عبدالعزيز المسلم:التراث مرآة الوطن

موزة خميس (دبي) يحرص عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، من خلال المعهد، وعضويته لعدد من المجالس والمنظمات المحلية والدولية، على الارتقاء بنظرة المجتمع للتراث من خلال تكرّيس جهوده الشخصية وخبراته وسلطاته في المؤسسات التي ينتمي لها، لوضع التراث في مكانته التي يستحقها إلى جانب المعارف والثقافات الأصيلة، وهو باحث وكاتب معروف في مجال التراث الثقافي، وله عدد من الدراسات والبحوث والإصدارات في التراث، كما أعد وقدم عدداً من البرامج التلفزيونية والإذاعية في عدد من المحطات لإبراز الموروث الشعبي وترسيخه في نفوس الأجيال الجديدة. مفردات ثرية يحظى شهر رمضان باهتمام خاص من عبد العزيز المسلم، حيث يحرص على المشاركة في المجالس الرمضانية والفعاليات التي ينظمها معهد الشارقة للتراث، وكذلك معظم الفعاليات التي تنظم في الإمارة وتعمل على إبراز التراث ونقله بمفرداته الثرية إلى فئات المجتمع كافة. الحرف الشعبية وقال المسلم: يولي معهد الشارقة للتراث خلال الشهر الفضيل اهتماماً خاصاً بالحرف والمهن الشعبية الإماراتية، حيث يعمل على استقطاب الشباب والبنات للتعرف على أصول وقواعد هذه المهن من خلال مركز الحرف الإماراتية، كما يعمل المعهد على إحياء الفعاليات المجتمعية التقليدية الموروثة من خلال المجالس الرمضانية التي تركز على التراث وتبين مفرداته للجميع. ويشير إلى أنه حريص من خلال مشاركاته الرمضانية على سرد حكايات الماضي الجميل بعاداته وتقاليده، وخصوصاً ما كان يحدث في «الفريج» قديماً من تواصل بين الجيران وخصوصاً في رمضان، حيث كانوا يتبادلون أطباق الطعام، ويصلون الرحم، ويلتقون في ليالي رمضان في مجالس كانت تدور حول همومهم وأحلامهم وقضاياهم. شهر عبادة وينفي عبد العزيز المسلم أن يكون شهر رمضان المبارك شهراً للكسل وعدم العمل، مؤكداً أن هذا الشهر بالنسبة له شهر عبادة وعمل وعطاء بلاحدود، وللعمل فيه مذاق خاص، ولفت إلى أن الشهر الكريم لا يحتاج إلى خطة خاصة سواء في العمل أو البيت، ولكن يجب على الجميع أن يقوم بهمامه على أكمل وجه، وأن يتسم بالسلوكيات الحسنة التي تتفق وآداب وأخلاقيات الشهر الفضيل. أهمية كبرى وحول سبب عشقه للتراث يقول: للتراث أهمية كبرى في حياة الشعوب وعند الأمم المتحضرة يكون في مقدمة الأوليات دائماً، ومنذ البدايات الأولى لتأسيس دولة الإمارات، كان الاهتمام بالتراث يأتي في عمق البرامج الثقافية، كما أن الدعم المادي للتراث كان في ذروته دائماً، ولذلك تأسيس معهد الشارقة للتراث، وهو مؤسسة ثقافية علمية تهتم بالبحوث والدراسات في مجال التراث الثقافي، ويقدم برامج تدريبية وتعليمية أكاديمية في التراث، وخصوصاً في شهر رمضان. أنشطة ومهرجانات كما أن المعهد يقدم فعاليات وأنشطة ومهرجانات لإثراء المشهد الثقافي، وتلبية احتياجات المجتمع الثقافية، وذلك في إطار دوره الأساسي الهادف إلى حماية حماية التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، ورعاية الكنوز البشرية وتنمية الحرف اليدوية وتخريج كوادر مؤهلة في مجالات التراث المختلفة والتوعية والتثقيف بالتراث. وأضاف رئيس معهد الشارقة للتراث: نحن نعلم أن الأمة التي تتكئ على إرثها القديم وتصنع لها واقعا مبدعاً وهي ترنو إلى المستقبل، هي أمة واثقة عزيزة تتطلع لبناء حضارة جديدة بموازاة حضارتها الموروثة، ولا بد لها أن تكون هادئة مستقرة، والتراث الثقافي هو المحور الأقوى في الحراك الحضاري، لكونه يعبر عن الروح الجماعية لجميع أفراد المجتمع. الجيل الجديد ويتابع: وفي هذا الإطار ينظم المعهد برنامجا سنويا يتضمن محاضرات في التراث، إضافة إلى ملتقى الحرف التراثية، الذي ننظمه سنوياً، كما يقيم المعهد ندوات في التراث، ومن أهم أنشطتنا السنوية والتي تحظى بإقبال كبير من الناس، مهرجان أيام الشارقة التراثية والذي نحرص خلاله على إبراز التراث لأنه مرآة الوطن، وأيضاً ليتعرف الجيل الجديد على تراث بلاده ويحافظ عليه. السلوكيات الأصيلة وأشار المسلم إلى أن معهد الشارقة للتراث يعمل على الحفاظ على الأصالة من خلال مهرجاناته المختلفة، التي تعد إحدى الوسائل التي تحافظ على السلوكيات الأصيلة، وذلك من خلال تعليم النشء الآداب التي تمارس في مختلف تفاصيل حياتنا اليومية، إلى جانب الألفاظ والمصطلحات والأدب والشعر الشعبي والنبطي، وكذلك اللهجة المحلية، والتي رغم بعض الاختلاف البسيط من إمارة إلى أخرى نتيجة تعدد تلك البيئات المختلفة، إلا أنها تبقى لهجة متعارف عليها. وأكد أن المعهد حريص على الاهتمام باللغة العربية، حيث يعمل دائما على حث شباب الوطن على الاهتمام بها، مطالباً بضرورة صون التراث من خلال خطة عمل واضحة في المؤسسات التعليمية والبرامج التعليمية، حتى نتمكن من صون التراث الشعبي في الإمارات.