الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا محمد عمر

أنا محمد عمر
24 أكتوبر 2017 22:20
30 عاما قضيتها من عمري في سلك التعليم، موجهاً اجتماعياً للطلاب، ثم نائب مدير، فمديراً للمدرسة، عالم مختلف، تتعلم منه معاني إنسانية متجددة، عبر عمل يهتم ببناء الإنسان للمستقبل، ورغم مسيرتي في التحكيم، وقبلها لاعباً لكرة القدم في فريق نادي عجمان، صاحب إنجاز لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة عام 83، إلا أن حياتي العملية بعيداً عن الصافرة، والساحرة، كانت أكثر شغفاً، وأكثر تشويقاً. لا يمكنني حصر المواقف المهمة التي مرت علي، بمجرد النظر إلى الخلف، لأن تلك المواقف تتجدد بشكل مستمر من واقع احتكاكي بالطلبة، وذويهم وأسرهم، فكم من مشكلة اجتماعية تدخلت لحلها، وكم من محاولة إنقاذ طالب وتصحيح مساره قمت بها، هي لا زالت عالقة في ذهني، بصورة أكبر من ذكرياتي داخل المستطيل الأخضر حكماً مخضرماً، حقق الكثير في مجاله التحكيمي. وما بين صافرة في يدي أحكم على لاعب بقرار، أو كارت أصفر، أو أحمر للاعب آخر، أو قلم في يدي الأخرى، أوجه به وأعلم طالباً، تكونت شخصيتي، واكتسبت الخبرات الإدارية والقيادية، حتى وصلت لعضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة في دورته السابقة برئاسة يوسف السركال، الذي تعلمنا من خبراته الكثير والكثير. وإذا كانت سعادتي في العلاقة المستمرة بسلك التحكيم وعالم كرة القدم، فهي لا تقاس بما أكون عليه من سعادة، عندما أرى تلميذاً لي، تدخلت في فترة من فترات حياته الدراسية لتوجيهه وتصحيح مساره، لأجده الآن طياراً، أو مهندساً، أو ضابط شرطة، أو حتى معلماً مثلي، يأتي إلي مسرعاً ليحيني، ويذكرني بنفسه وبمواقفي معه، هنا فقط أشعر بلذة لا تقارن. لن أنسى عندما تدخلنا في المدرسة لإصلاح حال أسرة، ومنعنا طلاقاً كان يمكن أن يقع، وقبل أيام قليلة اكتشفت أن أطفالاً من تلك الأسرة كانوا ضمن تلاميذي في المدرسة، لأرى مهندساً، وضابطاً في قواتنا المسلحة نجحوا في حياتهم الاجتماعية والعملية، فخلاصة عمري وخبرتي وتجربتي، كانت في عشقي التعليم مع حبي للكرة، فكان في يدي قلم، وفي الأخرى صافرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©