الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معالجات إسلاميـة.. فضل ?العبادة ?في ?العشر ?الأواخر ?من ?رمضـان

18 يوليو 2014 00:24
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وشرح صدورنا للإيمان ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وبعد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ : (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ )(أخرجه البخاري). هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضل ليلة القدر، باب العمل في العشر الأواخر من رمضان. يعيش المسلمون في هذه الأيام في ظلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الكريم الذي خصه الله سبحانه وتعالى بمزايا لا تتوافر في غيره من الشهور، كما وخص العشر الأواخر من أيامه ولياليه بمزيد من الفضل ترغيباً في إحياء هذه الليالي المباركة، كما جاء في الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ)( أخرجه مسلم). كما أن هذه الليالي تشتمل على أفضل ليلة وهي ليلة القدر، التي قال عنها- صلى الله عليه وسلم- : (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) (أخرجه مسلم)، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(متفق عليه)، وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة والدعاء والابتهال وقراءة القرآن . المساجد في رمضـان المساجد بيوت الله وأحب البقاع إليه، فهي أماكن العبادة وملتقى المصلين، حيث يؤدون صلاتهم جماعة، فالمسجد يحتضن الجميع ويجعلهم كالجسد الواحد، إذا مرض أحدهم زاروه، وإذا أصابه خيرٌ هنأوه، وإذا أصابته مصيبة عزوه. ومن المعلوم أن المسلمين يقومون بإحياء العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك ، فيكثرون من التقرب إلى الله بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن والاعتكاف وغير ذلك من ألوان العبادات، حيث نرى المساجد- والحمد الله- تعيش أوقاتاً مباركة وهي تستقبل الآلاف من الركع السجود الذين يعمرونها بأداء الفرائض، وصلاة التراويح ، وقراءة القرآن، والتسبيح والحمد والشكر لله رب العالمين، فتنزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة ، ويذكرهم الله فيمن عنده، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم. صلاة التراويح صلاة التراويح من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه، ويؤديها المسلم في كل ليلة من ليالي رمضان بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر، ويمتد وقتها إلى قبيل صلاة الفجر، وسميت بهذا الاسم لأن المصلين لها يستريحون بالجلوس عقب كل أربع ركعات منها، أو لأن أهل مكة كانوا يطوفون بين كل أربع ركعات فينالون فضل الطواف ويستريحون، وتسمى أيضاً بصلاة القيام لأن المصلين يقومون لصلاتها عقب صلاة العشاء. وقدْ رَغَّب النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذه الصلاة وغيرها من صلاة الليل في أحاديث كثيرة، منها قوله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»( أخرجه البخاري). والذي تطمئن إليه النفس أن صلاتها في المسجد جماعة أفضل من صلاتها في البيوت، لأن في صلاتها في المساجد تكثيراً للجماعة ومحافظة على وحدة الأمة، اللهم إلا إذا كانت هناك ضرورة تدعو إلى صلاتها في البيت فلا بأس من ذلك. تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان إن قراءة القرآن الكريم وتلاوة آياته ، والتفكر في معانيه والعلم بتفسيره، والعمل بأحكامه، هو الأمر الذي يريده الله سبحانه وتعالى، ومن فضل الله علينا أنْ يَسَّر سبحانه وتعالى تلاوته وحفظه ، ورتَّب على تلاوته الثواب الجزيل والأجر العظيم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} (سورة فاطر: الآية 29-30))، وقال - صلى الله عليه وسلم - :( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، و لام حرف، وميم حرف) (أخرجه الترمذي). الاعتكاف في العشر الأواخر إن سنة الاعتكاف من السنن العظيمة التي شُرعت في الإسلام، وقد أجمع المسلمون على أن الاعتكاف فضيلة ينبغي للمسلم أن يقوم بها متى كان قادراً على ذلك، لأن الاعتكاف يزيد النفس الإنسانية صفاء ونقاء وحسن صلة بالله عز وجل. بقلم الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة ?خطيب ?المسجد ?الأقصى ?المبارك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©