الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القيادات الشابة·· دماء جديــدة في الأجهزة الحكومية

القيادات الشابة·· دماء جديــدة في الأجهزة الحكومية
23 يونيو 2006 00:58
أجمع المشاركون في استطلاع ''الاتحاد'' على أهمية التوجه الحكومي نحو تأهيل جيل من القيادات الشابة من أجل ضخ دماء جديدة في عروق الأجهزة الحكومية ودولاب العمل في الدولة بشكل عام، الأمر الذي يسهم في ضمان تأهيل أكبر عدد من الكوادر الوطنية لتولي مهامها في التنمية الشاملة التي تشهدها الإمارات· وقال مشاركون من كافة فئات المجتمع إن أهمية تولية الشباب وإعداد صف ثان من القيادات تكمن في ضمان استمرار عجلة التنمية الشاملة والحفاظ على المستويات المتطورة التي بلغتها الدولة، وفقاً للمؤشرات العالمية، مشيرين إلى أن عملية ''صناعة القيادات'' لا يجب أن تقترن بفترة معينة أو حدث ما، بل هي عملية مستمرة ومتواصلة· وأشاروا إلى أن المؤسسات التي تولت قيادتها كوادر شابة نجحت بشكل عام لقيامها باتباع طرق وأساليب إدارة متطورة وتتسق مع روح العصر، ما يعزز من المطالبة بتوسيع فرص الشباب في قيادة المؤسسات الحكومية، ويتسق مع الاتجاه العالمي للاستعانة بالشباب في المناصب المهمة· وفيما أكد غالبية المشاركين أهمية الاستعانة بذوي الخبرات لتأهيل القيادات الشابة، أشار عدد من المشاركين أن الكفاءة ينبغي أن تكون المقياس الأساس في تولية المناصب في القطاعين الحكومي والخاص بغض النظر عن عمر المسؤول· وأشار مشاركون إلى أن مخاطر إسناد الوظائف الحساسة للشباب يمكن التغلب عليها من خلال الخبرات الاستشارية التي يجب أن تستعين بها تلك القيادات· ولفت غالبية المشاركين في الاستطلاع إلى أن المستوى الذي وصل إليه تمثيل الجيل الجديد من الشباب في القيادات الحكومية المختلفة داخل الدولة لم يرتق إلى مستوى الطموحات، مطالبين بتوسيع البرامج التي تعتمد عليها الجهات الحكومية في إعداد جيل من القيادات الشابة لتولى المناصب القيادية· وقال عدد منهم إن الدولة وضعت خططا واستراتيجيات لتدريب وتأهيل دماء جديدة من الأجيال الصاعدة لإدارة دفة المؤسسات والدوائر الحكومية لكن المشكلة تكمن في عدم رغبة ''الحرس القديم'' في اتاحة الفرصة للشباب لتولي مسؤوليات قيادية في المؤسسات التي يتولون مهامها، الأمر الذي تكشفه تضاؤل نسبة القيادات الشابة في العديد من المؤسسات بالدولة حيث يخشون على كراسيهم ومناصبهم من الشباب الذي يمتلك العلم والمعرفة والحماس لتغيير النظم القديمة البالية· وطالبوا بضرورة وضع خطة محددة لضمان خلق قيادات في كافة المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة في مختلف القطاعات، بما يحافظ على المكتسبات التي حققتها الدولة· في أبوظبي، والمنطقة الغربية استطلع الزملاء هاشم المحمد وأمل المهيري، وإيهاب الرفاعي ، آراء عدد من المسؤولين والشباب، الذين أكدوا أهمية البرامج المطبقة لتعزيز دور الشباب في التنمية الشاملة عبر توليتهم المناصب القيادية· دور الدولة في