد الخبراء الذين شاركوا في هذه الدورة أن في وسع الدراجات النارية الهجينة أن تخفض معدل استهلاك الوقود إلى أقل من النصف عن طريق تحويل الطاقة الزائدة التي يحررها المحرك الانفجاري إلى طاقة كهربائية تختزن في البطاريات ليعاد تحريرها بواسطة محرك الدفع الكهربائي عند الحاجة·
وأشار أحد الخبراء الذين شاركوا في هذه الدورة خلال ندوة صحفية إلى اعتقاده الراسخ بأن الدراجات النارية الهجينة سوف تملأ طرق معظم مدن العالم في المستقبل القريب لأنها تمثل الحل المفضل لمشكلة اكتظاظ الطرق بالسيارات كما أن ضررها على البيئة أخف بكثير· وشهدت ندوة باريس أيضاً عرض العديد من الدراجات الكهربائية التي لا تعمل بأي محرك انفجاري على الإطلاق، وهي مدفوعة بمحرك كهربائي يستمد طاقته من بطاريات يتم شحنها من مأخذ منزلي·
ويعد الخبير والكاتب العلمي جيمس دالي من أكثر المتحمسين لنشر استخدام الدراجات الكهربائية كحل لمشكلة التلوث البيئي وكوسيلة ممتازة للتنقل· وكان قد أشار في مقال خاص نشره في صحيفة ''الإندبندنت'' إلى أن الأعداد التي تباع منها في بريطانيا مرشحة هذا العام للتضاعف بأكثر من 50 مرة عما كانت عليه خلال العام الماضي· ويعرض دالي لخصائص وأسعار أهم أنواع الدراجات الكهربائية المتوفرة في الأسواق البريطانية والتي عرض معظمها في باريس مشيراً إلى أن أوزانها تتراوح بين 10 و20 كيلوجراماً فيما تتراوح أسعارها بين 900 و2500 جنيه استرليني؛ وتتفاوت فترة الاستخدام بين عملية شحن وأخرى من نوع إلى آخر وتتراوح بين 3 و10 ساعات·
عدد اليوم
