السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإدارة الفاضلة بين الحقيقة والخيال

20 يونيو 2006 01:27
تعج المكتبات وتئن هذه الأيام بعشرات بل مئات من الكتب المترجمة الى اللغة العربية ولا سيما كتب علوم الإدارة وتطوير الأفراد والمؤسسات والتي نافست كثيراً من الموضوعات الأخرى كتب جذابة وفاخرة التجليد والتغليف تسر الناظرين توضع في أفضل الرفوف والأركان ليراها الجميع وتسخر لها ميزانيات مالية ضخمة لأجل الدعاية والترويج وتولى اهتماما بالغا وعناية في اخراجها بشكل مميز باضافة صور معبرة وألوان جميلة أما عناوينها فمدهشة - تتراوح بين الإثارة والسخف - لدرجة انها تستهوي غير القراء ويسعى البعض سعياً حثيثاً في انفاق الطارف والتليد من الأموال في سبيل اقتنائها لهدف معرفة آخر المصطلحات الحديثة في علوم الادارة وتطوير الأفراد والمؤسسات أو محاولة التحلي والاقتداء بما جاء فيها من نصائح وارشادات ترى الى هذا الحد أصبحت هذه الكتب بهذه القيمة ليهيم البعض عليها؟ وهل صحيح ان في قراءتها وإمضاء الوقت والعمر بصحبتها نتيجة وأثر في الحياة العملية؟ أيها السادة الكرام، انه لمن المحزن حقاً ان يتهافت الناس تهافت الفراش على مثل هذه الكتب فمعظمها سيئة الترجمة غير مفهومة الكلمات والمصطلحات، وأكثر ما ورد من معانيها مبتدع ولا أصل له وكان الأجدر عند ترجمتها الى العربية تبسيط اللغة والمعرفة فيها للفهم وليس للتعقيد حتى المتخصص أو المتبحر في علوم اللغة العربية يجد صعوبة في فهم ما يقال فيها اذا ما قرأها فكيف بمن هم دون ذلك! ولا أزيد على ما قاله الجاحظ ''225 هـ'' في نقده لمثل هذه الكتب التي ظهرت على شاكلتها في عصره فألهت الناس وكانت حديثهم الشاغل حيث يقول: ''ليس في كتبهم مثل سائر، ولا خبر طريف، ولا صنعة أدب، ولا حكمة غريبة·· ولكن هذر وعِي وخرافة، وسخرية وتكذب لا ترى فيه موعظة حسنة، ولا حديثاً مؤنقاً، ولا تدبير معاش ولا سياسة عامة ولا ترتيب خاصة''·· هذا باختصار ما يمكن قوله عن - معظم - هذه الكتب المترجمة وبخاصة كتب علوم الإدارة وتطوير الأفراد والمؤسسات، بقي الحديث عما يعرف بالندوات والمحاضرات والدورات التدريبية، فماذا عن شأنها؟ هذا ما ستعرفونه خلال مقالتي المقبلة·· منصور محمد المهيري
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©