الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عودة مارادونا ونهاية مايك تايسون

20 يونيو 2006 00:49
شتوتجارت - أكرم يوسف: اتسعت دائرة الصراع على لقب كأس العالم الثامنة عشرة بعد نهاية الجولة الثانية من الدور الأول ولم تعد البرازيل وحدها تحلق في قمة الترشيحات كما كان الحال قبل البداية ولكن منتخبات الأرجنتين وألمانيا وانجلترا وهولندا طرقت بقوة أبواب المنافسة بعد التأهل للدور الثاني دون الحاجة للانتظار لنتيجة الجولة الثالثة مثل إيطاليا التي تعادلت مع أميركا لتواجه التشيك في مباراة مصيرية· منتخب الأرجنتين حتى هذه اللحظة وبعد نهاية مباريات الجولة الثانية سرق كل الأضواء من الجميع حتى البرازيل حاملة اللقب وألمانيا صاحبة الأرض بعد العروض الرائعة التي قدمها نجوم التانجو وشطبوا من الأذهان الصورة الباهتة التي ظهروا عليها في كوريا واليابان· في مونديال 2002 دخل المنتخب الأرجنتيني البطولة وهو المرشح الأول بلا منازع وكالة رويترز وضعت الفريق في المركز الأول في استفتاء شارك فيه الصحفيون من جميع أنحاء العالم، بينما وضعت شبكة سي ان ان نجوم التانجو في مقدمة السباق ولكن بعد ثلاث مباريات ودعت الأرجنتين البطولة من الدور الأول بعد الفوز على نيجيريا والخسارة من انجلترا والتعادل مع السويد· وبعد أول مباراتين في ألمانيا عادت لتخطف كل الإعجاب وتحتل المركز الأول من جديد حيث قدمت أكثر العروض إقناعا، ما بين رشاقة الأداء وغزارة الأهداف وتمكن الفريق من إحراز 8 أهداف في مباراتين، هدفين أمام كوت ديفوار وستة أمام صربيا ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة فقط من كوت ديفوار، في الوقت الذي فاز فيه منتخب هولندا على صربيا بصعوبة بهدف وحيد وعلى كوت ديفوار بهدفين لهدف· وهو ما يعني أن منتخب الأرجنتين يملك ترسانة هجومية شديدة الخطورة، وفوق كل ذلك هناك ذكاء في التكتيك من المدرب خوزيه بيكرمان الذي أعاد للفريق هيبته من جديد· حيث يعتمد الفريق على الأداء اللاتيني الجميل الذي يجمع ما بين المهارات الفردية والتمريرات القصيرة وحتى الآن يحتل منتخب الأرجنتين المركز الأول في التمريرات القصيرة 867 تمريرة في مباراتين· وكان الهدف الثاني الذي أحرزه المنتخب الأرجنتيني في مرمى صربيا حديث المونديال لأنه جمع ما بين براعة التكتيك ودقة التمرير ويعد بالفعل نموذجا في كرة القدم لأنه كشف عن قدرات نجوم التانجو في الاحتفاظ بالكرة لمدة تقترب من الدقيقة، وتحركت خلالها الكرة في كل الاتجاهات من اليسار إلى اليمين بطول الملعب وعرضه من أجل خلق ثغرات واختراق الدفاع الصربي وتزامن مع ذلك تحركات بالكرة وبدونها من كل أفراد الفريق ووصلت في النهاية داخل الشباك عن طريق كامبايسو الذي تقدم من الخلف للأمام ليحرز الهدف الأجمل تكتيكيا في البطولة حتى الآن· وما بين كامبايسو الذي أحرز الهدف وهاينز الذي بدأ الهجمة تناقلت الكرة 25 مرة بين أقدام تسعة لاعبين لمسوا الكرة 55 مرة لمسافة تصل