ثمانية وأربعون عاماً من التدفق الإعلامي المبدع أثبتت خلالها صحيفة «الاتحاد» أنها درة الصحافة الإماراتية، ومرآة للحقيقة في منطقة الخليج والعالم العربي، ووجه مضيء في الإعلام العالمي، ولا تزال تسطر «الاتحاد» ملحمة عطرة في مسيرة الإعلام الوضيء الذي يعتمد على الشفافية المطلقة، فهي الصحيفة الأثيرة لدى القراء من الخليج إلى المحيط، وقد تربى معظم أبناء جيلي على موادها التحريرية الساطعة التي تؤكد مبادئ المصداقية، وتعبر عن منظومة القيم التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومع هذا الصرح الإعلامي الذي يسافر بالقارئ إلى آفاق الحقيقة دون تزييف أو تبديل لما يجري على أرض الواقع تأتي احتفالية مرور 48 عاماً على صدور هذه الصحيفة العريقة كذكرى تصافح الزمن، وتفتح أعيننا على أجمل ما قاله كتابها، ورؤساء تحريرها العظام بصبر وعناد وحب، فأهدتنا أفكارهم أزهاراً وتراتيل وحمائم تعزف للسلام، فالتف القراء حول صحيفتهم الغراء كعائلة لا يستطيع أفرادها أن يرتشفوا قهوتهم الصباحية من دون مطالعتها بحب وشوق. وليس بوسعنا أن ننسى أن «الاتحاد» في كل سنواتها الذهبية هي «المصدر الأول» وقيثارة النور في زمن معتم، بها يبصر الناس أحوالهم فيلوذون بالكلمة الصادقة، ويستظلون ويحتمون بأوراقها الندية التي تقطر في أفواههم عنب الكلام.
وفي هذه الذكرى التي تهز أعطاف القلوب تثبت «الاتحاد» يوماً بعد آخر بأنها مواكبة لكل الطفرات الإعلامية، والتطورات المهنية، واقفة على أرض صُلبة، ومنطلقة في الفضاء الرقمي عبر موقعها المميز، ما يؤكد أن الرحلة الشائقة التي بدأت منذ 48 عاماً تواصل المسيرة نحو الفضاء الإلكتروني، وتنافس أعرق المؤسسات الإعلامية بأحدث التقنيات، ومع هذه المنظومة التواصلية الإبداعية فإنه لا يزال عطاؤها في إثراء المشهد الإعلامي غزيراً وموضوعاتها هي موضوعات الساعة التي تحصد الجوائز الكبرى، تعبيراً عن تحديات المستقبل، والسعي نحو تحقيق الإنجاز، وبما يرسخ لتوجيهات القيادة الكريمة للدولة التي ساندت هذه المؤسسة الإعلامية العريقة، وأمدتها بطاقة نور لا تنفد حتى تكونت معالم الصرح العريق وفاء لزايد الحكيم فهنيئاً لـ«الاتحاد» احتفالها بدوام الريادة والتميز.
محمد عمر الهاشمي
عدد اليوم
