ينظر المرء بالكثير من الاعتزاز والتقدير للدور الذي تقوم به مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية فيما يتعلق بنشر ثقافة العمل والإنتاج. فالكثير من الناس لا يعرف سوى أنها مؤسسة خيرية إنسانية تقوم بأعمال إغاثية وتوزيع للمساعدات. بينما هناك أعمال جليلة تقوم بها على الساحة المحلية، لعل في مقدمتها مساعدة طلاب العلم ودفع الرسوم الدراسية عنهم، وكذلك توفير الوجبات الصحية في المقاصف المدرسية وبأسعار في متناول الجميع. ولكنّ هناك مشروعاً جليلاً عظيماً تقوم به «خليفة الإنسانية» لم يحظى بالمتابعة والاهتمام، وهو ما تقوم به المؤسسة من نشر لثقافة العمل والإنتاج بين الأسر المواطنة وعدم الاعتماد على المساعدات الاجتماعية، إذ تشجع هذه الأسر على الانخراط في إعداد الوجبات الرمضانية التي توزعها المؤسسة ضمن مشروع«إفطار صائم» الذي تنفذه سنوياً بدلاً عن المطاعم. وكذلك تشجع الأسر على المشاركة بمنتجاتها المحلية والتراثية- وتحت رعاية المؤسسة- في مختلف المعارض والمهرجانات والفعاليات التي تقام في الدولة. وأحدث هذه المهرجانات، مهرجان ليوا للرطب في دورته العاشرة التي انطلقت السبت الماضي، الثاني عشر من يوليو الجاري، وتختتم بعد غد السبت الثامن عشر من الشهر ذاته.
وقد قامت المؤسسة وفي إطار مبادرتها لتنظيم برامج المساعدات الجادة، والمساهمة في نشر ثقافة العمل والاعتماد على الذات، بالمشاركة بأكثر من تسعة متاجر في السوق الشعبي المقامة ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب، حيث تعرض الأسر المشاركة العديد من المنتجات التراثية الإماراتية ومنتوجات صناعة البخور والتمور والحلي النسائية والعطور، وأدوات الزينة والمطابخ المحلية التي تتعلق بعادات الضيافة العربية الإماراتية الأصيلة، وغيرها.
لذلك نحيي «خليفة الإنسانية» على هذه المبادرات المحلية الطيبة والمباركة، آملاً من بقية المؤسسات والدوائر الحكومية التفاعل معها بالإقبال على شراء منتجات هذه الأسر المواطنة، دعماً لها وتعزيزاً لجهود المؤسسة في نشر ثقافة العمل والإنتاج والاعتماد على الذات. وقديماً قالوا «لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصيد»، وشكراً للجميع.
عبدالله العلي- أبوظبي
عدد اليوم
