إعداد - محمد عبدالرحيم:
تسربت معلومات تفيد بأن شركة جوجل تعمل في سرية تامة على تطوير ما يعتقد بأنه أكبر أنواع السوبر كمبيوتر قوة في العالم أجمع ضمن مساعيها الطموحة والهادفة للتفوق على كبار منافسيها من عمالقة التكنولوجيا مثل ياهو ومايكروسوفت·
فقد شرعت شركة الإنترنت العالمية في بناء مجمع بالغ الضخامة بحجم يساوي مساحة ملعبين لكرة القدم وبارتفاع أربعة طوابق تعلوه أبراج التبريد في منطقة بعيدة في الأراضي المهجورة في ولاية اوريجون الأميركية·
ويعتقد بأن هذا المجمع سوف يتضمن اثنين من أكبر مراكز البيانات في العالم بالإضافة إلى الآلاف من خادمات جوجل التي من شأنها أن تساعد على تشغيل مليارات آليات البحث التي توفرها الشركة في مواقعها يومياً بالإضافة إلى سلسلة متسعة من الخدمات الأخرى·
وكما ورد في صحيفة التايمز اللندنية مؤخراً فإن أعمال التوسعة السرية التي تمضي قدماً في موقع تبلغ مساحته 30 هكتاراً ويبعد 80 ميلاً إلى الشرق من بورتلاند يعتقد بأنه جزء من ''سباق التسلح'' المرير الذي أشعلته شركات الانترنت الأخرى وهي تتطلع إلى اقتناص التاج الذي تعتمره جول· فقد أعلنت مايكروسوفت مؤخراً وبشكل مفاجئ عن اعتزامها لإنفاق مبلغ 1,08 مليار جنيه استرليني في العام المقبل للتفوق على جوجل·
وتنوي شركة بيل جيتس إلى مضاعفة عدد خادمات الانترنت الخاصة بها إلى أربعة أمثالها إلى 800,000 في 25 موقعاً في جميع أنحاء العالم بحلول العام ·2011 أما شركة جوجل التي تدير حالياً 450,000 خادم في جميع أنحاء العالم فسوف تعمل على زيادة سعتها عبر ضخ مبلغ يزيد على 815 مليون جنيه استرليني·
وأعلنت كل من شركتي مايكروسوفت وياهو عن خطط لبناء مراكز للبيانات بمليارات الدولارات في أماكن أخرى في شمال غرب المحيط الباسيفيك الذي يعتبر الموطن الأمثل للكهرباء الرخيصة وأضخم شبكات البيانات والمعلومات·
إلا أن حجم هذا المجمع الجديد الذي تمضي في انشائه شركة جوجل على شواطئ نهر كولومبيا في ضواحي مدينة دالاس في ولاية اوريجون يبدو أنه سيتفوق على جميع منافسيه·
كما أنه أصبح يعتبر العامل الأكثر أهمية في مساعي الشركة الرامية للاستحواذ على أكثر نظم البحث من البيانات سرعة وشمولية على الخط وتحت شعارها الدائم ''تنظيم المعلومات العالمية وجعلها أكثر فائدة وقابلية للدخول''·
ولك أن تتخيل وجود كمبيوتر من الضخامة والقوة بمكان بحيث لن يحتاج أي منا مرة أخرى إلى جهاز كمبيوتر شخصي بل إلى مجرد وصلة للانترنت تعمل على ربطنا بجزء من ذلك الكمبيوتر العملاق الذي يحتوي على جميع البيانات·
ويمكن أن تأتي وصلة الإنترنت هذه إما في شكل شاشة لسطح المكتب بالغة الصغر في حجمها وفي تكلفتها وبواسطة موديوم يتمتع بأقل قدر من القوة على المعالجة على هاتف الموبايل أو إحدى المساعدات الرقمية الشخصية أو حتى من على جهاز التلفزة·
