الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الجنوبية في زمن الحرب

24 أكتوبر 2017 23:09
في الاحتفال بيوم القوات المسلحة المنظم في 28 سبتمبر المنصرم، أفصح الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي-إن» عن رغبته في استعادة بلاده للقيادة العسكرية في زمن الحرب. وأثناء كلمته أعلن مون أن كوريا الجنوبية «يجب أن يكون لها القيادة العسكرية في زمن الحرب، لزرع الخوف في قلب كوريا الشمالية والفوز بثقة المواطنين. وهذه الاستعادة للقيادة العسكرية في زمن الحرب ستدعم التطور العسكري وتضع كوريا الجنوبية في مركز أمن شرق آسيا، بناءً على قدرات دفاعية مستقلة». ويذكر أن حقل قيادة العمليات العسكرية يُقسم عادة إلى قيادة في زمن السلم وأخرى في زمن الحرب. والسائد هو أن تكون القيادة العسكرية لرئيس دولة ذات سيادة، لكن كوريا الجنوبية أوكلت قيادتها العسكرية للجنرال دوجلاس ماكآرثر الذي كان قائداً لقوات الأمم المتحدة في 17 يوليو عام 1950 عشية اندلاع الحرب الكورية. واستعادت كوريا الجنوبية القيادة العسكرية في زمن السلم في عام 1994، لكن سلطة القيادة العسكرية في زمن الحرب أوكلت إلى قائد القوات المشتركة، وهو جنرال أميركي. وتأتي تعليقات الرئيس الكوري قبل مراجعة للحكومة القومية بدأت في 13 أكتوبر الجاري. وأصبحت القضية أولوية كبرى كل مرة تخضع فيها الأجهزة العسكرية للفحص. وكان من بين نقاط الاهتمام الرئيسية أثناء عملية المراجعة ما إذا كانت عملية الانتقال المبكر للقيادة العسكرية في زمن الحرب إلى كوريا الجنوبية ستضعف التحالف بينها وبين الولايات المتحدة. وأثناء عملية فحص وزارة الدفاع القومي، صرح عضو البرلمان عن «الحزب الليبرالي الديمقراطي»، «بايك سيونج-جو»، بأن «هناك تساؤلات بشأن إذا ما كانت التصريحات العلنية للرئيس بشأن الاستعادة المبكرة للقيادة العسكرية في وقت الحرب، أثناء الاحتفال بيوم القوات المسلحة، ملائمة لعمل التحالف بين كوريا والولايات المتحدة». وعلى النقيض من ذلك، صرح «وو سانج-هو»، من نواب «الحزب الديمقراطي الكوري» الحاكم، قائلا إن «عامل زعزعة الاستقرار هنا هو احتمال أن يؤدي استعادة القيادة العسكرية في زمن الحرب إلى إضعاف التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.. لا بد من حجة وجيهة للادعاء بأن الاستعادة ستوسع في واقع الحال من قدراتنا على شن الحرب». وردت وزارة الدفاع القومية بأنه في غضون شهر ستتخذ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خطة لبناء قيادة مشتركة للقوات العسكرية في المستقبل، يكون فيها جنرال كوري جنوبي في قمة القيادة، بينما يكون جنرال من الجيش الأميركي في منصب نائب القائد. وذكر الجنرال «كيم بايونج-جو»، نائب القائد في القيادة المشتركة للقوات، أن «انتقال القيادة العسكرية في زمن الحرب قائم على اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. التحالف بين البلدين أقوى من أي وقت. فكوريا الجنوبية ستظل خاضعة لحماية إطار العمل لتحالف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قبل وبعد انتقال القيادة العسكرية في زمن الحرب». وأثناء عملية المراجعة، ظهرت قضية مهمة تناولت الدافع إلى عملية انتقال القيادة العسكرية في زمن الحرب إلى كوريا الجنوبية. وصرح النائب المستقل «لي جيونج-هيون» أثناء جلسات المراجعة مع هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، بأن الانتقال المبكر للقيادة هو «عمل يخدع الجمهور»، زاعماً أن الجمهور قلق من أن يكون الباعث على مخطط الانتقال الحالي سياسي. ويرى «جونج جين-سوك»، النائب عن «الحزب الليبرالي الديمقراطي» أن الجيش «يجب أن يختص وحده بمجال الحكم في الشؤون العسكرية وألا تحركه القرارات السياسية. من السابق لأوانه إجراء عملية انتقال للقيادة العسكرية في زمن الحرب حالياً». هذا، ويرى «وو سانج-هو»، النائب عن «الحزب الديمقراطي الكوري»، أن «الخطة الحالية لنقل القيادة العسكرية في زمن الحرب سعت إليها أيضاً الرئيسة السابقة بارك جيون هاي. الجيش يتبع فحسب ما تم الاتفاق عليه منذئذ». وأعلن «تشونج كيونج-دو»، قائد هيئة الأركان المشتركة في كوريا الشمالية، أن القضية «تعامل معها سلسلة من القيادات السابقة، من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية معاً، ومن ثم يعمل البلَدان حالياً عن كثب لتعزيز الخطة أكثر وليس معارضتها». ويدور الجدل بشأن نقل القيادة العسكرية في زمن الحرب منذ عقد من الزمن، منذ حكومة «روه مو هيون». وكان المقصود في الأصل بالخطة تحديد موعد معين لعملية الانتقال. وبعد سلسلة من عمليات التأجيل وافقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في أكتوبر عام 2014 في «الاجتماع الاستشاري الأمني» السادس والأربعين أن يتم الانتقال بعد تلبية بعض الشروط مع تأجيل الانتقال إلى أجل غير مسمى. والشروط تتضمن توفير قدرات حيوية لكوريا الجنوبية ولجيش التحالف للقيام بعمليات عسكرية مشتركة وهي القدرة على الاستجابة للتهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية وتوافر بيئة أمنية في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة، تؤدي إلى انتقال مستقر للقيادة العسكرية في زمن الحرب. *باحث بقسم التعاون الدولي في جامعة كوريا -سيؤول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©