الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ميشال فرعون: الجنوب ساحة تجاذبات ومخاوف من عمليات عسكرية ساخنة

21 يونيو 2006 00:57
بيروت - الاتحاد: رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب اللبناني ميشال فرعون ان الحوار الوطني الدائر لاسيما في مسألة سلاح المقاومة، يجب ان يأتي بنتائج مبنية على تنازلات، لأن المصلحة الوطنية العليا، تقضي الاتفاق على هذه المسألة، وان تطلب الامر المزيد من الوقت· واعتبر ان المرحلة الحالية مليئة بالتحديات والمطلوب فك الالغام التي تعوق مسيرة السيادة والاستقلال، لتحصين الموقف الداخلي والوصول الى الحقيقة، والخروج من أطماع المصالح الخارجية في لبنان· وتخوف الوزير فرعون من الاحداث والاعتداءات العسكرية التي وقعت في الجنوب، خصوصاً ان هذه المنطقة كانت في الماضي القريب ساحة للتجاذبات، الامر الذي أدى الى تنازل الدولة عن سيادتها، والى استمرار الاحتلال الاسرائيلي والتدخل السوري· ورأى ان كشف ملابسات التوترات الامنية ضروري جداً، للتصدي لمحاولات العبث بالأمن والاستقرار، لاسيما ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية، يثير المخاوف ويعيد أجواء التشنج الى الوضع الداخلي اللبناني· ودعا الوزير فرعون في حديثه الى ''الاتحاد''، الى تبني خطة واضحة المعالم ان كان هذا على الصعيد الداخلي او بالنسبة الى المجتمع الدولي، والشكل مهم جداً، لأن اي كلام مثل قضية المقاومة وسلاحها، يجب ان لا يعطي أي انطباع سلبي ضد ''حزب الله''· فالطموح الشرعي بين الشعب والدولة يدفعنا الى صيغة تحترم اتفاق الطائف من اجل بسط سلطة الدولة، وايضاً للمحافظة على الجهوزية العسكرية الدفاعية للمقاومة الى جانب الدولة· جاء ذلك في الحوار التالي: تشهد الملفات السياسية العالقة على طاولة جلسات الحوار الوطني، أزمة ثقة بين المتحاورين حول آليات الحلول التي ترضي كافة الاطراف، وفي مقدمتها سلاح المقاومة· هل انت متفائل بحل هذا الملف ام ان الامور ستبقى عالقة الى ما لا نهاية؟ ان الحوار الوطني الدائر في مسألة سلاح المقاومة أتمنى ان يأتي بنتائج مبنية على تنازلات، لان المصلحة الوطنية العليا تقضي الاتفاق على هذه المسألة، وان تطلب هذا الامر المزيد من الوقت، وأنا اتخوف ان يؤدي ربط كل الملفات بعضها ببعض الى ''شلل داخلي''· ··· وباقي الملفات الشائكة! ان المسؤولية هنا ستكون كبيرة في عدم الخضوع للأمر الواقع، والتقدم على صعيد ملف مزارع شبعا، وفي مسألة العلاقات مع سوريا وترسيم الحدود وكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والاتفاق حول ملفات الاصلاح الاقتصادي - المالي· الجمود السياسي الحاصل أصاب الشعب اللبناني باحباط شديد· هل من انفراج قريب لنتائج مؤتمر الحوار الوطني؟ ان المرحلة مليئة بالتحديات وعلينا العمل لفك الالغام التي تعوق مسيرة السيادة، فالعامل الوحيد، لتحصين الاستقلال هو الوصول الى الحقيقة، والخروج من أطماع المصالح الخارجية في لبنان· ما حصل في الجنوب من تسخين للجبهة العسكرية من قبل اسرائيل، أثار المخاوف بعمليات كبيرة واعتداءات ضد لبنان في عملية استغلال للوقت الضائع الذي تعيشه المنطقة· ما رأيك؟ الاحداث في الجنوب تتلاحق وتترابط خصوصاً على ارض هذه المنطقة التي كانت في الماضي القريب ساحة للتجاذبات، الامر الذي أدى الى تنازل الدولة عن سيادتها، والى استمرار الاحتلال الاسرائيلي والتدخل السوري· اما ما حصل من اعتداءات اسرائيلية طالت مناطق لبنانية عدة· كذلك الامر بالنسبة الى العملية الارهابية التي ذهب ضحيتها ''مسؤول الجهاد الاسلامي'' بعد يوم من عيد التحرير· ما هي المعالجة الصحيحة للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات في ظل اجواء التصعيد العسكري الحاصل؟ ان كشف ملابسات الاحداث الامنية ضروري للتصدي لمحاولات العبث بالأمن والاستقرار لاسيما وان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلطسينية يثير المخاوف، ويعيد اجواء التشنج الى الوضع الداخلي اللبناني· عدم الاستقرار السياسي بين الاطراف المتحاورة عكس مناخات انفعالات وصدامات داخل الجامعات اللبنانية· ما المطلوب لوقف الاحتقان الطلابي؟ ان هذه المواجهات في الجامعات لا تخدم صورة لبنان ولا الحرية والديمقراطية، وحقيقة هذا الشعب الحضاري· كما انها لا تخدم الحركة الطالبية التي باتت جزءاً مهما من الحركة النضالية التي يجب ان تبنى على أسس سليمة مهما تكن الخلافات حادة··· تأجيل جلسات الحوار الوطني وتسويف الملفات المطروحة يدل على ان الازمة السياسية لا تزال مفتوحة على مصراعيها، هل من ضوابط تساعد على عدم تفجير الوضع؟ انا شخصياً لا اتوقع اي حل في الجلسات المقبلة، وان كان موضوع السلاح يناقش بجدية كاملة وبتفاصيل مليئة بالصراحة· في الجلسات الاولى كان الحوار ومضمونه بين الاطراف والفرقاء السياسيين يوازي الكثير من الاشياء المهمة، مثل تعرّف الشخصيات المتحاورة على بعضها البعض عن كثب، وهنا أقول إنه لن يكون هناك أي اتفاق، لان الوضع سيبقى مفتوحاً للتوقيت المناسب· فالأزمة لا تزال موجودة كذلك الامر لبعض الملفات التي ترتبط بأوضاع اقليمية ودولية معينة وطارئة، مثل سلاح المقاومة والقرار ،1959 والكلام ان هذا السلاح يجب ان يكون بصيغة لبنانية، بالرغم من وجود اتفاق الطائف والقرار ،1959 والعامل الأول تأثيره اكثر من الثاني، لاننا بحاجة الى دعم ومساندة الاخوة العرب· اذاً المسألة لها أبعاد وتاريخ يعود الى ما قبل الحرب اللبنانية، حيث وجد اتفاق القاهرة الذي قدم التنازلات عن الجنوب، فكان الاحتلال الاسرائيلي والتدخل السوري والسلاح الفلسطيني، وهذه العوامل حلت مكان الدولة وسيادتها حتى حل الانهيار· اليوم علينا ان نبني خطة واضحة المعالم، داخليا وخارجيا، والشكل مهم جداً لان اي كلام حول قضية المقاومة وسلاحها يجب ان لا يعطي اي انطباع سلبي ضد ''حزب الله''· وأعود وأقول ان الشكل مهم، فهناك طموح شرعي بين الشعب والدولة، وعلينا الوصول الى صيغة تحترم اتفاق الطائف من أجل بسط سيادة الدولة، والمحافظة على الجهوزية العسكرية الدفاعية للمقاومة الى جانب الدولة· قيل الكثير عن الاستراتيجية الدفاعية للبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية، ما هي الآلية المناسبة لفك حقل الالغام امام المتحاورين؟ لا نريد استباق الحوار الدائر حول هذه المسألة، والمداخلة القيمة التي قدمها السيد حسن نصرالله امين عام ''حزب الله'' في الجلسة الاخيرة، من الممكن البناء عليها للوصول الى توافق وحلول· ويجب ان لا ننسى الضغوطات والمصالح والأطماع الخارجية على لبنان، والصراعات الاقليمية الدائرة حولنا والتي تصيب البلد برذاذها وشظاياها· فطاولة الحوار الوطني هي المسار الطبيعي لفك الالغام الخارجية الطارئة، والحلول بالواسطة لها أثمان باهظة· يبدو ان الاصلاح الاقتصادي لن يبصر النور في ظل ''التناحر السياسي''، بينما الازمة الاجتماعية تتفاقم وتنذر بأوخم العواقب· لا شك ان المواضيع السياسية الكبرى التي طرحت منذ سنة وأكثر، أعطت أولويات معينة على حساب المشاريع الاصلاحية الاقتصادية، واهمية الاصلاح الاقتصادي توازي اهمية الاصلاح السياسي، ولا نستطيع ان ننتظر النتائج النهائية السياسية، قبل تقدم المشروع الاقتصادي الاصلاحي الملاحظ والوارد في البيان الوزاري· في نفس الوقت المطلوب من جميع الاطراف ان لا تضع الاصلاح الاقتصادي رهينة للتجاذبات السياسية، لان اصلاح الكهرباء والضمان الاجتماعي نعتبرهما من الاولويات، نظراً لحجم المشاكل الموجودة في ادارات الدولة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©