إعداد جيل جديد من القيادات وأكد غالبية المشاركين أهمية الاستعانة بالشباب في مختلف المناصب الحكومية المهمة من اجل ضخ دماء جديدة والاستفادة من حماس وطموحات الشباب مع أهمية الاستعانة بالخبرة المناسبة بجانب هؤلاء الشباب من اجل تقنين هذا الطموح والاستفادة من الخبرات السابقة في مجالات العمل المختلفة· وأشاروا إلى أن مخاطر إسناد الوظائف الحكومية الحساسة يمكن التغلب عليها من خلال الخبرات الاستشارية التي يجب أن تستعين بها تلك القيادات · وأكد سعيد محمد بن رصاص المنصوري، الوكيل المساعد بديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، أهمية منح الشباب الفرصة الكافية لتحقيق ذاتهم واثبات كفاءتهم في مختلف المناصب القيادية مع ضرورة الأخذ في الاعتبار الخبرات السابقة التي لا يمكن الاستغناء عنها ولو من خلال الوظائف الاستشارية للمناصب القيادية حتى يمكن تلافي مخاطر إسناد الوظائف الحساسة لهؤلاء الشباب· وأشار إلى أن المستوى الذي وصل إليه تمثيل الجيل الجديد من الشباب في القيادات الحكومية المختلفة داخل الدولة لم يرتق إلى مستوى الطموحات المطلوبة منه في بعض الوظائف وكان على قدر المسؤولية في وظائف أخرى وهو ما يؤكد إمكانية الاستفادة من الطاقات الشبابية لو أحسن استغلالها· وأكد أن برامج بعض الجهات لإعداد جيل من القيادات الشابة لتولى المناصب القيادية جيدة ومتميزة وتساهم بالفعل في إعداد هذه القيادات· الكفاءة·· أولاً وقال خليفة سالم المنصوري، المدير الإقليمي لمركز الخدمات الحكومية المتكاملة في المنطقة الغربية (تم)، انه مع التوجه العام بإسناد المناصب القيادية للشباب في مختلف المناصب القيادية لكن بشرط أن يكون الشاب كفؤاً ومؤهلا ولدية خبرة معقولة ومناسبة لإدارة هذا العمل حتى لا تخرج الأمور عن نطاق سيطرته عند التعرض لأي أزمة خلال العمل لو لم يكن لدية الخبرة والكفاءة لإدارة هذا العمل· واعتبر أن المستوى الذي حققه جيل الشباب الحالي في مختلف المناصب الحكومية متفاوت من مؤسسة لأخرى· واستشهد خليفة سالم بموقف الرسول الكريم صلى الله علية وسلم في إسناد المناسب القيادية على أساس الكفاءة وليس السن من خلال إسناده صلى الله علية وسلم قيادة الجيش لأسامة بن زيد وهو صغير السن رغم وجود من هو اكبر منه سنا وخبرة بالجيش، وحقق أسامة بن زيد نجاحا في قيادته للجيش، ما يؤكد أن الكفاءة غير مرتبطة بالسن والخبرة ولذلك يجب إسناد المناسب القيادية للشباب مع الاستعانة بالخبرات المختلفة كعامل مساعد لهؤلاء الشباب· ويرى سعيد سالم المزروعي، مدير الإدارة المالية والموارد البشرية بالمنطقة الطبية الغربية أن الاستعانة بالخبرات الشبابية في المناصب القيادية الحكومية هو توجه عام عالمي بسبب النجاحات التي حققها الشباب في مختلف المناصب القيادية التي تولوا أمرها وهو توجه ناجح ومثمر· وأشار إلى أن المستوى الذي وصل إليه تمثيل الجيل الجديد من القيادات الحكومية كان متفاوتا ما بين النجاح وعدم الرضا مقارنة بمستوى الطموح المتوقع