السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«يوم الراوي» يؤكد على الدور الإبداعي للرواة الشعبيين

«يوم الراوي» يؤكد على الدور الإبداعي للرواة الشعبيين
29 سبتمبر 2010 20:11
انطلقت صباح أمس في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة العاشرة لـ “يوم الراوي” التي تقيمها إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة على مدار يومين، ويشارك فيها سبعة وعشرون باحثا وناقدا في مجال التراث المادي وغير المادي من الإمارات وعدد من البلاد العربية. وفي كلمته الافتتاحية لفعاليات “يوم الراوي” أشار عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إلى أن “توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تضع التراث الثقافي الشعبي في قلب الصدارة من اهتماماتنا، وترى في الموروث الشفاهي بأشكاله السردية والشعرية والحِكمية مدخلاً لمعرفة الذات، وطريقةً للتعبير المشمول بالوعي الاجتماعي والوجود الحياتي الذي اتسم تاريخياً بعلاقة سويّة مع الآخر الإنساني ومع البيئة أيضاً، وصولاً إلى الذات المُسيّجة بمكارم الأخلاق والصفات” وأضاف “إن هذه الأمور بجُملتها تُمثل محطّات استجلاء وإدراك معرفي لمعنى هذه المناسبة، وكيف أنها تتصل بالتراث الخليجي والعربي، وكيف أنها تترجم عبقرية المكان، ونواميس الزمان، لنكون حاضرين في أساس المشهد الإنساني للثراء الثقافي المتبادل، ونقدم للآداب الشفاهية إضافات مستمدة من مفردات ثقافتنا العربية الإسلامية ذات الجذور المُترسّخة في التاريخ”. وقال العويس “لقد اكتسبت فعاليات يوم الراوي على مدى العقد الماضي صدىً عميقاً على المستويين الخليجي والعربي، وشكّلت إضافة نوعية لمجمل النشاط الثقافي في إمارة الشارقة، وفي الإمارات العربية المتحدة على وجه العموم”. مؤكدا، في ختام كلمته على أن فعالية يوم الراوي “ما زالت تبحث في المخزون التراثي الشفاهي من خلال ذاكرة ومقتنيات الرواد من الرواة المقيمين في زمن الثقافة الشعبية الشفاهية الموروثة”. ثم أعلنت عائشة العاجل مدير العلاقات العامة بدائرة الثقافة والإعلام عن بدء أولى الجلسات البحثية “الراوي والإبداع” التي ترأستها الدكتورة بروين عارف وشارك فيها نور الدين الصغير من تونس وإبراهيم سند من البحرين ومحمد السموري من سورية ومحمد عبدالله علي من الإمارات. وركز نور الدين الصغير في ورقته “جدلية الفصام المعرفي بين الثوابت التاريخية والمخيال الشعبي” على أن المجتمع يحدد الحكاية التي تناسبه لروايتها مدللا على ذلك برواية عنتر بن شداد التي اتخذها أهل الجنوب التونسي فيما اختار أهل الشمال السيرة الهلالية لأنهم من أصول هلالية، معتبرا ذلك مدخلا للسيرورة التي نمت فيها بذرة الحكاية لتكبر وتتعدد مع أجيال لاحقة من الرواة تبعا للشرط الاجتماعي وبحسب موهبة الراوي. أما ابراهيم سند فتحدث في ورقته “معايير الراوي المبدع” عن هذه الشخصية – أي الراوي – بوصفه المعبر عن روح الجماعة وحاضنة التقاليد والعادات والتجارب الجمعية والفردية ذات المنحى البطولي أو الأسطوري بالتالي فهو مخزن لآلاف الحكايا. في حين يتحدد مستوى إبداعه بما يضيف إلى الحكايا من رؤية خاصة وبأسلوبه الذي ينبغي أن يتميز بالعفوية والارتجال وإضفاء طابع تمثيلي يشدّ من انتباه المستمع ويجعله جزءا من “فضاء الحكي”. ورأى محمد السموري في ورقته “دور الإبداع في التراث الشعبي” أن الحكاية الشعبية ذات صلة بالتاريخ وفي الوقت نفسه فهي عبارة عن منهج تربوي عندما يتم تقديم هذه الحكايا للفتيان معتبرا أن أثرها على مستوى ذكائهم سيكون أعلى من تأثير الدراما التلفزيونية التي تمنح للمتفرج صورة مكتملة عن الشخصية والحدث وتفاصيل الحكاية فلا تنشِّط من خيال الطفل فترفع من مستوى ذكائه في تخيُّل الحكاية. وأما محمد عبدالله علي في ورقة “كيف نقيِّم إبداع الراوي”، فقارن بين العديد من الروايات التي تناولت شعراء شعبيين بعينهم وتناقلها رواة مختلفون في سعيه إلى رصد مدى دقة كل راوٍ في نقل الحكاية بصورة مطابقة لحكاية الشاعر وشعره كما هما، فلاحظ تفاوتا على هذا المستوى بين الروايات معتبرا أن الراوي الحاذق والموهوب هو الراوي الدقيق الذي يروي حكاية مُطابقة للحقيقة عن الواقع الذي عاشه الشاعر في حين أن عدم الدقة يُضعف الرواية ويشير إلى خلل في أسلوب الراوي. وكان حفل الافتتاح مسبوقا بعرض قصير للفنون الشعبية سجلت فيه فرقة الفنون الشعبية التابعة لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أول ظهور لها تلاه افتتاح معرض لكتب تتناول التراث وآخر عن يوم الراوي في مداولات الصحافة الإماراتية خلال دوراته الماضية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©