عواصم-وكالات الأنباء:هدد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس إيران بفرض عقوبات متصاعدة سياسية واقتصادية ضدها اذا رفضت العرض الدولي بشأن برنامجها النووي، فيماأبدت إيران علامات على احتمالات قبولها بحصر برنامجها النووي مع ضمانات غربية·
وقال بوش''في حال رفض المسؤولون الايرانيين عرضنا، سيؤدي ذلك الى التحرك في مجلس الأمن الدولي (ضد طهران) وازدياد انعزالها على المستوى الدولي وتشديد العقوبات السياسية والاقتصادية (عليها) تدريجيا''·
وبدا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد متفائلا أمس وهو يكرر أن عرض القوى الكبرى حول البرنامج النووي الايراني يشكل ''خطوة الى الامام''·وقال في خطاب القاه أمام المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ومسؤولين كبار آخرين إن ''الجمهورية الاسلامية في إيران أيدت دائما الحوار العادل من الند الى الند ومن دون شرط مسبق''·واضاف ان ''الاقتراحات الأخيرة (للقوى الكبرى) تشكل خطوة الى الأمام''· وتابع نجاد إن ''الحكومة ستدافع عن حقوق الشعب بقوة وحكمة، خبراؤنا يقومون بدرس الاقتراحات، وبعد هذه الدراسة سيتم ابلاغ وجهة نظر إيران الى الفريق الآخر''·
ونقلت الصحافة أمس عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علاء الدين بوروجردي قوله ''كما إن مواقفنا مختلفة عن مواقف الغربيين فإن اقتراحاتنا ستختلف أيضا عن اقتراحاتهم''·
وذكرت صحيفة ''فايننشال تايمز'' البريطانية في عددها أمس نقلا عن ''شخصين قريبين من النظام'' الإيراني أن ايران مستعدة لحصر برنامجها النووي شرط ان لا ترغم على التخلي عن تخصيب اليورانيوم·وقال احد هذين الشخصين اللذين فضلا عدم الكشف عن هويتهما ان''حوالى 70% من كبار المسؤولين الايرانيين على استعداد للقبول، تحت الضغط، بحصر محتمل لعدد اجهزة الطرد المركزي''·واضاف ان ايران ستقدم للاسرة الدولية في حال الاتفاق ''ضمانات موضوعية'' حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي·
ونقلت المجلة عن محاور آخر قوله إن التوتر قد تراجع على ما يبدو بين ايران من جهة وبين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالاضافة الى المانيا بفضل الاتصالات غير المباشرة التي جرت بين واشنطن وطهران عن طريق السعودية· واشار ''الشخصان القريبان من النظام'' الايراني الى ان ايران لا يمكنها التخلي عن تخصيب اليورانيوم لاسباب تتعلق بالسياسة القومية وكذلك لأن اقتراح الحوار لا يشكل ضغطا كافيا·
ويتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الى فيينا وبودابست لتأكيد وحدة الموقف بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في مواجهة التحدي الايراني والأهمية التي يعلقها على العلاقات مع شركائه الاوروبيين·
ويشارك بوش غدا في قمة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في العاصمة النمساوية ثم يشارك الخميس في بودابست بالذكرى الخمسين لانتفاضة العاصمة المجرية ضد الاحتلال النازي· وقال مستشار الرئيس الاميركي للأمن القومي ستيفان هادلي انه بعد الحساسيات التي خلفتها الحرب على العراق فان '' هذه الرحلة ستعطي فرصة لاعادة التأكيد على متانة العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة بالاتحاد الاوروبي''·وأقر بأنه لا ينتظر حصول تطور هام في قمة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في ما يتعلق بالملف النووي الايراني·ولفت الى ان رؤساء الدول والحكومات الاوروبية لن يكونوا حاضرين علما ان الاوروبيين والاميركيين وصلوا اصلا الى ''اجماع'' حول الموضوع·وقال انه من المهم إظهار صورة ''جبهة موحدة'' بين الاوروبيين والاميركيين في ما يتعلق بالملف النووي لتعطيل محاولات ايران بث الشقاق في صفوف الدول المعنية بالموضوع·
من جانبها تتابع مملكة البحرين عن كثب تطورات المواجهة بين المجتمع الدولي وطهران على خلفية الملف النووي الايراني·فقال وزير الاعلام البحريني محمد عبد الغفار عبدالله ''نريد ان تكون منطقة الخليج والشرق الاوسط برمتها خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل''· وأضاف''لقد تحسنت علاقاتنا (مع ايران) في السنوات الاربع او الخمس الأخيرة''· الا ان قادة البحرين لم يتخلوا عن حذرهم حيال طهران خصوصا بعد وصول محمود احمدي نجاد الى سدة الرئاسة الايرانية وفقا لتقارير الخبراء السياسيين·
عدد اليوم