إلى 180 مترا في 58 ثانية· قمة الإبداع من نجوم التانجو الذين دخلوا البطولة بقوة وبدأ حلم اللقب يستيقظ من جديد مع مساندة دييجو ارماندو مارادونا أسطورة الكرة الأرجنتينية الذي يقود الفريق من المدرجات وخطف الأضواء بحماسه وهتافاته وصراخه مع ابنته وزوجته· لدرجة أن معظم الصحف الألمانية تضع صورة مارادونا في صدر صفحتها الأولى مع كل انتصار يحققه منتخب الأرجنيتن، وأصبح أحد نجوم البطولة دون أن يلعب كما كان يفعل في السابق، ولكنه يلعب دورا كبيرا في تحفيز اللاعبين وتشجيعهم وعندما التقى ميسي قبل مباراة صربيا أشاد بقدراته وتمنى له حظا سعيدا· نهاية تايسون عاد مارادونا بقوة، ولكن رونالدو غاب بقوة وتحول إلى أضحوكة البطولة سواء في القنوات التليفزيونية التي تعيد في كل نشراتها تحركاته البطيئة ومحاولته الفاشلة للتسجيل في مباراة استراليا، والصحف التي تقدم رسومات كاريكاتيرية لرجل بدين أطلقوا عليه ''رجل ميشلان'' وهو الرجل الذي يظهر بجسد منفوخ في إعلان إطارات السيارات، وأطلقت عليه صحيفة أو جلوبو البرازيلية ''مايك تايسون'' الملاكم الأميركي وقالت انظروا إلى رقبته إنها تشبه رقبة مايك تايسون في إشارة إلى وزنه الزائد، بل إن نفس الصحيفة قالت إن البرازيل لعبت بتسعة لاعبين أمام كرواتيا لأن رونالدو وأدريانو لم يقدما شيئا· وأمام كل هذا لم ينفد صبر كارلوس البرتو بيريرا مدرب البرازيل وربما يريد منه أن يكتب نهايته بنفسه حتى لا يلومه أحد بعد ذلك عندما يضعه على مقاعد البدلاء· ولم يكن رونالدو وحده الذي ظهر بهذا المستوى المتواضع بل إن أداء البرازيل بشكل عام لم يكن مقنعا على الإطلاق رغم الفوز على كرواتيا 1- صفر واستراليا 2-صفر والتأهل إلى الدور الثاني، وهناك معاناة في الهجوم للاختراق والتسجيل، ومعاناة في الدفاع، ولولا تألق ديدا أمس الأول أمام استراليا وتسرع فيدوكا مهاجم استراليا لما تحقق هذا الفوز، فالبرازيل بكل نجومها وخبراتها وقدراتها بدأت البطولة وهو تعاني في الدور الأول وعجزت 45 دقيقة كاملة في الشوط الأول عن التسجيل حتى أحرز ادريانو الهدف الأول في الدقيقة 49 وفريد الثاني في الدقيقة ،90 ومن بين ثلاثة أهداف للبرازيل في مباراتين منها هدفان من خارج منطقة الجزاء لكل من كاكا أمام كرواتيا وادريانو أمام استراليا والهدف الثالث محاولة اختراق من العمق لروبنيو الذي دخل المنطقة وسدد في القائم ليكملها فريد، ولا يوجد أي من الأهداف الثلاثة من كرات عرضية رغم وجود كل من كافو في اليمين وروبرتو كارلوس في اليسار وحتى الآن وعلى مدى 180 دقيقة لم تلعب البرازيل سوى 34 كرة عرضية وهو رقم متواضع للغاية ليس لتواضع مستوى الخصم الذي يلعب أمامه ولكن مقارنة بمنتخب مثل ألمانيا لعب في 180 دقيقة أمام كوستاريكا وبولندا 75 تمريرة عرضية والسويد 69 وصربيا61 وانجلترا 57 · وهذا يعني أن المنتخب البرازيلي يعتمد على الاختراق من العمق أكثر ويركز كل مهارات لاعبيه على المراوغة للاختراق مثل كاكا ورونالدينيو