الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حمدي قنديل: ديمقراطية العرب عرجاء

22 يونيو 2006 01:42
القاهرة - جميل حسن: هاجم الاعلامي الشهير حمدي قنديل الاعلام الفضائي العربي واتهمه بالتبعية للحكومات ورأس المال وهو ما جعله مكبلا بالقيود· وقال ان القنوات الفضائية العربية اهتمت بتسطيح الفكر والابتذال والشعوذة والحظ وتفسير الاحلام، وأقبل من ليس لهم علاقة بالاعلام على انشاء قنوات فضائية فشاهدنا قناة للزواج وقريبا سنشاهد أخرى للطلاق· واستثنى حمدي قنديل قناة دبي الفضائية التي منحته حرية طرح القضايا في برنامجه ''قلم رصاص'' دون رقابة وفيما عدا ذلك تفتقد كل القنوات الحرية ولا فرق بين قناة حكومية وأخرى خاصة لأن الأولى تتحكم فيها الحكومة التي تمولها والثانية يتحكم فيها رأس المال· وطالب بنسف التليفزيون المصري وانشاء تليفزيون آخر مختلف من حيث الادارة والعمالة والانتاج وشكل الشاشة والأهم من كل هذا ان يكون مستقلا عن الحكومة· واقترح قنديل -في الصالون الثقافي بدار الاوبرا المصرية- ان يدفع كل من يمتلك جهاز تليفزيون رسوما سنوية لتمويل التليفزيون الجديد الى جانب عائد الاعلانات حتى يتسنى له التحرر من قيد الحكومة التي تموله· وقال ان الفضاء العربي له ايجابيات مثل انفراج الحريات، ففي بيئة مثل مصر نعيش ديمقراطية مشوهة·· ونجد الاعلام هو البرلمان الحقيقي المعبر عن الشعوب وهو الرقيب على الانتخابات والحكومات، الى جانب مخاطبة الاعلام للجاليات العربية في الخارج ومساعدتها في التواصل مع الوطن الأم· وقال ان كل ما نراه حاليا من أبهة مشروعات المدن الاعلامية العربية المسماة الحرة والمباني العامرة والأضواء المبهرة والمعدات وقنوات تكلفت 20 مليار دولار وحشود اعلامية وصل عددها في مصر الى 44 الف اعلامي وما نراه ايضا من شعارات الريادة والتميز، لا ينفي اننا فشلنا في اقامة برنامج نووي أو آخر للصناعات الالكترونية العربية ولم يفلح العرب في الخروج من نطاق المستهلك· ونفى قنديل ان يكون هناك اعلام حر والشعب يداس في الشوارع وفي اقسام الشرطة، ولن يكون هناك استقلال للاعلام الفضائي، الا اذا استقل القضاء والصحافة وأن الحرية والديمقراطية التي يعيشها العرب مشوهة وعرجاء· وقال ان الغرب دخل معنا نفس مستنقع القمع وتكبيل الحريات·· فقد كان من المثير للاستياء والصدمة أن تمنع فرنسا بث قناة ''المنار'' التابعة لحزب الله اللبناني بحجة أنها تبث مواد معادية للسامية· وأضاف ان ماكينة الدعاية كانت المصدر الرئيسي لأخبار غزو العراق وكانت تساندها في اميركا مؤسسات اعلامية كبرى تحتكر خمس منها تسعين في المئة من المقروء والمسموع والمرئي· وقال ان غزو العراق كشف عورة النظام العربي كله الذي وقف مستسلما وكأنه راض بما حدث وتلك هي الظروف التي انسحب فيها ببرنامجه ''رئيس التحرير'' من التليفزيون المصري عندما استأسدت الرقابة· واكد ان القناتين العربيتين الوحيدتين اللتين كان لهما سجل مشرف في الحرب على العراق هما قناتا أبوظبي والجزيرة· وحول المصادرة المستمرة لبرامجه قال قنديل: في عام 1951 كنت أقيم في مدينة طنطا وأدرس في المرحلة الثانوية وكانت جريدة ''الاخلاص'' المحلية تصدر في ذلك الوقت وأتذكر انني كتبت مقالا عن استجواب لمصطفى بك مرعي عن اصلاح ''يخت المحروسة'' بمليون جنيه وكان هذا المقال نهاية علاقتي بالجريدة، وعندما كنت طالبا في كلية الطب أصدرنا جريدة خاصة بالكلية وصادرها العميد وكان ذلك بداية علاقتي بالكاتب الراحل مصطفى أمين الذي غير مسار حياتي فتركت الطب الى الصحافة التي اعشقها، وفي الستينات قدمت برنامجا بعنوان ''أقوال الصحف'' وحقق جماهيرية كبيرة لكنه توقف، وفي عام 1968 طلب مني التليفزيون الأردني أن أكون مستشارا اعلاميا ولم تمض اسابيع الا وطلب مني تقديم حلقة عن الصحافة تشبه ما كنت اقدمه في التليفزيون المصري لكني لم أجد صدى لما قدمته، وطلب مني المتحدث باسم القصر الملكي ان اكون مستشارا لدائرة المطبوعات وفهمت ان هذه ترضية لي فتوجهت الى القاهرة على أول طائرة، أما برنامجي ''رئيس تحرير'' فأوقفه التليفزيون المصري ثم قدمته في قناة ''دريم'' فتوقف ايضا· وأكد قنديل انه يقابل مصادرته اعلاميا بسخرية ولم يخسر صداقته بالشيخ صالح كامل رئيس مجلس ادارة شبكة ''إيه آر تي'' أو صفوت الشريف وزير الاعلام المصري الأسبق أو أحمد بهجت صاحب تليفزيون ''دريم'' ولم يخسر اصدقاءه في الأردن· وأعرب حمدي قنديل عن حزنه بسبب واقع الاعلام المصري مقارنة بغيره حيث اكدت تقارير لرويترز وبي بي سي أن 12 في المئة من المصريين يثقون بأخبار التليفزيون المصري وهذه نسبة ضئيلة جدا، وعلى الرغم من ان الشعب المصري اعتاد السخرية فانه لم يشاهد مسلسلا ساخرا ينتقد الواقع المصري مثل مسلسل ''طاش ما طاش'' السعودي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©