منه· وحول مخاطر تولي الشباب مناصب قيادية حساسة أكد سالم عيسى أن اختيار الشباب الكفء المؤهل علميا وعمليا ولدية الخبرة المناسبة في تلك المناصب لن تكون له أخطار تؤثر على مسيرة العمل· وأكد على أهمية تكثيف الخطط والبرامج لإعداد جيل ثان من الشباب لتولي قيادة الأمور ويكون لدية المقدرة الكافية على إدارة دولاب العمل بكل موضوعية واقتدار· ويرى سالم المزروعي أن الشباب لديهم طاقة كبيرة لو تم توجيهها للطريق الصحيح وقامت الحكومات بصقل قدراتهم بالدراسة المختلفة والبرامج القيادية المتعددة عن طريق الدورات والاستراتيجيات الواضحة وأشاد بما قامت به الخدمة المدنية من إيفاد شباب للخارج لأخذ دورات قيادية لإعدادهم كجيل ثان للمناصب الحكومية· توجيه طاقات الشباب وقال خالد الكندي، مدير إدارة العلاقات العامة بشركة جاسكو، إن طبيعة عجلة الحياة متغيرة ولابد أن تتغير معها جميع الأدوات المصاحبة لمثل العمليات الفكرية والثقافية، فالتطور العمراني يجب أن توازيه طرق تطور بعيدة عن التقليدية، كما أن الفكر الحديث يجب أن يدعم بالنهج الحديث في جميع ميادين الإدارة· وأوضح: النجاحات التي حققتها الدولة منذ تأسيسها لم تكن إلا نتاجاً لتراكم أعوام الغرس، وها نحن نحصد الكثير من القيادات الشابة، كما ترى أن جميع المؤسسات التعليمية لا تتغير من دولة إلى أخرى لكن المتغير الوحيد هو الجانب التأهيلي في التعليم والمخرجات الجيدة والعديدة التي يسعى الشباب أنفسهم في الإمارات لتطوير مهاراتهم وليس من ضغوطات تواجههم· كما أن التطورات في الدولة والتطور التقني الحديث دعا كثيرا من الشباب التوجه إلى إكمال دراساتهم العليا ولاشك أن تخصص الموارد البشرية كما نرى قد ساد وطغى على التخصصات الأخرى، لما لها من أهمية في الإدارة الحديثة للمؤسسات· وقال إن سعي الكثير من الشباب للانخراط في دراسة الموارد البشرية أوجد الكثير من القيادات المؤهلة القادرة على الإدارة، كما أنهم نقلوا الخطط الحديثة في الإدارة إلى مؤسساتهم وساهم ذلك في رفع مستوى طاقات وإبداعات موظفيها، ما أوجد دعما حكوميا قويا لتوجيه طاقات الشباب لدراسة طرق القيادة· أيضا لا ننسى نجاحات الحكومة في إبراز طاقات مؤهلة ساهمت في خلق جيل جديد من المؤسسات الحكومية الناجحة كل واحد في إطار تخصصه، وما ذلك إلا نتيجة لدراسات متأنية لحاجة سوق العمل المحلي من هذه الكوادر المؤهلة· تأهيل علمي وعملي يؤيد مبارك المزروعي، مدير إدارة العلاقات العامة في دائرة البلديات والزراعة، بلدية أبوظبي، الاتجاه المطالب بإعداد الأجيال القيادية في الدولة فهم عماد الغد وأمل المستقبل لتولي القيادة وتحمل المسؤولية وهنا تقع مسؤولية الدولة في إعداد هذه الكوادر المواطنة تأهيلا علميا وعمليا لتولي القيادة وفق تسلسل زمني لا يؤثر على أداء المصالح العامة· وأكد أن غالبية حكومات العالم تتجه حاليا للاستعانة بالشباب في المناصب الحكومية المهمة، وقال: يجب لا ننسى دور الخبرة وأهميتها في إدارة شؤون البلاد·· نعم يجب أن يأخذ الشباب