الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إسبانيا تهزم تونس بالثلاثة في 20 دقيقة

إسبانيا تهزم تونس بالثلاثة في 20 دقيقة
20 يونيو 2006 23:55
رسالة شتوتجارت: يكتبها ويصورها: أكرم يوسف حتى الدقيقة 70 من مباراة تونس مع إسبانيا أمس الأول في المجموعة الثامنة رسم نسور قرطاج لوحة رائعة من الإبداع والتألق والصمود تحت أمطار صيف مدينة شتوتجارت باستاد جوتليب دايملر وأحرجوا إسبانيا بكل نجومها راؤول وكاسياس وتوريس والونسو واكزافي وأربكو حسابات لويس أراجوانيس حكيم الكرة الأسبانية ومدرب الفريق وبدا متوترا وقلقا مع مررو الوقت وكان يضع يده فوق رأسه وينظر إلى الأرض بعد أن أستنفذ كل الحلول فريق متماسك يقاتل في كل جزء من أرجاء الملعب · وبدأت الأحلام تداعب رؤوسنا بتحقيق فوز تاريخي على فريق كبير بحجم أسبانيا يعيد للكرة العربية كبريائها وسمعتها بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها المنتخب السعودي في هامبورج بأربعة أهداف نظيفة أمام أوكرانيا في هامبورج قبل ساعة من بداية هذا اللقاء ،وبدأنا نحلم بتكرار إنجاز الجزائر في كأس العالم 1982 عندما فازت على ألمانيا والمغرب عام 1986 عندما فازت على البرتغال تعادلت مع انجلترا وصعدت للدور الثاني ، ولكن الحلم الجميل الذي عشناه بعد أن تقدم جوهر المناري بهدف في الدقيقة الثامنة لم يستمر وتحول إلى كابوس في الدقيقة 71 عندما تمكن راؤول من التعادل ثم أضاف فيرناندو توريس هدفين لتخسر تونس بالثلاثة · ورغم قناعتنا بالفارق الكبير في الإمكانيات بين تونس وإسبانيا سواء من ناحية الخبرة والإمكانيات إلا أن المهمة لم تكن مستحيلة ،والفوز كان قريبا جدا بعد الأداء الرائع في الشوط الأول إلا أن ما حدث في الشوط الثاني من تراجع وانهيار وعدم تركيز وقلة خبرة أضاع كل شيء · مفاجأة البداية البداية كانت مفاجأة للجميع ،نسور قرطاج '' هي التي تملأ الملعب بالحيوية والنشاط والحركة وتبادر بالهجوم ،ولعب روجيه لومير باستراتيجية هجومية وأجرى بعض التغييرات عن تشكيلة المباراة الأولى التي تعادلت مع السعودية حيث شارك انيس العياري في مركز الظهير الأيسر بدلا من ديفيد الجمالي ووضع الجزيري وحده في الهجوم ومن خلفه يتقدم كل من جوهر المناري وعادل الشاذلي ،وأتسم الأداء بالجرأة الهجومية ،وأحيانا كنا نشاهد المنتخب التونسي يهاجم بخمسة لاعبين حيث يتقدم حاتم الطرابلسي ليخلق جبهة مؤثرة في الجانب الأيمن تشكل عنصر المفاجأة وأيضا يتقدم النموشي من الجانب الأيسر مع عادل الشاذلي وجوهر المناري مع الجزيري · ومارس المنتخب التونسي الضغط على الإسبان في وسط الملعب مما حرمهم من بناء الهجمات بشكل صحيح فاضطروا للاعتماد على الكرات الطويلة التي كانت معظمها من نصيب راضي الجعايدي او كريم حقي أو الحارس المتألق علي بومنيجل أحد نجوم اللقاء · ولعب المنتخب الإسباني بنفس طريقته التي لعب بها أمام اوكرانيا 4-3-3 ووضع في الهجوم كلا من فيرناندو توريس وديفيد فيا ومعهم لويس جارسيا وفي الوسط كلا من أكزافي وماركو سينا وأكزابي الونسو ،وفرض رياض بوعزيزي رقابة صارمة على أكزافي عقل الفريق وصانع ألعابه ،ونجح المنتخب التونسي في معركة الوسط بسبب وجود خمسة لاعبين وهم بوعزيزي ومهدي النفطي وجوهر المناري وعادل الشاذلي وحامد النموشي مقابل ثلاثة من أسبانيا وهم سينا واكزافي وأكزابي الونسو مما رجح كفة نسور قرطاج في أهم منطقة من مناطق الملعب ،لأنها منطقة العمليات وبناء الهجمات ،واتاحت