الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعاء الصائم مستجاب

30 يونيو 2015 20:20
أحمد محمد (القاهرة) رمضان هو شهر الصوم الذي يزورنا مرة كل سنة، ليجدد إيماننا ويشحن قلوبنا بالإيمان وينتشلنا من الغفلة التي كنا فيها على مدار عام كامل، شهر يتدارك فيه المسلم كل ما فاته من تفريط في جنب الله عز وجل، ويحاول أن يتطهر من السيئات، وكل أعمال الصائم عبادة، ومن فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، وقد قال الله تعالى في آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...)، «سورة البقرة: الآية 186»، ليرغب الصائم بكثرة الدعاء. أركان الدعاء ويقول العلماء: وعلى ضوء هذه الآية الكريمة نستطيع القول بأن أركان الدعاء ثلاثة، إيمان بالله، واستجابة لله أي طاعته، وينبثق منهما ركن ثالث ألا وهو الإخلاص في العبادة، وقال عطاء، لما نزل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، قال الناس لو نعلم أي ساعة ندعو فنزل قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...)، وسياق هذه الآية الكريمة أنها مرتبطة إلى حد ما بشهر الصيام رمضان، ذلك أنها أتت بعد سرد آيات الصيام مباشرة وتبيان أحكام الصيام، ولعلَّ الحكمة في ذلك أن الدعاء مستجاب عند فطر الصائم. والمراد أن الله عز وجل لا يرد دعاء داع يدعوه ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين»، والدعاء هو مخ العبادة، فالمؤمن بالدعاء يصبح أقوى إنسان، واستنبط العلماء أنه ليس بين العبد وربه حجاب، أو واسطة. حالة روحية ويستحب للصائم أن يرطب لسانه بذكر الله ودعائه طوال يوم صومه، فإن الصوم يجعله في حالة روحية تقربه من الله تعالى، وتجعله في مظنة الاستجابة لدعائه، والذكر والدعاء مطلوب من الصائم طوال نهاره، ولكنه مطلوب بصورة خاصة عند الإفطار، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين»، وقال: «ثلاث دعوات لا ترد، دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر». وهذا يفيد أن دعوة الصائم مستجابة إذا وقعت وقت صيامه، ولا يزال يستجاب له حتى يفطر، والدعوة لا تقتضي أنها دعوة واحدة ولا بشيء واحد، بل المراد دعاؤه، فعلى المسلم أن يدعو ويجتهد في الدعاء حال صيامه وعند إفطاره بما شاء من أمور الآخرة وما يباح من أمور الدنيا. انكسار النفس وللصائم دعوة مستجابة عند فطره، لأنه يجتمع فيه انكسار النفس والذل، وكل هذه أسباب للإجابة وأما بعد الفطر فإن النفس قد استراحت وفرحت وربما حصلت غفلة، لكن ورد دعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لو صح فإنه يكون بعد الإفطار وهو: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله»، وكذلك ورد عن بعض الصحابة قوله «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت»، وكان ابن عمرو رضي الله عنه إذا أفطر يقول، اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم: «أفطر عندكم الصائمون وغشيتكم الرحمة وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة»، ويدعو الصائم عند الإفطار بما أحب لدينه ودنياه وآخرته، لنفسه ولذويه وللمسلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©