الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الأزمة» تجبر شركات عائلية ألمانية على التوجه إلى أسواق المال

«الأزمة» تجبر شركات عائلية ألمانية على التوجه إلى أسواق المال
29 سبتمبر 2010 21:53
بدأ بعض كبريات الشركات العائلية الألمانية التوجه إلى أسواق المال بحثا عن التمويل، وتأتي هذه الخطوة نتيجة الأزمة الاقتصادية والمصرفية العام الماضي وهو توجه تأمل بنوك ألمانية في أن تتبعه العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وهناك بعض السمات العامة التي تختص بها معظم الشركات العائلية الألمانية، منها الكتمان والبعد عن وسائط الإعلام والنظام الأبوي، ويذكر أن الشركات العائلية لا تزال الركيزة الاقتصادية الرئيسية لألمانيا وتشغل 54% من القوة العاملة في البلاد. غير أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت الشركات الألمانية خلال السنتين الماضيتين مضافاً إليها أزمة البنوك دفعت بعض أشهر الأسر مثل بورش وتشافر وميركل وهانيل وبعض الشركات الأصغر إلى الانضمام إلى الأسواق المالية. في ذلك يقول رئيس أحد بنوك الاستثمار الدولية: “تنفتح شركات عائلية على أسواق مالية وخصوصاً أسواق السندات. فالعديد من الشركات العائلية تعرف كم أصبحت المفاوضات مع البنوك أصعب كثيراً أثناء الأزمة وما يحدث الآن يعتبر رد فعل على ما سبق حدوثه”. ويقول برون هاجن بروفيسير القانون الذي يعمل مستشاراً لقطاع الشركات العائلية: “درجت الشركات العائلية دائماً على النفور من الاعتماد على تمويلات البنوك”. إن الإدراج العمومي مؤخراً لشركة سترور العائلية (أكبر شركة إعلانات ألمانية تعمل خارج ألمانيا) لفت انتباه مصرفيي الاستثمار وغيرهم من الخبراء الطامحين إلى انضمام شركات عائلية إلى أسواق الأسهم والسندات. يقول هاجن: “هناك جيل جديد من أبناء الشركات العائلية حصل على تعليمه في كليات إدارة أعمال عالمية وليس لديهم نفور إزاء أسواق المال”. ورغم أن البعض يلجأ لأسواق المال طوعاً إلا أن التغيرات الأكثر صدماً في السنوات القليلة الماضية تم فرضها على ثلاث من أكبر شركات عائلية هي سافر وميركل وبورش، وأكبر مثال على هذا التوجه هو مورد أجزاء السيارات وصانع رولمان البلي تشافلر التي تأسست عام 1946 لصنع الابزيمات والأزرار والمقطورات الصغيرة، إلا أنها كانت من إحدى أكثر الشركات المتكتمة في ألمانيا. غير أنه في العام الماضي كانت مالكة الشركة ماريا اليزبيث شافر وابنها جورج على وشك أن يفقدا امبراطوريتهما بعد أن تسبب الاستحواذ على الشركة الأكبر المنافسة كونتننتال في تحميلها ديناً كبيراً. ورغم نجاح المليارديرة في التوصل إلى اتفاقية مع البنوك من أجل تأجيل تواريخ الاستحقاق إلا أن ذلك كان على حساب انفتاح شافلر على الأسواق المالية. ونظراً لخضوع الشركة لضغوط لكي تسدد ما عليها من دين كبير في غضون السنوات القليلة الماضية فقد قامت شافلر بتحويل نفسها إلى شركة عامة قابضة. وقالت شافلر: “يعتبر التحول إلى شركة عامة خطوة شديدة الأهمية لنا جميعاً تجاه سوق المال”. وفي غضون سنة واحدة حدث أن طريقة شافلر المعزولة والمتكتمة حل محلها الشفافية الكاملة، وهي تمهد حالياً لاطلاع موظفي الشركة على الموقف المالي بصفة دورية. ويبدو أو لودفيج ميركل يشاطرها نفس المصير، إذ لم يصدق إلا القليل من الناس أن في مقدوره إنقاذ تراث العائلة بعد انتحار أبيه أدولف ميركل العام الماضي، وتعثرت آنذاك امبراطوريته الصناعية بديون ثقيلة. وتراكم الدين إلى أن قامت هايدلبرج سميث (إحدى أهم شركات ميركل القابضة) بشراء شركة هانسون البريطانية المنافسة عام 2007 مقابل 7.7 مليار جنيه استرليني، وطلب مصنع الإسمنت لاحقاً من مساهمها الرئيسي عمليتي ضخ مالي كبيرتين لإنقاذ الشركة، وقام ميركل بتمويل هاتين العمليتين بدين أوقعه في مشكلة مالية شديدة عندما تصاعدت الأزمة المصرفية. غير أنه من خلال التصرف في بعض الأصول وبيع حصة كبيرة في هايدلبرج للاسمنت لسوق الأسهم دفع ابن ميركل دين الأسرة وحول الشركة القابضة إلى شركة أكثر شفافية. وفي بورش التي قاومت فيها العائلات لسنين نشر النتائج الربع سنوية فإن إخفاق مسعى استحواذ فولكسفاجن غير الشركة تغيراً جذرياً. إذ بدأت الشركة نشر نتائجها الربعية هذا العام تمهيداً لاندماجها مع فولكسفاجن العام المقبل وهي خطوة ستجعل أسرة بورش أكبر مساهم، ولكن ليس مساهماً مهيمناً، في أكبر شركة للسيارات في أوروبا. غير أن التوجه إلى أسواق المال لم يكن دائماً خطوة إجبارية، وتحول عدد من الشركات الى الأسواق المالية السنة الماضية في مسعى طوعي لاستبدال أسلوب التمويل المصرفي غير الموثوق به بالسندات. ويعتبر هانيل صاحب محلات مترو للتجزئة أوضح مثال، إذ أقدمت الشركة لأول مرة على دخول أسواق السندات في شهر أكتوبر العام الماضي من خلال إصدار سند عالي العائدات مدته خمس سنوات وقيمته مليار دولار. ويقول رئيس بنك الاستثمار إن هذا التوجه مستمر نظراً لأن قدرة كثير من البنوك على الإقراض ما تزال تعرقلها الحاجة إلى تقصير كشوفات ميزانياتها، ويضيف: “نتحدث مع كثير من الشركات عن إصدار سندات الآن، شركات ما كان لها أن تلمس هذا الإصدار من عدة سنوات مضت، لا يريد أحد اجتناب البنوك تماماً، ولكنهم بدأوا يرون السندات كإضافة جيدة، حيث يمكنك الحصول على نقود بدون تعهدات صعبة ولفترة زمنية أطول”. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©