فرصتهم في تولي المسؤولية بعد إثبات وجودهم لتولي هذه المسؤولية وألا تكون المسألة إحلال جديد بقديم بغض النظر عن الخبرات التراكمية للسابقين في المناصب القيادية ممن يتمتعون برؤى أكبر وأشمل من واقع ما اكتسبوه من خبرات في حياتهم العملية· لذلك يجب أن يكون هناك توازن في الاختيار وان يكون مبنيا على شروط كثيرة أهمها التأهيل لتولي القيادة· وأضاف المزروعي: مستوى تمثيل الجيل الجديد في القيادات الحكومية مناسب جدا والدليل على ذلك أن الوزارة الحالية تضم عدداً كبيراً من الشباب الذين تولوا المسؤولية بكل كفاءة واقتدار وبدأت ملامح التطوير والإبداع لديهم تظهر في كثير من الأعمال والقرارات التي تصب للمصلحة العامة· وأشار إلى برامج الحكومة التي تهدف إلى إعداد جيل جديد من القيادات الشابة والى إحداث نقلة نوعية في أداء الدوائر والجهات الحكومية من خلال عمليات التقييم الذاتي التي تجريها هذه الدوائر والجهات مقارنة بمعايير التقييم الخاصة بالبرنامج، كما تهدف أيضا إلى تطوير القطاع الحكومي والارتقاء بمستوى الأداء فيه من خلال توفير حافز معنوي وظروف عمل تحفيزية تشجع التعاون البناء وروح المنافسة الايجابية ودعم برامج التنمية والتطوير الحكومية، وتحسين الإنتاجية، وزيادة الكفاءة من خلال نشر مفاهيم التميز والإبداع والجودة، وتعميم أفضل الممارسات الإدارية والمهنية وضمان تطبيق أكثر أساليب العمل كفاءة وتطورا في القطاع الحكومي· وقال: إذا لم يكن هناك تخطيط علمي سليم لإعداد القيادات الشابة إعدادا سليما لتولي مسؤولية القيادة فإن التجربة إن لم يكن مصيرها الفشل فلن تحقق الطموح المطلوب، مطالبا بوضع خطط تطويرية للبرامج الحالية حتى يرتقي مستوى هؤلاء من المسؤولين· وعن مخاطر إسناد المهام الحكومية الحساسة للشباب، قال المزروعي: بالتأكيد هناك الكثير من المخاطر التي تصاحب إسناد المهام الحساسة لمن هم أقل خبرة ودراية بشؤون القيادة، لذلك أؤكد من جديد أهمية التأهيل واكتساب الخبرات الداعمة لاتخاذ القرارات ولا ضرر أن يكون هناك وقوف معنوي وتأهيل من قبل المسؤولين حتى تدار الأمور بدقة متناهية بعيدا عن المجازفة والوقوع في الأخطاء· وقال هزاع محمد سالم، إن كثيرا من حكومات العالم حاليا تستعين بالشباب في المناصب الحكومية المهمة، وقد اثبت هذا التوجه نجاحا والدليل هنا في الإمارات حيث أثبتت القيادات الشابة في جميع القطاعات نجاحها والتزامها بمسؤولياتها· وأضاف: على المستوى الاتحادي نرى أن جيل الوزراء الجدد في التشكيل الوزاري الأخير ينتمون لجيل القيادات الشابة، والشباب لديهم القدرة على الابتكار والتجديد والعمل في ظروف غير اعتيادية والتواصل بشكل جيد مما يخلق بيئة عمل مثالية وبالتالي الحصول على إنتاجية وفاعلية بمستوى عال جدا· وأوضح أن تمثيل الشباب في الوظائف القيادية متفاوت من إمارة إلى أخرى ففي بعض الإمارات نجد أن جيل الشباب ممثل بشكل أكثر من ممتاز، وتجدهم في مراكز قيادية وفي نفس الوقت نرى النجاح الذي يصلون إليه من خلال أداء