الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حرب الشركات على أرقام قمصان النجوم

21 يونيو 2006 00:09
ربما لم يكن رقم القميص مهما بالنسبة الى اللاعب الذي يرتديه عند اصدار القوانين الاولى لكرة القدم التي حتمت على ممارسي اللعبة في المنافسات الرسمية ارتداء قمصان تحمل ارقاما لتسهيل عملية التعرف عليهم من المسافات البعيدة، وزاد الاصرار على الاهتمام باعتماد لباس كامل موحد تتوسطه الارقام من الخلف والامام وتختلف الوانه عن الوان الفريق المنافس اثر بدء نقل المباريات عبر القنوات التلفزيونية· الا ان الامور المتعلقة بتفاصيل القمصان التي يرتديها رجال اللعبة اليوم تأخذ اتجاها مغايرا عما كانت عليه في الماضي البعيد، وذلك وسط التنافس الكبير الذي تشهده الاسواق بين الشركات المصنعة للتجهيزات الرياضية· واعتادت هذه الشركات استعراض آخر ابتكاراتها وتقديم العروض المغرية للاتحادات الوطنية لتكون الراعية الرسمية لمنتخباتها في البطولات العالمية، وخير مثال على هذا الامر الحملات الاعلانية التي غزت بها شركات ''اديداس'' و''نايكي'' و''بوما'' (الشركة التي ترعى العدد الاكبر من المنتخبات في المونديال الحالي) كافة اقطار العالم قبل انطلاق مونديال المانيا 2006 مما اعاد اليها ارباحا هائلة جراء اقبال محبي اللعبة على شراء قمصان المنتخبات التي يشجعون، وبالتحديد تلك الموقعة باسماء وارقام لاعبيهم المفضلين· من هنا، توزع اللاعبون اصحاب الشهرة الواسعة على ''معسكرات'' الشركات المذكورة التي تنافست بشدة لاجتذابهم اليها، واضحوا اشبه بالسفراء الممثلين لها في اهم المدن العالمية عبر الاعلانات وحملات التسويق التي كانوا روادها الاساسيين، وكان آخرهم الارجنتيني الصاعد ليونيل ميسي الذي فازت ''اديداس'' الالمانية بتوقيعه بعد صراع طويل مع ''نايكي'' الاميركية· وتضع الشركات شروطا مثيرة للاهتمام في العقود الموقعة مع هؤلاء اللاعبين، لعل ابرزها الا يختلف رقم القميص الذي يرتدونه مع النادي عنه مع المنتخب الوطني· وبالطبع تهدف الشركات من وراء النقطة المذكورة الحفاظ على ''الماركة المسجلة'' لكل من اللاعبين في ميادين الكرة، اضافة الى المنتجات التي تمثل هويتهم وتجذب المشجعين لشرائها تقديرا واعجابا بهم· الا ان الرقم على الظهر له معان خاصة بعيدة كل البعد عن الارباح المالية بالنسبة الى لاعبي العصر الحديث، وخصوصا اثناء مشاركتهم في عداد منتخباتهم الوطنية في البطولات العالمية امثال كأس العالم الذي يمثل حلما لكل منهم منذ الصغر· اما الحلم الآخر فهو ارتداء قميص المنتخب الوطني المطبوع برقم احد اللاعبين السابقين العظماء الذين سبق ان شكلوا مصدر الهام للنجوم الحاليين في خطواتهم الاولى· ويعتبر قميص المنتخب الارجنتيني الرقم 10 الاكثر تأثيرا في نفوس اللاعبين الارجنتينيين، اذ حمل دوليون سابقون المنتخب الازرق والابيض الى قمة المستديرة بالقميص الذي يصفه ابناء ''بلاد التانغو'' بحلم الطفولة· ولا حاجة لذكر الاسماء العظيمة التي تعملقت بالقميص الارجنتيني الرقم 10 اولها ماريو كمبس هداف مونديال 1978 والذي قاد بلاده الى اللقب ذلك العام، وثانيها الاسطورة دييجو ارماندو مارادونا بطل مونديال ·1986 وسبق ان قرر الاتحاد الارجنتيني لكرة القدم سحب القميص رقم 10 وعدم اسناده لاي لاعب تكريما لمارادونا· وبالفعل خاضت الارجنتين التصفيات المؤهلة الى مونديال 1998 ملتزمة بالقرار الا ان الاتحاد الدولي ''الفيفا'' رفض المعادلة مستندا الى الانظمة المتبعة في البطولات العالمية حيث يفترض التزام كل منتخب ب23 لاعبا يرتدون ارقاما تمثل عددهم· ومما لا شك فيه ان خوان رومان ريكيلمي يدرك اهمية التركة التي يحملها بارتدائه القميص ''الحلم'' في المونديال الحالي، ومثله ليونيل ميسي صاحب الرقم 19 الذي اختار قميصه متأثرا ببطل آخر من مونديال 1978 هو دانيال باساريلا· واشارت الصحف الانجليزية مرارا الى المهاجم واين روني الخليفة القادر على استعادة امجاد الماضي الغابر، وخصوصا انه يرتدي القميص رقم 9 الذي حمله بوبي تشارلتون افضل لاعب في البطولة التي فازت فيها انجلترا عام ·1966 ويمثل الرقم 7 اهمية كبرى بالنسبة للاعبي المنتخب البرازيلي، كما يزيد من مسؤولياتهم لتقديم افضل ما لديهم والحفاظ على لمعان الارث الذي صقله جارينشيا في مونديال 1962 (ارتدى القميص رقم 11 في مونديال 1958) وجيرزينيو (1970-1974)· ويرتدي القميص رقم 7 في المنتخب الذهبي الحالي المهاجم ادريانو الذي بدأ بهدفه امام استراليا اكمال مسلسل تألق سلفيه في مونديالي المكسيك وتشيلي· ويبقى القميص الرقم 10 الاعظم في ''بلاد السامبا''، اذ بعدما ارتداه بيليه اصبح مرادفا لافضل لاعبي العالم، وهذا الامر لم يختلف في المونديال الحالي حيث يرتدي قميص ''الملك'' النجم رونالدينيو افضل لاعب في العالم من دون منازع· وفي الوقت الذي يتشاءم فيه اللاعبون من الرقم 13 ويتهرب معظمهم منه، يبدو هذا الرقم الاكثر انتشارا في المونديال الحالي حيث ترتديه جماهير المنتخب الالماني تقديرا لقائد ''المانشافت'' ميكايل بالاك الذي اختاره بدوره نسبة الى ''المدفعجي'' جيرد مولر افضل هداف في تاريخ المونديال· ويأمل مشجعو بالاك ان يكون الرقم 13 فأل خير يقود عبره صانع الالعاب الموهوب ''الماكينات الالمانية'' الى اللقب على غرار ما فعل في مونديال 1974 الذي توج هدافا له وسجل هدف الفوز في المباراة النهائية امام هولندا· واذ لا يعني القميص رقم 14 شيئا بالنسبة الى غالبية لاعبي المنتخبات الاخرى، يتسابق الهولنديون للظفر به (يرتديه جون هيتينجا حاليا) لانه بكل بساطة تركة ''الهولندي الطائر'' يوهان كرويف الذي اتحف العالم بمهاراته في سبعينات القرن الماضي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©