السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بكتيريا لا شفاعة لها

20 يونيو 2006 01:27
لا يختلف اثنان على أن العفن أو البكتيريا عندما يضرب تفاحة في صندوق فإن التفاح كله يكون معرضا خلال فترة بسيطة للتلف واذا لم تكن هناك متابعة فلا شك في أن الخسائر ستكون كبيرة في جميع الاتجاهات للبائع والمشتري اضافة الى الأضرار النفسية التي ربما يكون تأثيرها أكبر· وهذا يجرنا الى مصطلح هو الآخر يشبه العفن في تصرفاته وان كان مغلفا بشكل جميل وهو ''الفساد'' والذي يعني بأقل تعبير ''الفوضى'' أو ''المحاباة'' ''الغش''، ولنا ان نتخيل الكم الهائل من التعبيرات التي يمكن ان تستخلص من كلمة الفساد ولو حاول كل منا وضع مصطلح للمعنى سيتجمع لدينا كم من المصطلحات والمعاني نستطيع من خلاله وضع دليل للرجوع اليه·· وهي ستختلف من شخص إلى آخر حسب البيئة والمكان الذي يمارس فيه حياته· ومما لا شك فيه ان ''الفساد'' عندما يبدأ ويتغلغل فإنه من الصعب ان تدرك الكم الكبير من الاشياء الصالحة التي تضيع أو تهمش أو تتحطم في طريقه فهو لا يراعى في غالب الأحيان الا المصلحة الشخصية من وجهة نظره سواء كانت حاضرة أو مستقبلية· ان الفساد مؤشر على وجود أزمة أخلاقية في السلوك تعكس خللاً في القيم وانحرافاً في الاتجاهات عن مستوى الضوابط والمعايير السليمة المتعارف عليها·· وهو يوجد حيثما توظف منظمة ما أو شخص صاحب سلطان وصلاحيات ما هو ممنوع لهم بطريقة غير موضوعية مع تغليب الصالح الخاص على الصالح العام ومن ثم تحكيم الهوى والميل في صناعة القرارات واتخاذها· وقد أوصانا ديننا الحنيف في احكامه وآدابه وتعاليمه على اتباع كل ما من شأنه ان يوصلنا الى الطريق القويم في الحياة من خلال تعاملنا مع الآخرين حيث نذكر ما أوصى به الرسول حيث قال من ''غشنا فليس منا''، والاحاديث في هذا الجانب كثيرة· وللفساد صور وأشكال كثيرة في الحياة على المستوى الفردي أو الجماعي ومن خلال تعاملاتنا مع الناس أو في مجال العمل وأشير هنا الى بعض الصور التي تندرج تحتها بشكل أو بآخر، مثلا أب لا يعدل او يحابى فلانا على فلان بين أبنائه أو زوجاته، الكذب والنفاق كذلك من صوره والاستخفاف بالناس والتقليل من شأنهم وأكل حقوقهم، السكوت عن المشاكل التي تقع وعدم حلها مع القدرة على تقديم الحلول··· الخ· وأختم الكلام باقتباس قد قرأته عن الفساد يقول: ''إنه أمر لا نريده ولا نتحمله ولا مكان له في قلوبنا وإداراتنا، ولا شفاعة ولا تفهم ولا رحمة لمن يستخدمه طريقاً شريراً لكسب الثروة بغير حق وبناء التحالفات وخدمة المحسوبيات والود والنفوذ''· محمد مدني
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©