هويدا الحسن (العين)
استضاف مجلس الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، مساء أمس الأول، الكاتب ورسام الكاريكاتير المصري شريف عرفة للحديث عن كتابه: «أن تكون سعيدًا» الذي يتناول تعريف السعادة من وجهة نظر العديد من الفلاسفة عبر العصور، كما يستعرض السعادة من المنظور العلمي اعتمادا على تجارب قام بها علماء للتوصل إلى تعريف علمي لها بعيدا عن تنظيرات الفلاسفة.
وفي حديثه ألقى شرفة الضوء على علم النفس الإيجابي، وهو فرع مهم من فروع علم النفس التي تعنى بدراسة المشاعر الإيجابية وتساعد الإنسان على الشعور بالسعادة، لافتاً إلى أنه استعرض في كتابه الحقائق دون تزييف أو تجميل، بعيداً عن رومانسية الأفلام السينمائية التي تحاول أن ترسخ لأفكار غير واقعية عن السعادة مثل، أن الفقير أكثر سعادة من الغني، أو أن المال يسبب التعاسة لصاحبه وما إلى ذلك.
وذكر عرفة أنه استعرض الحقائق العلمية المتعلقة بالسعادة، ولم يلجأ إلى مجرد النقل من الكتب الأخرى، التي عادة ما تفتقد الواقعية في عرضها لهذا الموضوع، مؤكدا على عكس الشائع أن الحظ يلعب دورا كبيرا في حياتنا وبالتالي في إحساسنا بالسعادة، كذلك الظروف المحيطة بنا تتحكم في مستوى سعادتنا. كما أكد أن الإيمان ليس بالضرورة سببا لسعادة الشخص، فبعض الأشخاص يأخذون من الإيمان ظاهره فقط، وهؤلاء في أغلبهم يفتقدون الشعور بالسعادة.
وعن علاقة السعادة بالمال، أشار إلى أن هناك ارتباطا كبيرا بين الراحة المادية التي تسبب الأمان وبين الإحساس بالسعادة والعكس صحيح، فالإنسان الذي يعيش ظروفا مادية صعبة يفتقد الإحساس بالأمان وبالتالي يفتقد الشعور بالسعادة.
ومن أهم ما جاء في محاضرته تأكيده على أن المشاعر الإيجابية وحدها لا تعني السعادة، واستعرض ما اسماه حسن الحالة الذاتي الذي يحتاج إلى توفر ثلاثة عناصر لنستطيع أن نقول إن هذا الشخص سعيد، وهي: الكثير من المشاعر الإيجابية، والقليل من المشاعر السلبية، والرضا عن الحياة، وأكد أن نسبة المشاعر السلبية للمشاعر الإيجابية عند الناس السعداء هي نسبة 3:1، وأوصى بضرورة تدوين الأحداث الإيجابية التي تمر بنا في حياتنا، والاحتفاظ بصور للأحداث السعيدة لاستخدامها في استحضار تلك اللحظات لاحقاً، مما يمنحنا الكثير من المشاعر الإيجابية التي تجعلنا سعداء.
جدير بالذكر أن الدكتور شريف عرفة له عدة مؤلفات في مجال التنمية الذاتية منها: كتاب «كيف تصبح إنسانا؟»، و«لماذا من حولك أغبياء؟»، و«كذا مذا»، و«انسان بعد التحديث»، و«تخلص من عقلك»، ومؤلفات أخرى.
وقد حصد الكاتب عدة جوائز عن أعماله كرسام كاريكاتير، منها المركز الأول في مسابقة (minesa mesir) العالمية للكاريكاتير.
عدد اليوم
