الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانون رواد: المعرض العام للفنون التشكيلية يقدم أسماء جديدة ومبشرة

فنانون رواد: المعرض العام للفنون التشكيلية يقدم أسماء جديدة ومبشرة
17 يناير 2011 23:54
كشف المعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دورته التاسعة والعشرين عن العديد من الإسهامات الفنية المعاصرة والمتوافرة على قدر كبير من التميز والجرأة في الطرح، كما كشف المعرض الذي انطلق الاربعاء الماضي وينتهي في الخامس من شهر نوفمبر القادم عن وجود هامش من الحرية لدى الفنان المحلي للتعبير عن رؤاه وأفكاره القابلة للتأويل وللقراءة المتباينة فيما يخص التقنيات الأسلوبية والمعالجات الذهنية لثيمة أو موضوعة العمل الفني. فمن التركيبات الإنشائية والأطروحات المفاهيمية وتوليفات الفيديو آرت، مرورا بأعمال الكولاج والرسومات الفطرية والتصوير الضوئي المتمازج مع الكولاج وكسر إطار اللوحة الثابتة لمصلحة البعد الثلاثي والتجسيد النحتي، استطاع المعرض ان يمزج التجارب المتراكمة لفنانين مخضرمين من الإمارات والفنانين المقيمين والمستضافين، مع تجارب أخرى شابة وواعدة تبحث عن مكان حيوي وعن موقع تفاعلي يضعها في عمق وصلب التيارات الفنية الحديثة والمعاصرة. ضم المعرض أعمالا لفنانين تكرست أسماؤهم وإسهاماتهم المضيئة في الساحة التشكيلية، بينما جاءت الأعمال الأخرى من خلال أسماء جديدة شكلت مفاجأة مفرحة وسط الكم الكبير من الأعمال القوية والمستضافة التي عززت من قيمة وحضور هذا المعرض المهم الذي بات أشبه ببوصلة توثيقية وجمالية تعين الراصد والمتابع للتعرف إلى ملامح التطور الذي لامس الفن التشكيلي في الإمارات. وافصح عدد من الفناينين المشاركين المخضرمين من رواد الحركة التشكيلية في الامارات، الذين التقت بهم “الاتحاد” في المعرض عن انطباعاتهم الشخصية حول قيمة وحاضر ومستقبل المعرض العام لجمعية الامارات للفنون التشكيلية. وتحدث رائد الحركة الفنية المعاصرة في الإمارات الفنان حسن شريف بحماسة وانتباه وحب عن التيارات الحديثة التي احتضنها المعرض وكشفت عن أسماء جديدة ومبشرة في المشهد التشكيلي المحلي، قائلا “ أنا فرح بالمواهب الجديدة التي قدمت أعمالا قوية ومفارقة في المعرض، وكان لجوء هذه المواهب لتقنيات حديثة مثل الفيديو والفنون الجسدية أو “ البودي آرت”، والفن المفاهيمي بمثابة مفاجأة فنية بالنسبة لي، واليوم عندما أستمع لفنانة شابة مثل شيخة المزروع وهي تتحدث عن تواصلها الذهني والمعرفي مع فنانين بحجم بول كلي، ودونالد جود، والفنان الفرنسي دوشامب، فإنها تستحضر تاريخا متوهجا وعريضا من التيارات الفنية إلى متحف الشارقة للفنون، وهذه المسألة مهمة وتشكل انعطافة ملحوظة في مسار الفن بالإمارات”. وأضاف شريف “ أنا فرح أيضا بهامش الحرية الكبير الذي يعمل من خلاله هؤلاء الفنانون الجدد، الذين أعتبرهم مكاسب وثروات ثقافية مهمة للبلد، وهي مواهب يجب أن نشجعها على الدوام، وأن لا نضع الحواجز والعراقيل أمام وثبتهم واندفاعهم الجريء والمؤسس لقفزات متطورة في مستقبل الحركة التشكيلية في الإمارات”. أما الفنان عبدالرحيم سالم تحدث عن خصوصية المعرض مشيرا إلى أنه حدث جميل ومهم في ذات الوقت بالنسبة