الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: ذكرى المولد النبوي.. نــــــــقطة انطلاق للنهوض بالأمة

العلماء: ذكرى المولد النبوي.. نــــــــقطة انطلاق للنهوض بالأمة
8 ديسمبر 2016 23:34
أحمد مراد (القاهرة) دعا علماء دين إلى ضرورة أن تتحول ذكرى المولد النبوي إلى نقطة انطلاق جديدة للنهوض بالأمة الإسلامية وإخراجها من كبوتها الراهنة، مؤكدين أن العبرة التي ينبغي أن نخرج بها من ذكرى المولد النبوي هي أن الله تعالى لن يخذل هذه الأمة إن عادت إلى الإسلام قولاً وفعلاً. وقال العلماء: علينا أن نغتنم ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم لمحاسبة أنفسنا وتقييم علاقتنا مع ديننا خلقا وعبادة وسلوكاً ولنستعد بالتضحية بكل غال ونفيس لدرء المخاطر عن أمتنا، ولنتأكد أننا بعد ذلك سننتصر على أعدائنا مهما كان تسليحهم وعددهم، وليتنا ونحن نحتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم أن نقتدي به قولاً وعملاً وسلوكاً وخلقاً. وأكد العلماء أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبته أصل من أصول الإيمان، مشددين على ضرورة أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي بتلاوة القرآن والذكر وإطعام الطعام، ولا يتطرق إليه مظاهر اطلالة الرحمة مذمومة كالرقص والطبل وما إلى ذلك. وقال د. علي جمعة، مفتي مصر السابق، إن المولد النبوي اطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري، وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم، وتعليمهم، وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان، بل تمتد على امتداد التاريخ البشري بأسره. وأوضح جمعة أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الشريف قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده» وبرواية أخرى: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»، مشيراً إلى أن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فعرف الوجود بأسره باسمه، وبمبعثه، وبمقامه، وبمكانته، وقد اعتاد سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله، وفي استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أوضحت جماعة من العلماء والفقهاء بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل، بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف. وقال: ويمكن الاستدلال على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي بعموم قوله تعالى: (... وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ...)، «سورة إبراهيم: الآية 5»، ولا شك أن مولد النبي من أيام الله فيكون الاحتفال به ما هو إلا تطبيق لأمر الله، وما كان كذلك فلا يكون بدعة، بل يكون سنة حسنة حتى ولو لم يكن على عهد رسول الله، ونحن نحتفل بمولده لأننا نحبه، ولم لا نحبه وقد عرفه وأحبه كل الكائنات، فهذا الجذع وهو جماد أحب النبي وتعلق به واشتاق إلى قربه الشريف، بل وبكى بكاء شديدا تشوقا للنبي. وشدد د. جمعة على ضرورة أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي بتلاوة القرآن والذكر وإطعام الطعام، ولا يتطرق إليه مظاهر مذمومة كالرقص والطبل وما إلى ذلك. دروس وعبر وأوضح د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن في ذكرى المولد النبوي دروسا وعبرا يجب أن تستفيد منها الأمة حتى تخرج من كبوتها، والعبرة التي ينبغي أن نخرج بها من هذه الذكرى العطرة هي أن الله تعالى لن يخذل هذه الأمة أبدا إن عملت بشريعته والتزمت أحكامه، وهو سبحانه وتعالى قادر على أن يحقق النصر لعباده بشرط يعودوا إلى الإسلام قولاً وفعلاً. وقال: علينا أن نغتنم ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم لمحاسبة أنفسنا وتقييم علاقتنا مع ديننا خلقاً وعبادة وسلوكاً ولنستعد بالتضحية بكل غال ونفيس لدرء المخاطر عن ديننا وأمتنا ولنتأكد أننا بعد ذلك سننتصر على أعدائنا. وشدد د. كريمة على ضرورة أن نلتزم بمنهج النبي في التربية، والتي كانت مثالاً للتربية الإنسانية الكاملة الشاملة لجميع جوانب الحياة ومنهجه في التربية مبني على العلم والمعرفة والأخلاق، فضلاً عن منهجه في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبهذه المعاني السامية والأخلاق النبيلة نحتفل بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، متخذين منهجه نبراسا يضيء لنا الطريق حتى نسعد في دنيانا وأخرانا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©