قضت محكمة جنايات جنوب القاهرة أمس بمعاقبة 9 مصريين (7 بالسجن المؤبد واثنين لمدة 20 عاماً) أدينوا في أربع قضايا اغتصاب وهتك عرض سيدات وفتيات في ميدان التحرير بقلب العاصمة. وهذه الأحكام هي الأشد على الإطلاق في تاريخ قضايا التحرش الجنسي في مصر. وقالت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» إن المتهمين حوكموا حضورياً، وصدر على عدد منهم أكثر من حكم بالسجن المؤبد، أو بالسجن لمدة 20 عاما في أكثر من قضية، ومن بينهم رجل حصل على ثلاثة أحكام بالمؤبد في ثلاث قضايا على الأقل. وقال مصدر قضائي، إن إحدى القضايا تتعلق بواقعة الاعتداء على امرأة أثناء الاحتفالات بذكرى انتفاضة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.
وأمر رئيس محكمة جنايات جنوب القاهرة القاضي محمد مصطفى الفقي بوضع جميع الجناة تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات بعد انقضاء عقوبتهم. وذكر المصدر القضائي أن من بين الاتهامات الموجهة للجناة الخطف والسرقة بالإكراه وهتك العرض بالقوة والتعذيب. والأحكام التي صدرت قابلة للطعن عليها أمام محكمة النقض. ولا يعرف ما إذا كان المتهمون الصادر بحقهم أكثر من حكم بالسجن في قضايا مختلفة سيقضون عقوبة واحدة عن كل القضايا أم كل عقوبة على حدة.
وقضت المحكمة في القضية رقم 982 المتهم فيها ثلاثة متهمين بالسجن المؤبد، ووضع المتهمين خمس سنوات تحت المراقبة وغرامة 10 آلاف جنيه. وعاقبت المحكمة في القضية رقم 6329 أربعة متهمين بالسجن المؤبد والسجن 20 عاما لمتهمين اثنين ووضعت المتهمين تحت المراقبة 5 سنوات، و50 ألفا كتعويض مدني. وفي القضية رقم 6330 المتهم فيها ثلاثة متهمين، عاقبت المحكمة اثنين بالسجن المؤبد وبالسجن 20 عاما للثالث ووضع المتهمين 5 سنوات المراقبة. فيما جاء القرار في القضية رقم 6328 بالسجن المؤبد على ثلاثة متهمين ووضعهم تحت مراقبة.
وبكت امرأة من ضحايا التحرش الجنسي داخل قاعة المحكمة بعد صدور الحكم تعبيرا عن الارتياح. وهتف المحكوم عليهم الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عاما بكلمة «ظلم». وقال شاهد من «رويترز» «إن أهالي المحكوم عليهم انتابتهم حالة من الغضب الشديد بعد صدور الأحكام وحاولوا الاعتداء على الصحفيين واتهموهم بتضخيم القضية». وقال نشأت أغا، وهو محامي إحدى الضحايا إن الحكم عادل تماما وإن المتهمين نالوا أقل عقوبة بحق ما ارتكبوه. وقال المحامي والناشط جمال عيد «هذا الحكم يبعث برسالة قوية لكل المتحرشين وهي أن أفعالهم لن يتم التغاضي عنها أو قبولها بعد الآن.. لكن الحكم على القصر كان قاسيا وكان يمكن تقليله».(القاهرة - وكالات)
عدد اليوم
