الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تواصل الاتهامات والنفي بين أعضاء الفرقة ورئيسها

تواصل الاتهامات والنفي بين أعضاء الفرقة ورئيسها
1 يوليو 2013 00:46
عصام أبو القاسم (الشارقة)- واجه الممثل المسرحي السوداني علي مهدي نوري منذ ثلاثة أعوام حملة قوية لسحب الثقة من رئاسته اتحاد الفنون الدرامية في الخرطوم، والذي ظل على رأسه لما يقرب عقدين من الزمان؛ إذ تشارك نحو عشرة مسرحيين من اثنى عشر يتكون منهم المكتب التنفيذي للاتحاد ذاته في حملة توقيعات لتنحية مهدي الذي ما لبث كثيرا وترك الاتحاد، ولكن لينتقل إلى موقع أكثر أهمية؛ فقد حل رئيساً لمؤسسة حكومية ذات سطوة على المجال وهي” مجلس المهن الموسيقية والمسرحية”. يعرف عن مهدي قدرته العالية على مواجهة مشكلات من هذا النوع، إذ أن تاريخه المسرحي في معظمه عبارة عن مواجهات مع أطراف وأطياف مسرحية عدة ولقد ظل قادرا على تخطي كل الصعوبات بصورة لطالما كانت محيّرة للكثيرين. ولكن مؤخرا واجه مهدي أمرا مماثلا لما واجهه سنة 2010 إذ تقدم عشرة من ممثلي فرقته المسرحية الخاصة “فرقة مسرح البقعة” استقالة جماعية ووقعوا بياناً وزع على الصحف والمواقع الإلكترونية، اتهموا عبره رئيس الفرقة “علي مهدي” باستغلالهم في مشاريع ثقافية وفنية تخدم اسمه وتشهره ولكنها لا تعود عليهم بأي نفع، إذ تتحول جهودهم إلى مجرد “أقراص مدمجة وصور مطبوعة” يتوسط بها مهدي خلال تقديمه أوراق العمل والمحاضرات في المؤتمرات الدولية التي تعقد في نيويورك وباريس وميونيخ..”متناسياً دور الفرقة” وتابع البيان “مما جعلنا نشعر أن الفرقة أصبحت بلا فائدة”. يعتبر مهدي المولود عام 1952، من أبرز الوجوه المسرحية العربية، إذ شغل العديد من المناصب الإدارية في اتحادات ونقابات ومجموعات عمل ثقافية محلية وعربية ودولية منها “أمين عام اتحاد الفنانين العرب” ويشغل حاليا موقع” نائب رئيس الهيئة الدولية للمسرح ـ ITI” واختارته اليونسكو سفيرا للسلام هذه السنة 2013 وهو فاز بجوائز عدة خصوصا على الصعيد الدولي من بينها (جائزة الشارقة للإبداع العربي ـ اليونسكو)، إضافة إلى (الجائزة العالمية لحرية الإبداع) 2010 ومنحت لـه ولفرقته وكان تبرع بقيمتها [50 ألف دولار] لصيانة وتحديث مشفى لأطفال دار فور المتأثرين بالحرب؛ إلا أن بيان الاستقالة المشهر من الممثلين العشرة أشار إلى عدم علم الفرقة أين ذهبت الـ 50 ألف دولار، حيث يذكر البيان “كان اتفاقكم مع المجموعة بأن تذهب قيمة جائزة حرية الفكر الممنوحة للمجموعة وشخصكم ـ التي كانت نتاج جهد مشترك ـ الى إنشاء مجمع نفسي وطبي لأطفال دارفور ولم يتم ذلك ولم يتم أخطارنا: أين ذهبت قيمة الجائزة مما نراه عملا فيه الكثير من التجاهل للمجموعة.؟” وتحفظ الممثل جمال عبد الرحمن الذي يعتبر من أهمّ الموقعين بالبيان على التعليق وقال لـ “الاتحاد” انهم في انتظار رد رئيس الفرقة الذي يشارك في مؤتمر دولي بالعاصمة الفرنسية هذه الأيام؛ وذكر عبد الرحمن أنه لن يتراجع عن الاستقالة تحت أي ظرف. وبالنسبة لبعض المراقبين فان رحلة علي مهدي التي بدأت منتصف الشهر الماضي إلى عدد من المدن الاميركية والأوروبية كان منتظراً أن ترافقه خلالها الفرقة إلا انه آثر أن يذهب وحده، مفضلاً أن يأخذ عروض الفرقة في أقراص مدمجة ليعرضها على حضور ندوته بمكتبة الكونجرس الأميريكي ثم لثلة من الاكاديميين في جامعة جورج تاون وأخيرا في باريس، وهو ما اعتبرته الفرقة تجاهلاً وتجاوزا لمكانتها الفنية بخاصة أن بعض الموقعين كان الغى التزاماته حتى يتمكن من السفر مع الفرقة. من جانبه، أعرب مهدي لـ “الاتحاد” عن دهشته وقال إنه لم يكن أمرا متوقعا بالنسبة له أن يتقدم “صنّاع البقعة” باستقالاتهم على هذا النحو، مشيراً إلى انه “مع الحوار والنقاش ونحترم كل الاختلافات ونسعى إلى حلها بالأخذ والرد”. وأكد مهدي أن قيمة الجائزة الخاصة باليونسكو ذهبت إلى تحديث مشفى أنشأته منظمة غربية في وقت سابق بدار فور للعناية بالأطفال؛ وقال “سنرد على الاتهامات تفصيلاً ببيان عندما نعود إلى الخرطوم وسنبين بالأرقام والإحصاءات كل صغيرة وكبيرة”. وذكر مهدي أن الاستقالة الجماعية حملته إلى تأجيل جملة من العروض كان يعد لتقديمها مع فرقته خلال شهر رمضان في أمريكا وأوروبا، وشدد على أن “استقالاتهم لن تؤثر على مستقبل فرقة البقعة فلطالما خرج البعض عنا ولكن البقعة بقيت ولم تنهار” واضف “لن نقبلهم كأعضاء لو تراجعوا عن استقالاتهم ولكن قد نستعين ببعضهم في التمثيل” مبديا حرصه على “العلاقة الإنسانية”. وقال مراقبون إن المواجهة “النادرة” بين علي مهدي و”أولاده “ كما تطلق عليهم الصحافة المحلية، قد تكون خلفيتها “صراع على النفوذ” بين مهدي والممثل جمال عبد الرحمن أكثر من أي شيء آخر، فالأخير افلح كثيرا، خلال السنوات الأخيرة، في مجال الإنتاج الفني فلقد قدم العديد من الأعمال الناجحة في المسرح والتلفزيون مستعينا بعدد من الممثلين الذين شاركوه تقديم الاستقالة عن مسرح البقعة؛ ويرى البعض أن الاستقالة الجماعية تمهد لتأسيس كيان مواز لمؤسسة علي مهدي أو مسرح البقعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©