بالإضافة إلى رونالدو وادريانو، ويبقى العبء الأكبر في وسط الملعب زي روبرتو الذي يبذل جهدا كبيرا في التغطية عندما يتقدم روبرتو كارلوس ورونالدينيو من الجانب الأيمن الأكثر حيوية، وشاهدنا المساحات الواسعة في عمق الدفاع البرازيلي وكان المنتخب الأسترالي بسهولة يجد نفسه في حالة انفراد أكثر من مرة من وسط الملعب ومع فرق أكثر خبرة من استراليا أو كرواتيا ستكون المهمة صعبة للغاية، فإذا كان المنتخب البرازيلي يحتاج إلى الحظ في الدور الأول، ماذا يفعل في الدور الثاني· حتى الكرات القصيرة التي تشتهر بها الكرة البرازيلية لم تعد تميزها في هذه البطولة لأنه يحتل حتى الآن المركز الثاني عشر في البطولة وله 742 تمريرة قصيرة مقابل 120 تمريرة طويلة· ورغم كل هذا يملك أوراقه المؤثرة ومدربا لديه الخبرة في تغيير كل شيء في لحظة عند الخطر وقد يحتاج إلى اتخاذ قرار شجاع بشأن رونالدو مع بداية الدور الثاني إذا لم يقدم شيئا أمام اليابان· هجوم ألمانيا أعاد يورجن كلينسمان تقديم المنتخب الألماني بصورة جديدة في المونديال، صورة تختلف عن تلك التي نعرفها عن الكرة الألمانية، فهو لم يتخل عن القوة واللياقة البدنية ولكنه أضاف لمسة هجومية على الأداء، وبات يملك حلولا هجومية وأوراقا رابحة كما شاهدنا في مباراة بولندا التي أحرز فيها البديل نوفل هدف الفوز في الدقيقة 91 · وبعد الفوز على كوستاريكا 4-2 وبولندا1-صفر والتأهل للدور الثاني بدأ الشارع الكروي في ألمانيا يتحدث عن اللقب الرابع والنهائي في برلين، ولما لا وهو حق مشروع لأن أداء ألمانيا حتى الآن لا يقل عن بقية المنتخبات المرشحة بل يفوق البرازيل وانجلترا وإيطاليا وهولندا· فالمنتخب الألماني الأكثر فاعليه هجومية في البطولة حتى الآن وله 75 تمريرة عرضية، والأكثر تسديدا على المرمى برصيد 18 من اجمالي 37 تسديدة وفي التمريرات القصيرة يأتي في المركز الثالث بعد الأرجنتين والإكوادور وله 787 تمريرة· إذن هناك حلول فنية وتكتيكية ومساندة جماهيرية وأوراق خارج الملعب وحلم ينمو ويكبر كل يوم· صدمة إيطاليا بعد الفوز على غانا في الجولة الأولى بهدفين نظيفين قدمت إيطاليا نفسها في المونديال بطريقة رائعة أكدت الترشيحات التي وضعتها في سباق المنافسة ولكن في المباراة الثانية أمام الولايات المتحدة اختلفت الصورة تماما رغم التقدم بهدف جيلاردينيو إلا أن الفرحة لم تستمر سوى خمس دقائق لتبدأ فصول الدراما من الدقيقة 27 عندما أحرز زاكاردو الظهير الأيمن هدف التعادل في مرماه وبعد دقيقة واحدة يرتكب دي روسي أسوأ فاول في المونديال عندما ضرب ماكبرايد مهاجم المنتخب الأميركي بالكوع في وجهه لتسيل الدماء ويخرج بالبطاقة الحمراء وتتواصل فصول المعاناة حتى بعد خروج بوبي مدافع اميركا مطرودا في الدقيقة 47 ولم يتمكن نجوم الكالشيو الإيطالي من الفوز بل كادوا يتعرضون للهزيمة وبات عليهم الانتظار للمواجهة الصعبة أمام التشيك في الجولة الثالثة التي ستلعب أيضا للفوز بعد خسارتها