الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما وإنجازات الصيف

1 يوليو 2013 23:35
هناك سيناريوهان يستأثران بنقاش واسع ويمكن أن يتكشفا للعيان في واشنطن هذا الصيف. الأول، باركه البيت الأبيض وأيده بعض الديموقراطيين، وهو غير قابل للردّ، ويتعلق بقانون الهجرة الذي تم إقراره بأغلبية كبيرة في مجلس الشيوخ، تجعل من المستحيل على الجمهوريين نقضه من جديد. وقانون الرعاية الصحية الذي نجح أوباما في إقراره رغم عدم توافر الغطاء المالي لتنفيذه، وما فتئ المزيد من الأميركيين يعربون عن تأييدهم له. وقد يضاف إلى هذين الإنجازين التحسن البطيء الذي يشهده الوضع الاقتصادي الذي من شأنه أن يقوّي من عضد الرئيس أثناء مناقشة الجمهوريين حول رفع سقف الدين العام وتغطية فواتير الإنفاق. وتراجعت حمأة الفضائح المعهودة في الرئاسيات الأميركية، وبات من الواضح أنه لم يكن هناك تدخّل سياسي في قطاع الدخل العمومي، كما أن الحديث عن الخلافات والمشاحنات التي كثيراً ما تستعر تحت قبة الكونجرس بدأ يختفي. ولا تزال قضية الشرق الأوسط مرجلاً يغلي رغم أن الأحوال لم تزداد سوءاً هناك، وبات من الواضح أن معالجة إدارة أوباما للشأن الآسيوي تتميز ببعض الحساسية المفرطة. أما السيناريو الثاني للأحداث، وفقاً لتوقعات العديد من الجمهوريين والقليل من الديموقراطيين، فيبدو أكثر إثارة للقلق: فقد أصبح قانون الهجرة منبراً لجدل واسع، وهو الذي خلق ذات مرة بعض الآمال في أوساط المواطنين الفقراء، وتوقفت مشاريع القوانين والتعيينات كافة في المناصب العليا، وبدأ الخلاف المرير حول سقف المديونية، يقلق الأسواق ويعيق حركة تطور الاقتصاد. وبالنسبة للوضع في سوريا وإيران، فإما أن تنزلق الولايات المتحدة هناك إلى صراعات خطيرة، أو أن يظهر أوباما في صورة الرئيس الضعيف أو المتردد. ويتحفّز الجمهوريون لكسب السيطرة على مجلس الشيوخ العام المقبل، ويطمحون لتعزيز أغلبيتهم في الكونجرس حتى يجعلوا من السنوات المتبقية لأوباما في سدّة الحكم كابوساً مزعجاً، وفترة من الأخذ والرد والاحتكام إلى التصويت لفض الخلافات. لكن أوباما الذي يفتخر بأنه إنسان يمحّص جيداً في الأمور ويقلّبها على أوجهها كلها ولا ينجرف وراء انفعالات اللحظة، يرفض الانجرار إلى مواقف تفرض عليه اتخاذ قرارات متسرّعة وخطيرة. ولم تمر حتى الآن إلا فترة تزيد قليلاً على 10 بالمئة من مدة رئاسته الثانية، ولهذا فمن غير المستهجن أن نستنبط إطاراً للنجاح أو الفشل للرؤساء الأميركيين عموماً عند نهاية أول صيف من ولايتهم الثانية. وقبل 8 سنوات، سجل بوش الابن هفوات عدة عقب إعادة انتخابه لولاية ثانية، منها تقصير إدارته في التصدي لكارثة إعصار كاترينا، والتورط في الحرب المثيرة للجدل في العراق. ويمكن أن تؤدي أحداث محتملة الوقوع إلى تغيير الديناميكية التي تطبع أداء أوباما خلال السنوات الثلاث المتبقية له في الحكم، مثل: انفجار فضيحة كبرى (على غرار فضيحة ووترجيت الشهيرة التي أطاحت نيكسون عام 1974، وإيران كونتراس التي هزت ريجان عام 1986)، أو الدخول في حرب جديدة في مكان ما من العالم، أو التعرّض لهجوم إرهابي خطير، أو وقوع مأساة وطنية تستثير الرأي العام (كإعصار كاترينا العاتي). وبشكل عام، يمكن القول إنه لا يوجد أمام أوباما الكثير مما يمكنه فعله خلال هذا الصيف، حتى يعزز تركته السياسية. ولقد ظهر للعيان، أن إدارته سجلت بطئاً كبيراً في مجال استكمال جمع تواقيع المواطنين الموافقين على الإصلاحات التي يشملها قانون الرعاية الصحية. وفي النهاية، فالنجاح في هذا المسعى يعتمد على الموقف النفسي للشبان من النواحي الصحية، وموقفهم حول ما إذا كانوا يشعرون بالحاجة إلى نظام للضمان الصحي الشامل أم لا. وبات من الواضح أن «محفظة العدّة» التي يستخدمها الرئيس يبدو وكأنها لا تحتوي على الأدوات الكافية لتطوير الاقتصاد. تأتي هذه الحقائق في وقت لا يجد فيه الجمهوريون في الكونجرس مصلحتهم الحقيقية إلا في معارضة أوباما، مهما كان وضع الخزينة الفيدرالية، ومهما ارتفع مؤشر ثقة المستهلك. ورغم أن الرئيس يتطلع إلى تحقيق نجاحات جديدة في السياسة الخارجية، فإنه أظهر القليل فحسب من المؤشرات التي توحي بأنه يحتكم إلى خطة واضحة في هذا المجال. ويمكن القول حول أسلوب أوباما في البحث عن حلول لهذه القضايا الشائكة المختلفة، إنه كان متفوقاً في معالجة بعضها وأقل تفوقاً في معالجة بعضها الآخر. ومن المرجح أن تمثل الأشهر الثلاثة المقبلة لأوباما، إما موسماً لتسجيل المزيد من النجاحات أو صيفاً مفعماً بمشاعر القلق والإحباط. ألبرت هونت محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©