للفنانين وأعضاء الجمعية، وأضاف بأن مرور تسعة وعشرين عاما على عمر المعرض يدلل على وجود حركة نشطة في الإمارات على مستوى الفن التشكيلي، الذي بات يستقطب أعمالا من الخارج للتعرف والاحتكاك بالتجارب والرؤى المختلفة. وفي سؤال حول حجم ونوعية الأعمال في المعرض الحالي مقارنة بسنوات التأسيس الأولى أشار عبدالرحيم سالم إلى وجود تطور كبير في نوعية الأعمال وكذلك توافر اهتمام أوسع بالفنانين في الوقت الحاضر مقارنة بالسنوات المبكرة التي كان الفنانون فيها يفتقرون لوجود متحف نوعي ومتخصص يحتضن أعمالهم ويلمّ نتاجاتهم. وعن رؤيته واقتراحاته لتطوير المعرض العام أكد سالم على ضرورة تخصيص حوافز ومكافآت وتنويهات للأعمال المميزة التي يقدمها الجيل الجديد من الفنانين المحليين، وهي حوافز ــكما أشارــ يمكن أن تصنع قيمة مضاعفة لعمل وجهد الفنان الشاب. الفنان محمد كاظم الذي يعتبر من المشاركين الأوائل في تطوير الحركة التشكيلية المحلية تحدث عن الملامح القديمة للمعرض مشيرا إلى أنه كان يعتمد في السبعينيات من القرن الماضي على جهود واجتهادات فردية، وكانت المعارض تفتقر لعنصر هام وهو التقييم أو وجود مقيمين يملكون رؤى واقتراحات خاصة لفرز الأعمال المشاركة. وأضاف كاظم بأن تطور شكل ومحتوى المعرض بدأ في العام 2005 مع وجود الأمكنة الحاضنة والمناسبة للأعمال وكذلك مع وجود المقيمين ومساعدي المقيمين وطباعة دليل رصين وشامل يوثق للأعمال المعروضة ويحتوي على قراءات وإسهامات نقدية وإبداعية مميزة. وحول اقتراحاته لتطوير الشكل العام للمعرض أشار كاظم إلى ضرورة فصل المدارس التشكيلية المختلفة وخلق هوية خاصة تعتمد على الحساسيات الفنية المتداخلة، ونوه إلى أنه ليس من الضروري أن يشارك كافة أعضاء الجمعية في المعرض وذلك لترك مساحة لفنانين وطلبة وأكاديميين جدد غير منتمين للجمعية ولكنهم يمتلكون في ذات الوقت قدرات فنية تؤهلهم للمشاركة. بدوره تحدث الفنان خليل عبدالواحد عن المعرض مشيرا إلى أنه بات يشهد تطورا ملحوظا فيما يتعلق بقيمة ونوعية الأعمال المعروضة، كما أنه لاحظ وجود تذوق خاص ولمسة فنية مستقلة في كل دورة من دورات المعرض، اعتمادا على التوجهات والمرجعيات التي يستند عليها المقيم العام للأعمال، وأشاد عبدالواحد بطريقة عرض الأعمال ورأى أنها تعطي كل عمل حقه في التواصل مع المتفرج، رغم اختلاف نوعية الأعمال التي توزعت على الرسومات الزيتية والأعمال التركيبية والفيديو والنحت التعبيري وغيرها. أما الفنانة ابتسام عبدالعزيز التي شاركت كمقيمة في المعارض السابقة، فتؤكد على وجود نقلة وتطور في الأعمال المعروضة مقارنة بالسنوات السابقة، ونوهت إلى أهمية استقطاب فنانين من جامعة فيلادلفيا كي يشاركوا في المعرض لأنه يخلق حالة من التواصل الإبداعي مع الآخر، ويسهم في إثراء وتنويع الأفكار والتقنيات المطروحة والمستخدمة من قبل هؤلاء الفنانين، وأشادت ابتسام عبدالعزيز بفكرة وجود مقيم للمعرض لأن هذا التوجه يؤدي إلى إضفاء طابع خاص ومتماسك للأعمال كما أنه يمنح فرصا متساوية للمدارس التشكيلية المختلفة كي تقدم صورة بانورامية وبأطياف متعددة تعبر عن خصوبة وثراء المشهد التشكيلي في الإمارات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©