الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فاروق الباز: خطوة مهمة لوضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في أبحاث تكنولوجيا الفضاء

فاروق الباز: خطوة مهمة لوضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في أبحاث تكنولوجيا الفضاء
17 يوليو 2014 02:35
دينا مصطفى (أبوظبي) جاء الإعلان التاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة عبر إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله،عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على إرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السبع سنوات القادمة، لتسطر الإمارات اسماً ناصعاً في مجال تكنولوجيا الفضاء. وتأتي هذه الخطوة في استكشاف الفضاء لتضع الإمارات نفسها في مصاف الدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً. وفي تصريح خاص لـ «الاتحاد»، أعرب عالم الفضاء المصري د. فاروق الباز عن سعادته إطلاق وكالة فضاء إماراتية، إضافة إلى إرسال مسبار للفضاء، لتبدأ في التأريخ صفحة جديدة في هذا المجال الحيوي. وقال الباز إن «هذه الخطوة التي ستتحقق بسواعد شباب الإمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء هامة جداً». وأوضح أن الوطن العربي كله مغطى بالصحراء، ومعظم الأقمار الصناعية الموجودة حالياً لم تكن مخصصة أساساً لدراسة الصحراء، ولهذا فإن أي نشاط عربي في هذا المجال هام حتى نستطيع في المستقبل القريب أن نؤسس للهيئة العربية لأبحاث الفضاء، واستكشاف الصحراء من الفضاء، وأن يكون لدينا أقمار صناعية عربية تستكشف بيئتنا وتساعد جميع الدول العربية في دراسة التنوع البيئي. وأكد الباز الذي عمل سابقاً في وكالة «ناسا» في مجال التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر، أن أبحاث الفضاء والتكنولوجيا الحيوية، والـ«نانو» تكنولوجي هي التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بالمستقبل. وبالتالي علينا أن نبدأ في البحث بهذه المجالات على الفور، وخاصة أبحاث مشاريع الفضاء، لأنها مدخل للتكنولوجيا المتطورة الحديثة. فاذا كنا نزعم أننا نستطيع اللحاق بالغرب في العلم والمعرفة فعلينا اللحاق بهم في المجالات العلمية الثلاثة: أبحاث الفضاء، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا «النانو». وأضاف الباز «تأتي أهمية إطلاق هذا المشروع الذي يجعل الإنسان يكتشف المزيد من المعلومات عن كوكب الأرض ،لأن سطح الأرض يتشابه مع سطح كوكب المريخ من أمطار ومناخ وغيره، وبالتالي سنستطيع التعامل مع الوضع البيئي على كوكب الأرض بشكل أفضل إذا ما تعرفنا على غيره من كواكب». وأوضح «مثلاً اكتشف العلماء أن الكثبان الرملية تتشابه في الصحراء العربية وعلى المريخ، وبالتالي فإن دراستنا للمريخ ستعطينا معلومات عن كيفية التعامل مع الوضع البيئي في كوكبنا بشكل أفضل» وهناك أيضا «مياه مجمدة تحت سطح المريخ نتيجة لبرودة الجو، وبالتالي إذا عرفنا أين توجد المياه على سطح المريخ، سنستطيع معرفة أين توجد المياه الجوفية تحت سطح الأرض، ودراسة أسباب تغير المناخ في المريخ قد تعطينا فهما أفضل للتغير المناخي في الأرض». ورجح الباز إمكانية تنفيذ المشروع الإماراتي العملاق إذا كانت هناك خطة زمنية واضحة ومحددة. وقال إن هناك تجارب عربية سابقة في هذا المجال. على سبيل المثال، أطلقت السعودية مشاريع فضائية عدة