مؤسساتهم التي يديرونها· ونطمح أن تستفيد إمارات الدولة من تجارب الآخرين· وتابع: الأمر يحتاج إلى ثقة المسؤولين المعنيين في الشباب لتكليفهم بالمهام القيادية، وتبقى مسألة الكفاءة وهي مسألة نسبية تبعا لطبيعة الأشخاص كما أنها مرتبطة بالتعليم وبيئة العمل وبالمسؤولية وبالإعداد الجيد والواعي والمدروس من الحكومة· وقال: لابد أن نقر أن الحكومة أمام التزام أخلاقي بل ومصيري تجاه أبنائها الشباب، فعلى الحكومة أن تستثمر في شبابها·· عليها أن تعدهم أعدادا جيدا لتتمكن من الاعتماد عليهم في المستقبل القريب· التزام ورؤية ويرى علي سالم البادي أن المسألة ليست مسألة برامج إعداد كوادر بقدر ما هي رؤية والتزام من قبل الجهات الحكومية المختلفة ويبدو أن الأمر يحتاج في بعض الأحيان إلى التزام ورؤية صناع القرار· وقال: إذا كان الأمر متعلقاً ببرامج تأهيل الشباب فهي تكفي لكن أين الالتزام باستغلال القدرات الشابة التي تخرجت من هذه البرامج·· هناك أعداد هائلة ممن تخرجوا من الجامعات العريقة وتم إعدادهم عن طريق برامج تعليمية خاصة في القيادة أو الإدارة لكن لأنه لا يوجد التزام فعلي باستغلال هذه القدرات تذهب كل هذه المصاريف التي صرفت على هؤلاء الشباب هدرا، وكأنه استثمار غير مكتمل· وأكد أنه لا توجد مخاطر في إسناد المهام للشباب والتجربة خير برهان ثم إن القرارات ليست فردية في أي مؤسسة سواء كانت حكومية أو خاصة، أما بالنسبة لمعالجة محدودية الخبرة لدى الشباب، فقال: يمكن معالجة ذلك بالتدرج في تكليف الشباب بالمهام الأسهل فالأصعب· وقال: ربما يكون هناك شيء من إعداد الصف الثاني خلف الكواليس لكن المؤشرات لا تدل على شيء من هذا النوع بدليل شغل أشخاص معينين عدة مناصب قيادية على مستوى إمارات الدولة وعلى المستوى الاتحادي· وإذا لم يتوفر الصف الثاني الذي لابد أن يبدأ الآن بتسلم مهام محددة من المسؤوليات القيادية وإلا سنجد أنفسنا بعد عدة سنوات غير قادرين على خلق صف ثان وسنعود للقول إن ليس هناك شباب يمكن أن نعتمد عليهم· من جانبه، يؤكد إبراهيم المرر أن توجه الدولة للاستعانة بالشباب كان ناجحا في بعض المؤسسات رغم عدم وصولها للمستوى المطلوب منها في مؤسسات أخرى· وطالب بأهمية وضع استراتيجيات محددة لإعداد جيل ثان من الشباب في مختلف الجهات الحكومية· التدرج·· سر النجاح وفي دبي، والشارقة استطلع الزملاء محمود الحضري، وماجد الحاج وخولة السويدي، آراء عدد من المسؤولين والخبراء، الذين أكدوا أهمية دور القيادات الشابة، وقالت حنين ابوبكر مسؤولة التدريب في دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي، إن المتاح حالياً أمام الشباب المواطن لتولي مناصب إدارية وقيادية أكثر بكثير مما كان عليه الوضع قبل عشرة سنوات نتيجة إيمان القيادة بقدرات أبناء الوطن على العطاء والتطوير· وتؤكد حنين أن الجيل الجديد من شباب الوطن يمتلك المؤهلات الكفيلة بأن تضع في موقع المسؤولية، واستيعاب الجديد في المفاهيم الإدارية والاقتصادية والقدرة على