الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معركة حمص... بعيدة عن الحسم

1 يوليو 2013 23:31
كثفت قوات نظام الأسد أول من أمس الأحد قصفها لمواقع الثوار السنة في مدينة حمص بواسطة المدفعية والطيران، في اليوم الثاني من هجوم يهدف إلى توسيع سيطرة النظام على الوسط الاستراتيجي لسوريا، كما أفاد نشطاء سوريون. وقال هؤلاء إن الثوار الذين يدافعون عن المركز القديم لمدينة حمص وخمسة أحياء سنية مجاورة له تمكنوا عموماً من صد هجوم بري لقوات الأسد يوم السبت الماضي، ولكنهم تحدثوا أيضاً عن اشتباكات جديدة ووفيات داخل المدينة حدثت يوم الأحد. ويأتي هذا الهجوم بعد مكاسب عسكرية مطردة حققتها قوات الأسد، المدعومة من قبل مقاتلي «حزب الله» اللبناني، في قرى بمحافظة حمص، وقرى أخرى قريبة من الحدود اللبنانية. وفي هذه الأثناء، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج إن على الأسد أن يوقف «هجومه الوحشي» على حمص. كما حثت بلدان الخليج، التي تدعم الثوار، لبنان على وقف تدخل أي «أطراف» لبنانية في النزاع السوري، في إشارة إلى «حزب الله» المدعوم من طرف إيران. وأفادت مصادر من المعارضة ودبلوماسيون بأن تقدم النظام شدد الحصار على حمص وأمَّن رابطاً طرقياً رئيسياً مع معاقل «حزب الله» في لبنان ومع قواعد تابعة للجيش في الأراضي الخاضعة لسيطرة العلويين بالقرب من الساحل السوري، وهي نقطة الدخول الرئيسية بالنسبة للأسلحة الروسية التي تمنح الأسد تفوقاً ملموساً في ساحة المعركة. يذكر أن 100 ألف شخص على الأقل قُتلوا منذ أن اندلعت الثورة السورية ضد أربعة عقود من حكم نظام الأسد ووالده في مارس 2011، وهو ما يجعل الانتفاضة السورية الأكثر دموية من بين ثورات «الربيع العربي» الشعبية ضد الحكام المستبدين. وعلى نحو متزايد أخذ النزاع السوري يجمع الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، والمدعومة من قبل الشيعة وإيران وحليفها «حزب الله»، ضد كتائب الثوار ذات لأغلبية السنية والمدعومة من دول الخليج ومصر وتركيا وبلدان أخرى. يشار أيضاً إلى أن بعض «الجهاديين» السنة، مثل مقاتلي «القاعدة من العراق»، يتردد أنهم دخلوا النزاع أيضاً. وتقدم قوات النظام أثار قلق داعمين دوليين للثوار، ما دفع الولايات المتحدة إلى الإعلان عن اعتزامها تكثيف الدعم العسكري لهم. ومن جانبها، قامت دول عربية بتسريع توصيل أسلحة متطورة، حسبما أفادت بعض المصادر. وفي هذه الأثناء، أعلنت منظمة «شبكة أخبار الشام» المعارضة أن مقاتلين ينتمون إلى «جبهة النصرة» المرتبطة بـ«القاعدة» قتلوا خمسة جنود من قوات النظام في القتال في حي باب هود في حمص القديمة يوم الأحد. وقال نشطاء إن امرأة وطفلاً قُتلا في ضربة جوية على المدينة القديمة، التي تأوي مئات المدنيين. وأظهرت صور فيديو التقطها نشطاء، ولم يتسن التحقق من صدقيتها، الجثتين ملفوفتين ومحمولتين إضافة إلى رجل يحمل طفلاً مصاباً بجرح بليغ في رأسه. كما حارب المقاتلون الثوار أيضاً قوات النظام المدعومة بالدبابات في السوق المغطى القديم الذي يربط المدينة القديمة بالخالدية، وهو حي يسكنه أفراد قبائل توجد على الخطوط الأمامية لحركة المعارضة المسلحة. وفي هذا الإطار، قال أبو بلال، وهو ناشط من حمص: «بعد فشله في تحقيق أي تقدم مهم أمس، يحاول النظام اليوم قطع حلقة الطريق بين الخالدية والمدينة القديمة»، مضيفاً «إننا نرى هجوماً طائفياً بامتياز على حمص، لأن الجيش يلعب دوراً ثانوياً الآن ومعظم القوات المهاجِمة تتألف من ميليشيات علوية يقوم بتوجيهها حزب الله». يشار هنا إلى أن العلويين هم فرع من فروع الشيعة سيطروا على سوريا منذ الستينيات، عندما تولى أعضاء من الطائفة قيادة الجيش وجهاز الأمن الذي يدعم بنية السلطة في ذلك البلد ذي الأغلبية السنية. وتعد حمص، التي تقع على تقاطع رئيسي لطرق سريعة على بعد 88 ميلاً إلى الشمال من دمشق، مدينة ذات أغلبية سنية. غير أن عدداً كبيراً من العلويين انتقلوا للسكن في أحياء جديدة ومنفصلة في الغالب خلال العقود الأخيرة، بعد أن جذبتهم الوظائف في الجيش والأمن. وقالت قوات الأمن اللبنانية إن «حزب الله» موجود على ما يبدو في المناطق الريفية المحيطة بحمص، غير أنه ليس ثمة مؤشر على أنه يقاتل في أزقة حمص الملتوية التي تشبه المتاهة، حيث يمكن أن يتكبد خسائر ثقيلة. وقد صرّح أنور أبو الوليد، وهو ناشط، بأن كتائب الثوار مستعدة لخوض معركة طويلة، خلافاً لما وقع في القصير وتلكلخ، وهما بلدتان تقعان في ريف حمص بالقرب من الحدود مع لبنان سقطتا في قبضة قوات النظام خلال الأسابيع الأخيرة. وقال أبو الوليد: «إننا نتحدث عن حرب مدن حقيقية في حمص. فنحن لا نتحدث عن بنايات متناثرة في بلدة معزولة، وإنما عن منطقة حضرية كبيرة توفر غطاءً كبيراً». وفي هذه الأثناء، عبَّر وزير الخارجية البريطاني عن القلق بشأن تصاعد القتال في حمص قائلًا في بيان صادر عنه: «إنني أدعو نظام الأسد إلى وقف هجومه الوحشي على حمص والسماح بدخول المنظمات الإنسانية إلى البلاد». ومن جهة أخرى، فاقم النزاع السوري التنافس الطائفي المعقد في لبنان المجاور، ما أدى إلى قتال بين علويين مؤيدين للأسد وسنة معارضين له في مدينة طرابلس الشمالية أسفر عن مقتل العشرات. وفي هذه الأثناء، دعا وزراء خارجية بلدان مجلس التعاون الخليجي المجتمعون في البحرين الحكومة اللبنانية إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس بشأن الأزمة في سوريا، ومنع تدخل أي طرف لبناني فيها… أو في الهجمات والجرائم الوحشية التي يقترفها النظام وحلفاؤه. خالد يعقوب عويص عَمان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©