إضافة إلى القمر الصناعي «إيجيبت سات 1» الذي أطلقته مصر، كما أطلقت الجزائر قمرا صناعيا للتصوير من الفضاء، وهذا يعني أن هناك نشاطا في هذا المجال بالوطن العربي، وأتمنى أن تجتمع هذه الأنشطة يوما ما، لكن بصفة عامة هي خطوة حيوية للإمارات والعالم العربي لمزيد من التطور والتقدم في مجال تكنولوجيا الفضاء. واختتم د. فاروق الباز عالم الفضاء المصري حديثه قائلا «إن هذا المشروع العملاق يعد خطوة هامة جدا لتشجيع الجيل الناشئ، الذي إن استطاع العطاء في علوم الفضاء، فإنهم يستطيعون فعل اي شيء آخر وهذا مهم جدا بالنسبة لهم لحثهم على الإنتاج العلمي والتكنولوجي لأن هذا هو أكثر مجالات الابحاث تقدما. والعالم العربي ليس بأقل من الغرب للحاق به فقط، ولكن للوقوف بجواره، ونحن لسنا بأقل من الهند ولا كوريا والصين والولايات المتحدة وغيرها من الدول ذات النشاط المتقدم في هذا المجال». وقال الباز إن الفريق الإماراتي المشرف على الموضوع سيمنح أملاً للأجيال القادمة ليكونوا خبراء في هذا المجال الحيوي فربما ننشئ الهيئة العربية لاستكشاف الفضاء. وهذه مجرد خطوة أولى فقط في هذا المجال، ما يعني أنه سيكون هناك طفرة في العالم العربي إذا ما خطا خطوات ملموسة في هذا الاتجاه. وعبر الباز عن حلمه بأن تتقدم الامارات العربية المتحدة في هذا المجال لأن أبناءها تعلموا جيداً وقامت الإمارات بإرسال بعثات مميزة إلى الخارج، وهذا ما يجعل لدينا أملا كبيراً في المستقبل. وقد تشجع خطوة الإمارات دولا عربية أخرى، ليرتفع مستوى العلم والتكنولوجيا في المنطقة. وبالحديث الى الدكتور نور الدين ميلاكشي أستاذ علوم الفضاء وعضو معمل أبحاث كوكب المريخ بوكالة «ناسا» قال «لاشك أن الأمر ليس سهلا على الإطلاق وفيه تحديات كبيرة، ففي كل مرة تقرر إحدى الدول أن تطلق مشروعاً ضخماً كهذا فإنها تدرك بالتأكيد حجم التحديات الملقاة على عاتقها، ولكن هذه التحديات هي التي تدفع العلماء لتطوير تقنيات وآفاق العلم»، مؤكدا أنها«خطوة رائدة لدولة الإمارات لن تفيدها فحسب، بل المنطقة بأكملها فهي قفزة هائلة للعلم العربي بشكل عام وسيكون له تأثير واضح على المسيرة العلمية في المنطقة».وأضاف ميلاكشي «أعتقد أنه أمر غاية في الأهمية، وهي حقاً أخبار طيبة لأن هذا الأمر يقفز بدولة الإمارات وعلمائها وطلابها إلى الأمام كما أن الأمر سيكون ملهماً للكثيرين»، وأكد «أن الذهاب إلى المريخ ليس نزهة سهلة، لكنها تبقي تجربة علمية فريدة».. وقال ميلاكشي إن العالم المتقدم علمياً يسابق الزمن عبر مشروع كبير يسمى استكشاف المريخ، وأضاف «أنا أحد أعضاء الفريق الذي يعمل على هذا المشروع في وكالة ناسا، وهو مشروع يحاول التوصل إلى امكانية وجود عناصر لحياة على هذا الكوكب. كما أن المريخ كوكب مثير للتأمل العلمي، ولإجراء مثل هذه الدراسات». واختتم حديثه قائلاً «تخطط ناسا لمهمة أخرى عام 2020 ما يعني أن هناك الكثير لاستكشافه في هذا الأفق، وما تزال هناك العديد من التساؤلات، التي سيجيب عليها العلماء والقائمون على هذا المشروع، لكن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن الأهداف التي يمكن أن تتحقق من خلال المشروع الإماراتي، لكنني واثق من أنه سيحقق تطويراً للعلم سواء بالنسبة للعلم أو للمنطقة بأكملها». كما أعرب باس راندروب الرئيس التنفيذي ومؤسس مشروع مشروع «المريخ 1» في أوروبا «للاتحاد» عن سعادته بإطلاق الإمارات لوكالة