طريقة 4-5-1 الفرصة للمنتخب التونسي لتأمين دفاعه في منطقة متقدمة من الملعب وإفساد الهجمات مبكرا ،وفي نفس الوقت سرعة التحول من الدفاع للهجوم وبعدد كبير ،ولم يجد ثلاثي الهجوم الإسباني الدعم والمساندة من الوسط إلا عن طريق الكرات الطويلة أو التسديد من خارج منطقة الجزاء ·· وجاء الهدف الأول في الدقيقة الثامنة عن طريق جوهر المناري الذي لعب الكرة برأسه وأكملها عندما ارتدت من الحارس الأسباني ايكر كاسياس ليزيد من الضغوط على المنتخب الإسباني الذي دخل المباراة وكأنها نزهة أشبه بنزهة أوكرانيا التي فازوا فيها بالأربعة بل داخل معسكر المنتخب الإسباني كانوا يتحدثون قبل المباراة عن الفريق الذين سيلعبون معه في الدور الثاني وقال كاسياس إنه يفضل مواجهة فرنسا· بينما قال لويس اراجونيس مدرب الفريق ان تكتيك تونس ليس سوبر وانه لن يغير أسلوبه · بالطبع فارق الخبرة والتاريخ والأسماء والنجوم يمنحهم هذا الحق في الثقة ولكن على أرض الواقع كان للنسور رأي آخر ،وأمام اندفاع الأسبان الذين شعروا بإهانة لكبريائهم بعد الهدف كادت تونس أن تضيف هدفا آخر لوجود مساحات كبيرة بين الوسط والدفاع إلا أن التسرع حال دون ذلك ،وشكلت الهجمات المرتدة خطورة بالغة على مرمى كاسياس واستعرض الطرابلسي مهاراته وراوغ كارلوس بويل وعرقله ونال إنذارا وكان يستحق بطاقة حمراء لأنه المدافع الأخير وإذا مر منه الطرابلسي كان سينفرد بالمرمى · بينما اعتمدت إسبانيا على جانب واحد في الهجوم عن طريق سيريجو راموس الظهير الأيمن الذي كان مصدر إزعاج طوال هذا الشوط ،وشهدت الدقيقة 43 اخطر فرصة لاسبانيا عندما أبعد انيس العياري الكرة من على خط المرمى ببراعة فائقة · شوط الأهداف الثلاثة وبنزول راؤول جونزاليس وفابريجاس في بداية الشوط الثاني بدلا من لويس جارسيا وماركوس سينا تغيرت الصورة تماما ،بعد أن قرر لويس اراجوانيس المغامرة واللعب بأربعة مهاجمين بعد أن سحب ماركو سينا من الوسط ،وتراجع المنتخب التونسي إلى حدود منطقة جزائه بطريقة مبالغ فيها مما منح الكثير من المساحات للمنتخب الاسباني ليتحرك فيها كما يشاء بل منح ايضا الفرصة للظهيرين للتقدم وشاهدنا لأول مرة الظهير الأيسر رقم 3 بيرنا ماريانو يتقدم عند حدود منطقة الجزاء ويسدد اكثر من مرة ويبدو ان الجهد البدني الذي بذله المنتخب التونسي طوال الشوط الأول لم يمكنهم من مواصلة الضغط من منتصف الملعب وحدث التراجع مع قلة الخبرة وفقدان التركيز والضغط الاسباني المتواصل كان طبيعيا أن يأتي التعادل عن طريق راؤول في الدقيقة 71 ثم أضاف فيرناندو توريس الهدف الثاني في الدقيقة 76 ونفس اللاعب أضاف الهدف الثالث من ركلة جزاء في الدقيقة 90 · وعندما نتوقف سريعا أمام إحصائيات المباراة سنكتشف إلى أى مدى كان المنتخب الاسباني عاصفا في هجومه حيث سدد طوال المباراة 24 مرة مقابل أربع مرات فقط لمنتخب تونس واحتسبت له 12 ضربة ركنية مقابل ركنية واحدة لتونس في الدقيقة 81 ،ولولا تألق علي بومنيجل لكانت النتيجة أكبر من ثلاثة لأن المنتخب الأسباني استحوذ على الكرة طوال المباراة بنسبة 66% مقابل 34 % لمنتخب تونس الذي امتلك الكرة لمدة 20 دقيقة فقط مقابل 38 دقيقة لاسبانيا · انتهت المباراة وفاز الفريق الأفضل والأقوى ولكن الحلم لم ينته فمازالت هناك مباراة متبقية أمام أوكرانيا الفوز فيها يعيد الأمل من جديد لنسور قرطاج بتحقيق حلم التأهل لأول مرة إلى الدور الثاني·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©