بغداد - حمزة مصطفى، وكالات الأنباء:
أكدت الشرطة إن مسلحين خطفوا وقتلوا أمس خميس العبيدي أحد المحامين البارزين في فريق الدفاع عن الرئيس المخلوع صدام ليصبح ثالث محام يقتل من الفريق منذ بدء محاكمة الدجيل في حين تعهد خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع بأن يمضي فريقه قدما في الدفاع عن صدام ورفاقه محملا مسؤولية الاغتيال إلى ''ميليشيات وزارة الداخلية'' العراقية والقوات الأميركية بحسب قوله· ويسدد اغتيال العبيدي الرجل الثاني في فريق الدفاع عن صدام ضربة جديدة للجهود التي تساندها الولايات المتحدة لمحاكمة صدام عن جرائم ارتكبت ابان حكمه الذي كان يقوده السنة ويرجح أن يذكي شكاوى من أن العنف العرقي والطائفي يعوق إجراء محاكمة عادلة· ويحاكم صدام وسبعة آخرون بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية· وقال التلفزيون الذي تديره الدولة في نبأ عاجل له ''إن العبيدي احد محامي فريق دفاع صدام استشهد على يد إرهابيين''· وذكر ضابط بالشرطة اكتفى بتعريف نفسه باسم النقيب صباح إن العبيدي أصيب بثماني أعيرة نارية معظمها في الرأس وإن جثته حملت آثار تعذيب وذراعاه مكسورتان فيما ذكر شهود ان الضحية تم إعدامه امام مكتب الشهيد الصدر على احد الأعمدة وتركت جثته معلقة· وقال جعفر الموسوي المدعي العام بالمحاكمة إن قتل العبيدي لن يؤثر على المحاكمة أو يرجئها وأضاف أن العراق سيتحدى الإرهاب· وقالت الشرطة إنه تم العثور على جثة العبيدي أمس قرب مدينة الصدر ببغداد وهي معقل للميليشيات الشيعية التي طالما قمعت وتتولى الآن الحكم· وكانت جثة سعدون الجنابي أول محام يقتل من فريق الدفاع عن صدام قد ألقيت بنفس المنطقة· وقال جيران حينذاك إن رجالا قالوا إنهم من قوات وزارة الداخلية هم الذين خطفوه· ولم يستطع ضباط شرطة بارزون تأكيد تقرير أمس مفاده أن رجالا يرتدون ملابس الشرطة خطفوا العبيدي لكنهم قالوا ان الجثة عثر عليها في ساحة صباح الخياط في حي اور· وخلافا لأعضاء فريق الدفاع الآخرين الذين يعيشون في الخارج فإن العبيدي كان يعيش في العراق وكان يمثل أيضا أخ صدام غير الشقيق والمتهم معه في نفس القضية برزان التكريتي· ولم تستطع الشرطة على الفور قول متى خطف لكنه كان في المحكمة خلال جلسة الاثنين الماضي· وقال الدليمي إنه يجب وقف المحاكمة ونقل المدعى عليهم الى خارج العراق لأنه لم يعد مكانا آمنا وأضاف أنه يحمل الحكومتين الأميركية والعراقية والميليشيات على وجه الخصوص المسؤولية عن قتل العبيدي· وكان العبيدي قد صرح اواخر العام الماضي بأنه يفضل البقاء في العراق خلال فترات استراحة المحكمة وتابع أن ما هو مقدر سيكون· وفي الشهر الماضي لم تكن المرة الأولى التي يشكو فيها محامو الدفاع من تعرضهم لتهديدات من قبل ميليشيا شيعية مرتبطة بالحكومة· وقالت المحامية اللبنانية بشرى الخليل عضوة فريق الدفاع إنها هي الأخرى تلقت تهديدات· وبعد يوم واحد من بدء محاكمة صدام خطف المحامي سعدون الجنابي عضو فريق الدفاع من مكتبه وقتل· وفي نوفمبر الماضي قتل مسلحون عضو هيئة الدفاع المحامي عادل الزبيدي وأصابوا زميلا له فر فيما بعد من العراق· وقال الدليمي أنه في صباح أمس قامت الاستخبارات التابعة لوزارة الداخليه باقتياد العبيدي وأخذه الى جهة غير معلومة داعيا الحكومة الأميركية والامين العام للامم المتحدة الى فتح تحقيق دولي محايد لقضية الاغتيال· وقال ''الرسالة واضحة المضمون فقد سبقها إخافة وإرهاب المحامين داخل وخارج قاعة المحكمة كما تم اغتيال شهود الدفاع وإرهابهم وتعذيبهم وانتزاع اعترافات كاذبة''· وكانت أنباء قد ذكرت ان مسلحين مجهولين خطفوا العبيدي ليل أمس الأول في منطقة الدورة جنوب غربي بغداد حيث محل سكناه· وأضاف أن العبيدي لم يكن أول عضو في هيئة الدفاع يقتل ''فقد قدم خمسة محامين آخرين دماءهم تضحية للكلمة''
عدد اليوم
