الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حشد سوداني غير مسبوق يهتف برحيل النظام

حشد سوداني غير مسبوق يهتف برحيل النظام
1 يوليو 2013 17:07
الخرطوم (وكالات) - دعا رئيس الوزراء السوداني الأسبق الصادق المهدي في خطاب في أم درمان الليلة قبل الماضية أمام آلاف من أنصاره، نظام الرئيس عمر البشير الذي يحكم السودان منذ 1989 إلى الرحيل، مشدداً في الوقت نفسه على نبذ العنف والعمل السلمي لتغيير النظام. وأعلن زعيم حزب الأمة المعارض أمام حشد غير عادي ضم الآلاف في أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم التي يفصل بينها والعاصمة نهر النيل، أن حزب الأمة «قرر التعبئة من أجل رحيل نظام الاستبداد والفساد»، وذلك بحسب نص الخطاب المطول الذي نشرته مواقع إخبارية محلية. وقال الصادق المهدي بعد 24 عاماً على الانقلاب الذي أطاح به في 1989 بقيادة البشير، إن سياسات هذا النظام «مزقت الوطن إلى دولتين، وتلتهب فيه ست جبهات اقتتال تنذر بمزيد من التمزق». وأضاف «نقول للحزب الحاكم: أنتم مسؤولون عما آلت إليه البلاد، وفي يد الرئيس البشير أن يدرك مدى تدهور الأوضاع ومدى اتساع المعارضة بأطياف مختلفة، ودوره الذي سوف يحفظه له الشعب والتاريخ هو أن يدعو ممثلي القوى السياسية الحقيقيين للاتفاق على برنامج قومي لخلاص الوطن». واقترح الصادق المهدي أن ينفذ هذا البرنامج «رئيس وفاقي يقود حكماً قومياً لفترة انتقالية إلى أن يوضع الدستور وتجري انتخابات عامة»، قائلاً «نحن على استعداد أن نكفل تجاوب الآخرين مع هذه المبادرة. ومقابل دوره في مخرج آمن للوطن، نكفل له مخرجاً آمناً». وشدد الصادق المهدي على ضرورة التحرك السلمي. وقال إن «محاولة إطاحة النظام بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية»، مشدداً على أن «الخيارين الوحيدين المأمونين هما: انتفاضة مدنية قومية أو المائدة المستديرة من أجل نظام جديد». ودعا إلى «التحالف من أجل حل سياسي قومي ديمقراطي وسائل تحقيقه القوة الناعمة». وتوجه الصادق المهدي إلى الجبهة الثورية التي تضم ثلاث حركات دارفورية تقاتل الحكومة منذ 2003 (العدل والمساواة وتحرير السودان جناح مني مناوي وتحرير السودان جناح عبد الواحد نور)، والحركة الشعبية شمال السودان التي تقاتل في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ 2011، وتسعى إلى إسقاط نظام البشير. وقال إن الجبهة الثورية «عازمة على التحرك الثوري لإسقاط نظام الخرطوم، فهم إما فشلوا أو نجحوا في هذه المهمة. إذا فشلوا فإنهم سوف يمنحون النظام مبررات استمرار ويمكنونه من تجنيد عناصر كثيرة إلى جانبه لا تقبل تكوينات الجبهة الثورية». وتابع «وإذا نجحوا فسوف يقيمون نظاماً إقصائياً للآخرين لأنه لم يحدث أن استولت جماعة على الحكم بالقوة وعاملت غيرها بالندية، والنتيجة استقطاب جديد وتستمر الحرب الأهلية بصورة أخرى». وكان المهدي رئيساً لحكومة ائتلافية شكلها في أعقاب انتخابات 1986، غير أنه بعد ثلاث سنوات في 30 يونيو 1989 أطاح بها انقلاب عسكري دام بقيادة البشير. وتميز الحشد في أم درمان السبت بضخامته غير المعتادة، وهو يأتي في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات المطالبة بسقوط نظام البشير الذي يواجه ضائقة اقتصادية وحركات تمرد مسلحة وانشقاقات داخلية. ونشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة ورجال أمن وقوات مكافحة الشغب قرب مكان التجمع، لكنها لم تتدخل. وهتف المتظاهرون «ارحل ارحل يا بشير» و»الشعب يريد إسقاط النظام». وكان تحالف للمعارضة السودانية أعلن في الثامن من يونيو أنه ينوي إطاحة نظام الرئيس عمر البشير سلمياً في غضون مائة يوم. وقال فاروق أبو عيسى زعيم التحالف الذي يضم نحو عشرين حزباً «أتوقع أن يسقط النظام قبل مائة يوم». وقال إن المعارضة تنوي في مرحلة أولى تنظيم اجتماعات عامة وتظاهرات حاشدة طوال شهر. وقال الصادق المهدي «نحن أبرياء من هذا الإعلان جملة وتفصيلاً، وننصحهم بالعدول عن هذا النوع من الإثارة التي لا تحقق شيئاً، ونناشدهم الاستجابة لمشروعنا». وأضاف أن حزبه سيبدأ «حملة توقيع مليونية على تذكرة التحرير التي تطالب بنظام جديد يحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي الكامل»، كما سيقوم «بتنظيم اعتصامات مليونية في ساحات البلاد عامة وأمام سفارات السودان في الخارج». ويشهد السودان منذ العام الفائت تظاهرات متفرقة مناهضة للرئيس عمر البشير، لكنها لم تستقطب حشوداً كبيرة على غرار ما حصل في العديد من بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط في إطار ما يسمى بـ»الربيع العربي» اعتباراً من نهاية 2010، ما أدى إلى إطاحة العديد من الرؤساء تحت ضغط الشارع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©