الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غابوري سيديبي.. عندما تبتسم لك السينما

غابوري سيديبي.. عندما تبتسم لك السينما
29 سبتمبر 2010 20:18
عودتنا هوليوود طوال تاريخها أن تقدم لنا نجمات شقراوات فاتنات يقطرن أنوثة وإغراء، ولكن هوليوود خرجت هذه المرّة عن العادة، وابتسمت لفتاة زنجية بدينة، وغير جميلة، وصنعت منها “نجمة” هي اليوم وبعد أشهر قليلة من ظهورها في فيلم “بريسيوز” “نجمة” متلألئة. وهذا هو سرّ هوليوود الّتي بإمكانها بين ليلة وضحاها أن تصنع ـ إذا أرادت ـ من أيّ كان نجماً سينمائيّاً!. وما بطلة “بريسيوز” سوى مثال على صناعة النجم، فهي تخرج بشخصيّتها ومقاييسها “الجماليّة” عن المألوف في نجمات هوليوود. فجأة أصبحت غابوري سيديبي Gabourey Sidibe، وهي زنجيّة مفرطة السّمنة، نجمة سينمائيّة، وفي ظرف أشهر قليلة أصبحت ممثلة شهيرة، حتى أنّ النجم براد بيت وجه لها تهانيه لنجاحها في تجسيد دورها في فيلم بريسيوز “Precious”. وهي اليوم نجمة تتنافس القنوات التّلفزيونيّة على دعوتها وتتسابق لإجراء لقاءات معها لما عرف عنها من حسن بديهة وقدرة على الرد إلى جانب تمتعها بروح مرحة وميل للمزاح. وهكذا فإنّ هذه الفتاة التي لم تكن تتخيّل أن تصبح ممثلة، هي اليوم “نجمة سينمائيّة” تحظى بالإعجاب والشهرة والمال أيضا وقد انهالت عليها العروض وجسدت دورا جديدا في فيلم “Yelling to the sky”. وغابوري سيديبي هي طالبة بجامعة نيويورك تدرس علم النفس، وهي من أصل سنجالي. وتؤدي في الفيلم دور مراهقة بدينة تكالب عليها الدهر بمصائب أكبر من عمرها، فأمها قاسية تضربها وتعنفها ووالدها اغتصبها. والحقيقة أنّ هذه الشخصية الّتي جسدتها متناقضة مع شخصيتها الحقيقية، فهي في واقعها الحياتي فتاة عرفت طفولة سعيدة وسط خمسة إخوة يقيمون بحي “هارلام” الشّهير بنيويورك، ووالدها هاجر من السنجال ويعمل سائق تاكسي، وأمها أصبحت مطربة عرفت نجاحا نسبيّا وقد طلّقت من والدها عندما كانت هي في الثّامنة من عمرها. ومما لفت الانتباه إليها انها واثقة من نفسها جدا رغم بدانتها المفرطة، وخلافاً للمعتاد لا تشكو من عقدة بسبب السمنة. وإذا كانت نجمات هوليود نحيفات كمسمار، فإن غابي جعلت من وزنها المفرط احد مقوّمات شخصيتها المتميّزة، وعن ذلك تقول: “كنت بدينة منذ ولادتي وعندما بلغت السادسة خضعت لحمية، وفي العشرين من عمري قررت أن أتقبل شخصيتي كما هي وان أحبها مهما كان رأي الآخرين فيّ”. وتضيف: “ليس شرطاً أن تكون المرأة بيضاء ورشيقة لتكسب شهرة”. وقد لاقى هذا الشريط نجاحا منقطع النّظير. ونالت غابوري سيديبي جوائز كثيرة في العديد من المهرجانات عن دورها فيه. وهو يروي قصة غير عادية لفتاة تكالب عليها الدهر وانهالت عليها المصاعب منذ شبابها الباكر. و”بريسيوز” هو اسم الفتاة في الفيلم، ولكن لا شيء في الحياة جعل لها من اسمها نصيبا، فوالدتها امرأة عنيفة، والمدرسة لم تجد فيها حظّها حتّى أنّها وهي في السّادسة عشرة تكاد تكون فتاة أمية. ويشاء الفيلم المستمد من قصة للكاتب Saphire أن يغتصبها والدها وتنجب منه طفلا وهي في السّادسة عشرة من عمرها. كانت وحيدة لا صديقات لها وذاقت العذاب النفسي ألوانا، وهي الزنجية المشهورة في حي “هارلام” المعروف بنيويورك. إنه فيلم “أسود” ويكاد يكون شريط رعب لما تضمنه من وصف لحياة بائسة، مقرفة، وظالمة لفتاة لم يمنحها الدّهر شيئاً بل انهال عليها بشتى المصائب والآلام. ونقطة الضوء الوحيدة في الفيلم هو اللقاء الذي جمع بين البطلة ومربية ساعدتها على استرجاع قليل من الثّقة بنفسها والاحترام لذاتها. إنه شريط ينتمي إلى تيار الواقعية السوداء، وعندما يبدو كل شيء أسود مظلماً فإنّ خيطا من الامل يتسلّل رغم تلك الى العتمة، فالبطلة يهزها خيالها وهي في أشد لحظات اليأس لتحلم وتتخيل نفسها فتاة شقراء جميلة. وقد ضم الفيلم كوكبة من ألمع الممثلين ومن بين مفاجآت الشريط ظهور المغنية ذائعة الصّيت ماريا كاري في دور مرشدة اجتماعيّة. والجدير بالذكر أن إحدى منتجي فيلم “بريسيوز” هي المذيعة التلفزيونية الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري. ورغم أنّ غابوري سيديبي تشعر بـ”العنصرية” التي اظهرها إزاءها بعض النقاد ووسائل الإعلام الأميركية إلا أنها لا تريد أن تظهر في مظهر الضحية، وهي تقول مازحة إن اسمها الإفريقي صعب النطق في أميركا وأنه كان بودها لو كان اسمها مثلا Marge sipson. إنها لا تريد أن تكون ناطقة باسم الزنوج أو باسم البدينات، ولكن تريد فقط أن تكون قصتها مصدرا لبعض النساء ليكتسبن ثقة في أنفسهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©