فضاء. وأكد راندروب أن إطلاق مسبار الإمارات يعد ملهماً للعالم لما يمكن أن يحققه للإنسانية. وأوضح راندروب أن مهمة «المريخ 1» هو«إقامة مستوطنات بشرية على سطح المريخ في المستقبل القريب، إضافة إلي استكشاف النظام الشمسي». وأضاف أن الامارات تقفز بهذه الخطوة لريادة مجال أبحاث الفضاء في المنطقة. وأضاف «أنا أثق في أن هذا المشروع سيحقق نجاحاً كبيراً ليضع الإمارات في مصاف دول الرائدة في العالم في مجال أبحاث الفضاء». مشروع «المريخ 1» تم الإعلان عن مشروع «المريخ1» في يونيو 2012. وهو مشروع خاص لرحلات الفضاء بهدف اقامة مستعمرة بشرية على كوكب المريخ بشكل دائم وفي يونيو 2012 أعلن عن المشروع والذي يهدف إلى إرسال أقمارٍ صناعية إلى المريخ، وفي ابريل 2013 أعلنت الشركة عن بحثها عن متطوعين لإرسالهم إلى المريخ حيث سيتم تدريب 40 شخصاً من انحاء العالم للتأقلم على بيئة المريخ. وفي عام 2018 سيتم ارسال مركبة استكشافية لسطح المريخ للبحث عن أفضل الأماكن للاستقرار على الكوكب، وفي 2021 ستكون كافة المؤن المطلوبة (أكثر من 25 ألف كلجم من الطعام)، إضافة إلى مركبة استكشافية أخرى قد وصلت للكوكب الأحمر، وسيتم إرسال الآلات اللازمة لتصنيع المياه والأكسجين وصنع مناخ أرضي على سطح المريخ، لتنطلق أول رحلة في 14 سبتمبر 2021 وعلى متنها 4 اشخاص. وسيقوم الاربعة ببناء مستوطنة لتصل أول دفعة من السكان عام 2023. وتلقى البرنامج أكثر من 225 ألف طلب من أشخاص حول العالم، وقد قبل البرنامج 6 سعوديين من أصل 477 تقدموا من المملكة. استكشاف الفضاء بدأ عصر الفضاء فعليا عام 1957، بإطلاق الاتحاد السوفييتي أول قمر صناعي «سبويتنك 1» ليدور حول الأرض، ثم تم إطلاق أول رحلة فضائية مأهولة بالبشر فى 12 أبريل 1961، التي دار فيها رائد الفضاء السوفييتي يوري جاجارين حول الأرض في رحلة استغرقت 108 دقائق، ثم أعقب ذلك إطلاق العديد من سفن ومركبات الفضاء لاكتشاف هذا العالم الغريب. وفى 21 ديسمبر 1968 أُطلقت الولايات المتحدة أول رحلة مأهولة للقمر على متن المركبة الفضائية «أبولو 8»، لتدور حول القمر 8 مرات ثم تعود سالمة للأرض، وتبعها محاولة هبوط ناجحة على سطح القمر قامت بها مركبة الفضاء الأميركية «أبوللو 11» فى 20 يوليو 1969، وهبط معها رائد الفضاء الأميركى نيل أرمسترونج الذي أصبح أول إنسان تخطو قدماه سطح القمر. مؤلف كتاب لماذا المريخ: أخبار سعيدة للإمارات والعالم بأكمله أكد المهندس روبرت زيوبرن مسؤول برنامج وكالة أبحاث الفضاء الأميركية «ناسا» لاستكشاف كوكب المريخ أنها أخبار سعيدة، ليس فقط بالنسبة لدولة الإمارات، بل للعالم بأكمله. وقال زيوبرن مؤلف كتاب «لماذا..المريخ» إن هذا الأمر يعني أننا قد حصلنا على شركاء جدد يعملون معنا يداً بيد في طموحنا لاستكشاف كوكب المريخ، والمزيد من الأبحاث المتقدمة في تكنولوجيا علوم الفضاء. وأضاف زيوبرن «بالنسبة لما يعنيه هذا لمنطقة الشرق الأوسط، فإنه قفزة للأمام لتحقيق أهداف أسمى في مجالات الشجاعة والفخر، كما أنه يفتح آفاق التفوق أمام المبدعين الحقيقيين من أبناء المنطقة. وختم «زيوبرن» حديثه قائلاً، إنه ينبغي على الشعوب أن يتطلعوا دوماً للأفضل، وأن يتكاتفوا معاً لمحاولة بناء مستقبل للإنسانية بين آفاق السماء، وختم حديثه قائلاً «مرحباً بدولة الإمارات العربية في الأسرة الدولية لمستكشفي الفضاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©