قُتل 295 شخصا أمس بإسقاط طائرة ركاب بوينج 777 ماليزية فوق الأراضي الأوكرانية الشرقية في كارثة تشكل صدمة هائلة للطيران المدني، وتتخذ بعدا بالغ التأثير في ماليزيا التي لم تنس بعد مأساة اختفاء طائرة ركاب أخرى من نفس الطراز فوق المحيط الهندي في الثامن من مارس الماضي بركابها الـ 239.
وأعلن رئيس جهاز المراقبة الجوية الأوكرانية أن طاقم الطائرة الماليزية لم يبلغ عن أي «مشكلة» أثناء تحليقها فوق أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحفي إن «التحليق فوق الأراضي الأوكرانية مر من دون أي مشكلة»، مضيفا أن «الطاقم لم يبلغ عن أي مشكلة» أثناء طيرانه فوق أوكرانيا.
وتبادل الانفصاليون وكييف الاتهامات بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة الذي تزامن مع إسقاط طائرة مقاتلة أوكرانية، فوق المناطق الشرقية التي تشهد تمردا انفصاليا مواليا لروسيا تعمل كييف على إجهاضه بكل ما أوتيت من قوة.
ووصف الرئيس الأميركي باراك اوباما سقوط الطائرة بـ«الفاجعة الرهيبة». وقال في خطاب حول البنية التحتية للنقل في ويلمينجتون في ديلاور (كارولاينا الشمالية) «يبدو هذا وكأنه فاجعة رهيبة»، مضيفا أن «الولايات المتحدة تقدم كافة الدعم للمساعدة على تحديد ما حصل ولماذا».
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في بيان إن فرنسا «تطلب فعل كل شيء لتوضيح الظروف التي أدت إلى تحطم البوينج الماليزية». وأعرب عن «تأثره الشديد» وعبر عن «تضامنه التام مع عائلات الضحايا». وأعلن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن أربعة فرنسيين بين ضحايا ركاب الطائرة.
وأكد موقع رسمي للانفصاليين في أوكرانيا أن طائرة أوكرانية أسقطت الطائرة الماليزية التي تحطمت في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وأن القوات الموالية لروسيا قامت لاحقا بإسقاط الطائرة الأوكرانية.
وقال الموقع الرسمي لـ«جمهورية لوجانسك» إن «شهود عيان شاهدوا بوينج 777 تتعرض لهجوم من قبل طائرة مطاردة أوكرانية.
وبعد ذلك انشطرت الطائرة إلى شطرين وسقطت على أراضي «جمهورية لوجانسك» (التي اعلنها الانفصاليون من طرف واحد في شرق أوكرانيا). وبعد الهجوم، تم إسقاط الطائرة الأوكرانية التي هوت هي الأخرى في أراضي «جمهورية لوجانسك».
واختفت الطائرة الماليزية التي أقلعت من أمستردام في طريقها إلى كوالالمبور، عن شاشات الرادار على علو عشرة آلاف متر وتحطمت قرب مدينة شاختارسك.
والقوات الانفصالية الموالية لروسيا والتي أسقطت عدة طائرات ومروحيات للجيش الأوكراني منذ بداية النزاع قبل ثلاثة أشهر تقريبا، تملك العديد من الأسلحة المضادة للطائرات.
وإسقاط طائرة تحلق على علو يفوق عشرة آلاف متر أمر ممكن بوساطة صواريخ من طراز بوك يملكها الجيش الأوكراني.
وأعلن الانفصاليون في نهاية يونيو أنهم استولوا على وحدة للقوات المضادة للطيران في دونيتسك تملك خصوصا صواريخ بوك.
من جهة أخرى، كتب قائد انفصالي على صفحته على الفيسبوك أن الانفصاليين الموالين لروسيا أسقطوا طائرة نقل عسكرية أوكرانية من طراز ان-26 في الوقت نفسه تقريبا وفي المنطقة التي تحطمت فيها طائرة الركاب الماليزية.
في ماليزيا، قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق إنه صدم من أنباء تحطم طائرة ماليزية فوق أوكرانيا وإنه أمر بتحقيق فوري.
وأضاف «أنا مصدوم جراء التقارير بأن طائرة تابعة للخطوط الماليزية تحطمت..
نحن سنبدأ تحقيقا فوريا». وقال مستشار بوزارة الداخلية الأوكرانية إن إجمالي عدد قتلى حادث الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا أكثر من 300.
ومن بين هؤلاء 23 أميركيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن زوريان شكيرياك قوله «أكثر من 300 بريء قتلوا..
وعلمنا أن ثمة 23 مواطنا أميركيا قتلوا». من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو حادث تحطم الطائرة بـ«العمل الإرهابي». وكتب المتحدث باسمه سفياتوسلاف تسيجولكو على حسابه على تويتر إن «بوروشنكو يعتبر أن هذا ليس حادثا وليس كارثة، إنه عمل إرهابي». وأكد شهود عيان في المنطقة التي سقطت فيها الطائرة عدم وجود ناجين في حين شوهد عدد كبير من الجثث موزعة فوق منطقة واسعة في قرية جرابوف قرب مدينة شاختارسك في منطقة دونيتسك.
وناقش الرئيسان الأميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين أمس العقوبات الاميركية الجديدة على روسيا لدورها في الأزمة الأوكرانية، وتطرقا أيضا إلى حادث تحطم الطائرة الماليزية في أجواء أوكرانيا، كما أعلن البيت الأبيض والكرملين كل على حدة.
وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الابيض إن المحادثة الهاتفية جرت صباحا من دون تفاصيل حول مضمونها، وإن كان تم التطرق إلى حادث تحطم طائرة ركاب ماليزية فوق شرق أوكرانيا.
واعلن الكرملين من جانبه أن بوتين واوباما تطرقا إلى حادث الطائرة الماليزية.
واضاف ارنست على الطائرة الرئاسية التي كان على متنها اوباما متوجها الى ولاية ديلاوير إن «الهدف من المحادثة الهاتفية هو بحث نظام عقوبات أعلنه الرئيس والقادة الأوروبيون أمس الأول».
وبشأن الطائرة الماليزية، جاء في بيان للكرملين ان «الرئيس الروسي أطلع رئيس الولايات المتحدة على تقرير للمراقبين الجويين وصل قبل محادثتهما الهاتفية مباشرة ويشير إلى أن طائرة ماليزية تحطمت في اوكرانيا». وقال بيان آخر للكرملين إن فلاديمير بوتين أعرب ايضا عن «تعازيه الصادقة» لرئيس وزراء ماليزيا.
وعرض الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس تقديم مساعدات للتحقيق في سبب تحطم الطائرة.
وقال أوباما: إن العالم يراقب تقارير عن طائرة الركاب التي اسقطت بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية.
يبدو أنها مأساة رهيبة. ويعكف المسؤولون الأميركيون على تحديد ما إذا كان هناك أي من مواطني الولايات المتحدة على متن الطائرة.
من جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «عميق تعازيه» لرئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق في ضحايا الطائرة المنكوبة.
وقال الكرملين في بيان له: أعرب فلاديمير بوتين عن تعازيه العميقة لرئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق فيما يتعلق بتحطم طائرة الركاب الماليزية فوق الأراضي الأوكرانية، والذي أي إلى سقوط العديد من الضحايا.
(عواصم، وكالات)
عدد اليوم