التطوير، والاقتناع والإقناع بالأفكار الجديدة، مع امتلاكه مقومات العصر الجديد في عالم يعيش عولمة كل شيء بما في ذلك الفكر الإداري الحديث· وأضافت: تولي مهام القيادة مسؤولية وليست رفاهية، فالزمن قد تغير كلياً عن السابق، ففي الماضي كان البعض يبحث عن وظيفة المدير من أجل الراحة، ولتخفيف أعباء العمل لكن الوضع الآن مختلف كلياً حيث يمثل إسناد مهام قيادية وسطى أو عليا لشخص ما عبئا كبيرا ومسؤولية ثقيلة، ولابد أن يعي الشخص ذلك جيداً· وأشارت إلى تجربتها الشخصية موضحة أن التدرج في العمل الوظيفي والبداية من أول السلم الوظيفي باب النجاح في المهام القيادية، ففشل الكثير من المدراء سببه أنهم تولوا مناصبهم من دون سابق خبرة متدرجة، بينما النجاح حتماً هو لمن دخل معترك العمل الوظيفي من أول الباب وليس من الشباك· ونوهت حنين ابوبكر إلى أن تجربتها في دائرة السياحة بدبي تؤكد أن انخراط الشباب المواطن في العمل والوظيفة بمستوياتها المختلفة يسهم في اكتساب الخبرات والمهارات والتفاعل مع متطلبات العمل ليصبح الشخص مؤهلاً للقيادة، مشيرة إلى أهمية التدريب المستمر، وإيجاد الفرص الكفيلة للاحتكاك بتجارب الآخرين لاكتساب المهارات منهم· وذكرت أن تشجيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للشباب وإطلاق سموه العديد من المبادرات التشجيعية من أهم الحوافز التي دفعت بجيل جديد من القيادات الشابة في مناصب القيادة الوسطى والعليا·· والعديد من أبناء جيلي على رأس العديد من المؤسسات في دبي حالياً· وقالت إننا بحاجة لمبادرات في كل إمارة وعلى مستوى الدولة وفي كل مؤسسة للأخذ بيد جيل متحمس ويمتلك امكانات وقدرات هائلة، فالمبادرات التشجيعية أحد أهم العوامل التي تستكشف الأجيال الجديدة لكن هذا يحتاج أيضا إلى متابعة هذه الأجيال للارتقاء بها بشكل دائم· وأضافت حنين أن التوسع في القيادات الشابة على رأس المؤسسات الحكومية مسؤولية مشتركة بين الدوائر والمؤسسات الحكومية نفسها والشباب أنفسهم، فلن يتم ذلك من طرف واحد، أو كما يقولون (اليد الواحدة لا تصفق) فلابد من التكامل بين الطرفين، واعتقد أنه موجود حالياً بنسب مختلفة لكننا نريد المزيد· دور القطاع الخاص يرى عبد الله بالعبيدة أن صورة القيادات الشابة في المناصب الإدارية في العام 2006 والسنوات القليلة الماضية مختلفة كلياً عن الوضع خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ولاشك أن هذه الصورة الجديدة هي انعكاس لاهتمام غير مسبوق بالأجيال الجديدة من شباب الوطن· وأضاف أن العقد الأخير وتحديداً السنوات الخمس الأخيرة من التسعينيات والسنوات الخمس الأولى من هذه الألفية شهدت تخريج دفعات عديدة من الشباب المواطنين الذين يمتلكون قدرات تعليمية وتدريبية علاوة على امتلاكهم الكفاءة، والحماس لإدارة العمل الإداري في مؤسسات الدولة، وحركة الاقتصاد الوطني· وقال بالعبيدة: كان من المهم والضروري وجود ما نسميه ''ربان سفينة القيادة'' للأخذ بيد هؤلاء للاستفادة منهم وتوظيفهم بما