ومثل هذا العالم الجديد لم يعد يبتعد كثيراً عن متناولنا· ففي الحقيقة أننا تمكنا من قطع ثلاثة أرباع المسافة في هذا الطريق بحيث إن العديد من الضالعين في التكنولوجيا من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر قد استفادوا من العديد من مميزات الخدمات المشابهة التي تمكنت أصلاً جوجل وشركات أخرى من توفيرها·
ولكن ومن أجل تحقيق هذا الهدف لمستخدمي أجهزة الكمبيوتر في جميع أرجاء العالم فإن جوجل تحتاج إلى سوبر كمبيوتر أو سوبر كمبيوترات بحجم ملعبين لكرة القدم· وهو الأمر الذي يتفق تماماً مع حجم المجمع الذي تمضي جوجل قدماً في بنائه·
ويشير ايريك شميدت المدير التنفيذي لشركة جوجل إلى أن الأمر قد يستغرق حوالي 300 عام بالمعدلات الحالية من أجل تسجيل جميع المعلومات المتناثرة في أنحاء العالم·
أما يورز هولزل نائب رئيس شركة جوجل للعمليات والمسؤول عن تطوير القدرات الكمبيوترية للشركة فقد صرح للتايمز قائلاً: ''من أجل تجويد ما نفعله فإننا نحتاج إلى المزيد من الخادمات حتى نصبح أكثر فاعلية وسرعة''· ويبقى السؤال يتركز في الذي يمكن أن تفعله جوجل بعد أن تستحوذ على كل هذه القوة والمعلومات على الإنترنت· ولكن العشرات من المختبرات الخاصة بشركة جوجل قد أخذت على عاتقها أن تجلب معها العديد من الاختراعات التي تجعل الحياة أكثر قيمة وجمالاً وتؤدي في نفس الوقت إلى تعزيز الموقف المالي للشركة·
فشركة جوجل أصبحت أصلاً تتمتع بالريادة في خدمة هاتف الانترنت التي تعرف باسم ''جوجل توك'' بسعة تكفي لاطلاق خدمة تتمتع بالمصداقية إلى جميع أنحاء العالم·
وسوف تتمكن بسهولة من التفوق على الخدمات الأخرى المماثلة مثل تلك التي أطلقتها بريتش تيليكوم· ولديها أيضاً خدمة ''فروجل'' وهي أداة التسوق الخاصة بالشركة على الإنترنت·
ولك أن تتخيل أيضاً أنه أصبح بإمكانك من على هاتفك الخليوي طلب سلع البقالة من سوبرماركت تيسكو أو بدلة جديدة من محال سيلفريدج أو باقة من الزهور من أحد المتاجر المحلية قبل أن يتم إرسالها إلى عتبة منزلك وأنت تجلس في داخل إحدى الحافلات أو في طريقك إلى العمل·
وهي ذات الأفكار التي ظلت تراودنا منذ أن كان الانترنت طفلاً يحبو· ولكن ومع وجود سلسلة من السوبر كمبيوتر العملاقة التي تدير بكفاءة عمليات البحث والخدمات المتعلقة فإن جوجل تأمل في أن تضع هذه الأفكار على أرض الوقائع وبشكل يصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية· وحتى ذلك الوقت فإن جميع الكتب والصحف والمجلات سوف تصبح شيئاً من الماضي إذ أن جميع المواد المطبوعة سوف يصبح بإمكان جوجل ترقيمها وتخزينها·
وكلما يكتبه أي مؤلف في أية بقعة في العالم سوف يصبح من الممكن تحميله ومن ثم قراءته في أي وقت من الأوقات· وسوف ينطبق نفس الأمر على الباحثين والدارسين حيث سيصبح باستطاعة طلاب العلم من ساوث اند وحتى بلاد الصومال أن يتشاوروا في أمور دراستهم مجتمعين في منتدى واحد بحيث لن يعود حجم الفصل الدراسي يمثل مشكلة بعد الآن·
الصورة: على مساحة ملعبين لكرة القدم وبعيداً عن أعين المنافسين تبني ''جوجل'' أكبر سوبر كمبيوتر في العالم
عدد اليوم
