الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ذا هيل»: على الكونجرس الأميركي إغلاق «صنبور التمويل القطري للإرهاب»

24 أكتوبر 2017 23:43
دينا محمود (الاتحاد) «سيدة اللعب على كل الحبال»، وصفٌ مهين وصادق آثر النائبان في مجلس النواب الأميركي دان دونوفان وبريان فيتسباتريك إطلاقه على قطر، ذلك البلد الذي تتفاقم عزلته يوماً بعد يوم بفعل ما ينتهجه نظامه الحاكم من سياساتٍ تشكل تهديداً للأمن الخليجي والعربي. ففي مقال شديد اللهجة نشرته صحيفة «ذا هيل» الأميركية المرموقة، أشار دونوفان النائب عن نيويورك وفيتسباتريك وهو نائبٌ عن بنسلفانيا إلى السياسات المزدوجة التي ينتهجها النظام الحاكم في الدوحة، قائليْن إن هذا «البلد الذي شكل مقراً للقيادة المركزية الأميركية خلال غزو العراق، ولا يزال يستضيف قاعدة جوية أميركية حيوية في الوقت الحالي.. يوفر المأوى لقادة إرهابيين، وينثر ثروته على الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط». وفي المقال الذي حمل عنواناً لافتاً يقول: «إخضاع قطر للمساءلة أمرٌ يعود للكونجرس»، ذَكَّر النائبان بتوقيع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في يوليو الماضي مذكرة تفاهم مع المسؤولين في الدوحة، تعهدت الحكومة القطرية بموجبها بإبداء قدرٍ أكبر من التعاون على صعيد محاربة عمليات تمويل المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط. وقالا في المقال إنه على الرغم من ادعاء تيلرسون في ذلك الوقت بأن هذه المذكرة ستفيد في الحفاظ على الأمن «في المنطقة ووطننا، وهي كلماتٌ تبدو إيجابية. فإننا لا نزال متشككين في أفضل الأحوال، وذلك بالنظر إلى سجل هذا البلد (قطر) على ذلك الصعيد». واستعرض المقال السجل القطري الأسود في دعم المنظمات الإرهابية والمتطرفة، قائلاً إن قطر «استضافت منذ عام 2012 قادة بارزين في حركة حماس.. من بينهم عقولٌ مدبرة مسؤولة عن مقتل أميركيين.. وفي مارس 2014، وصف مسؤولٌ بارزٌ في وزارة الخزانة الأميركية قطر بأنها بقعةٌ يسودها التساهل على صعيد الملاحقة القضائية فيما يتعلق بتمويل.. الجماعات الإرهابية في سوريا بما في ذلك داعش وجبهة النصرة». ولكن الوضع في الوقت الراهن بات أسوأ، كما يؤكد النائبان الأميركيان المنتميان للحزب الجمهوري الحاكم في مقالهما، إذ يشيران إلى أنه «بات من الصعب حالياً تحديد منظمة إرهابية بارزة، لم يتم تمويلها أو تقديم الدعم لها من جانب قطريين». وفضح المقال «النهج المبتكر» الذي يتبعه النظام القطري لمواصلة تقديم الدعم للإرهابيين في العالم، دون المخاطرة بمعاداة الغرب والتحول إلى نظام مُصنف رسمياً كدولة راعية للإرهاب مثل إيران وسوريا. ويشير كاتباه في هذا الشأن إلى أن هذا النهج يتمثل في «إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وقطع وعود كاذبة بشأن محاربة الإرهاب، وتمويل الجامعات والمشروعات الاقتصادية الغربية بسخاء، ويحدث ذلك كله في وقتٍ تمول فيه (قطر) الإرهاب وتشجعه في الخفاء، وتتحالف مع إيران وتستغل قاعدة جوية أميركية (في إشارة إلى قاعدة العديد) بأقصى قدرٍ ممكن، كبوليصة تأمين ضد معاقبتها على دعم الإرهاب». وفي تهديدٍ واضحٍ لقطر، يشير النائبان الأميركيان - وكلاهما عضوٌ في اللجنة الفرعية المعنية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب - إلى أن الكونجرس سيبحث خلال الأسابيع القليلة المقبلة تشريعاً جديداً يطالب الرئيس بفرض عقوباتٍ على الأفراد والوكالات المرتبطة بدول، من تلك التي تمول جماعاتٍ إرهابية. ويحذر المقال من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب «ستتعرض دون ريب لضغوطٍ هائلة من الحكومة القطرية، لإبعاد أيٍ من المؤسسات التابعة لها عن القائمة». ولذلك كشف النائبان النقاب عن أنهما سيقترحان إدخال تعديلين على هذا التشريع عند طرحه على لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الشهر المقبل، أولهما يطالب بأن تقدم الإدارة الأميركية تقارير دورية، بشأن ما إذا كانت قطر تلتزم بتعهداتها المنصوص عليها في إطار مذكرة التفاهم التي وُقْعِتْ معها قبل شهور، أما الثاني فيُلزم الإدارة بتقديم تقارير عن وجود ممولين لحماس مقيمين في قطر، وكذلك عن حدوث أي تحويلات مالية أو نقلٍ لمساعدات مادية من النظام القطري للحركة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي إشارة قوية على أن الكيل فاض بالمشرعين الأميركيين من سياسات الخداع والتضليل القطرية، قال النائبان في مقالهما إنه لا يمكن الاعتماد على التعهدات التي تقطعها الدوحة على نفسها، إذا ما تعلق الأمر بتقديم وعود بوقف عمليات تمويل التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط. واستشهدا هنا بنصيحةٍ للرئيس الأميركي الراحل رونالد ريجان - الذي يُعرف بأنه الرجل الذي دق المسمار الأخير في نعش الشيوعية في العالم - تفيد بضرورة أن «يثق المرء وأن يتحقق» في الوقت نفسه. ولكنهما يُعّدِلان هذه النصيحة - لتتناسب ربما مع السلوك القطري الملتوي والمراوغ - لتكون «لا تثق أبداً وتحقق باستمرار»، وذلك عندما يتعلق الأمر بأنشطة تمويل الإرهابيين. ويخلص النائبان إلى أن «إغلاق الصنبور القطري المرتبط بتمويل الإرهاب يمثل أولويةً للأمن القومي الأميركي»، مؤكديْن أن الأمر منوطٌ بالكونجرس لمواصلة الضغط، إلى حين التحقق تماماً من أن «هذا الصنبور قد أُغلق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©