أمام غانا 2- صفر في واحدة من أجمل مباريات المونديال حتى الآن، واستعاد منتخب غانا كبرياء الكرة الأفريقية في هذه المباراة ورفض أن تمر مشاركته الأولى في صمت· الكرات الطويلة البرتغال بقيادة البرازيلي لويس فليبي سكولاري ''بطل العالم 2002 '' يسير بهدوء بعيدا عن الأضواء ونجح في قطع تذكرة التأهل للدور الثاني لأول مرة منذ 40 بعد الفوز على انجولا 1- صفر وإيران 2- صفر، ويؤكد ان الفريق الذي صعد لنهائي كأس الأمم الأوروبية 2004 وخسر من اليونان يخوض التحدي من جديد بثقة أكبر· أما المنتخب الإنجليزي رغم عرضه غير المقنع أمام ترينداد وتوباجو وفوزه بهدفين وتأهله للدور الثاني إلا انه ينظر بالكثير من التفاؤل للمرحلة المقبلة لأنه حضر إلى هنا من اجل العودة بكأس العالم وبدأ السويدي زفن جوران اريكسون الذي يتقاضى راتبا سنويا قدرة 4,7 مليون جنيه إسترليني يتحدث عن المليون جنيه إسترليني مكافأة الفوز باللقب· الفوز على ترينداد وتوباجو التي تشارك للمرة الأولى تحقق بصعوبة بالغة وفي آخر 7 دقائق والهدف الأول الذي أحرزه كرواش ليس شريفا بعد أن أمسك كرواش بشعر مدافع ترينداد ومنعه من الوصول للكرة ليلعبها برأسه ويحرز الهدف· هولندا انتزعت بطاقة التأهل بصعوبة من مجموعة الموت مع الأرجنتين بعد الفوز على صربيا بهدف وكوت ديفوار بهدفين مقابل هدف، ولم يقدم المنتخب البرتقالي كله ما عنده بعد، فهو ما زال يملك الكثير والتحدي المقبل مع الأرجنتين في قمة الدور الأول· ورغم وجود الكثير من المهارات في صفوف المنتخب الهولندي إلا أن الفريق يعتمد على الكرات الطويلة فهو يتصدر أكثر الفرق في التمريرات الطويلة مع السويد برصيد 232 تمريرة بينما تحتل انجلترا المركز الثاني برصيد 225 تمريرة· وفي الوقت الذي تأهلت فيه منتخبات البرازيل وألمانيا والأكوادور وانجلترا والأرجنتين وهولنداوالبرتغال، خرجت منتخبات بولندا وكوستاريكا وباراجواي وكوت ديفوار وصربيا وإيران التي فاجأت الجميع بعروضها المتواضعة رغم الأسماء التي يضمها الفريق مثل على دائي وكريمي وهاشميان ونكونام· بينما ما زال مصير بقية المنتخبات معلقا حتى الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول التي تبدأ اليوم بمباريات في نفس التوقيت في كل مجموعة ومن هذه المنتخبات فرنسا التي تعادلت مع كوريا الجنوبية 1-1 أمس الأول ليصبح رصيده فقط نقطتان بعد التعادل في أول مباراة مع سويسرا، والفوز على توجو في المباراة الأخيرة يضمن لها التأهل، بينما تتصدر سويسرا المجموعة برصيد أربع نقاط بالتساوي مع كوريا صاحبة المركز الثاني· وفي مقاعد الانتظار للجولة الثالثة تجلس إيطاليا والتشيك وغانا والولايات المتحدة، والسويد وترينداد، والمكسيك وانجولا، واستراليا وكرواتيا واليابان· أما في المجموعة الثامنة التي تضم أسبانيا وأوكرانيا وسفراء الكرة العربية السعودية وتونس فقد أقيمت مباريات الجولة الثانية مساء أمس·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©