يعود على الوطن بالنماء والتطور، والاعتماد عليهم في حركة التطور والتقدم التي تنظر إليها الدولة على المدى المتوسط والبعيد· وأوضح أن الأفكار تلاقت فيما بينها سواء رؤية القيادة بالإيمان بأن بناء الوطن يجب أن يتم على أيادي أبنائه، ومن المهم فتح الأبواب أمامهم، أو أفكار الشباب أنفسهم بالرغبة في الانخراط بالأعمال الإدارية والتنفيذية من بداية الطريق حتى نهايته· وقال بالعبيدة: حدث نوع من التجانس والتكامل بين أفكار الطرفين، ونتج عنها ما نستطيع أن نصفه بنقلة جديدة في فكر الشباب للعمل في المؤسسات والدوائر والوزارات الحكومية، بعد سنوات شهدت ابتعاداً عن الوظيفة والتوجه نحو العمل الخاص، وكانت النتيجة ما نراه حالياً من جيل جديد يرتدي الزي الوطني الحقيقي في مؤسسات الدولة· ولفت عبدالله بالعبيدة إلى وجود عدد كبير من الموظفين والمديرين الشباب أصبح شيئاً ملفتاً للنظر في مؤسسات عديدة مثل اتصالات وبعض المصارف الوطنية وإدارات الجوازات، والدوائر، وهذا في حد ذاته لعب دوراً في خلق حوار مع المستثمرين المواطنين ولغة تواصل تصب في النهاية في مصلحة مشتركة هي مصلحة الوطن، لأن كلا الطرفين لديهم رغبة أكبر من غيرهم من غير أبناء الوطن - مع كل الاحترام لهم - لبناء وطن أكثر تقدماً· وقال بالعبيدة: تبقى قضية مهمة جداً فما نراه من حركة تغيير نحو إعطاء الشباب دوراً في تأهيل جيل ثان وثالث وأجيال جديدة في إدارة دفة المؤسسات والدوائر والاقتصاد الوطني، وأن نرى هذا في مختلف المؤسسات، ويختفي المدير ''المستورد'' الذي لا يستوعب ثقافة وطبيعة مجتمعنا الإماراتي· وأضاف: طموحنا أن نصل بهذه السياسة إلى القطاع الخاص، الذي يستحوذ على النصيب الأكبر من الهيكل الوظيفي الإداري في الدولة، فمازالت الهوة واسعة بين الكادر الإداري المواطن الذي يدير القطاع الحكومي، ونظيره في المؤسسات والشركات الخاصة· وتابع: ربما يحتاج الأمر إلى وقت لكن من المهم أن تكون هناك حوافز وبرامج تشجيعية لتعزيز هذا المفهوم في قطاعنا الخاص· العلم والتكنولوجيا وأكدت منى الجزيري أهمية اتجاه حكومات العالم للاستعانة بالشباب، وذلك لمقدرة الجيل الجديد على مسايرة العلم والتكنولوجيا وهي الإمكانيات المطلوبة لإنجاح أي مؤسسة· وقالت: نحن في عالم متغير ومتجدد بشكل سريع جداً الأمر الذي يدعونا إلى تغير الدماء دائماً والتجديد من أجل مواكبة العلوم والمفاهيم التي بدأت تتغير بشكل مطرد· وطالبت الجزيري بزيادة التغير في الإمارات قائلة إن ''التغير الذي حدث إلى الآن مناسبا لكننا مازلنا لم نصل لمستوى الطموح المطلوب وإن كان الاختيار الأخير في تشكيل الحكومة أو اختيار قيادات شابة للمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية يبشر بالخير''· وحول البرامج لإعداد صف ثان من القيادات، أوضحت الجزيري انه لا توجد برامج لإعداد صف ثان من القيادات في الدولة ولم يعلن عنها ولا يعرف من هم المستفيدون منها ولا كيفية اختيارهم، ولا المعايير التي تحدد الفئة المستهدفة من البرامج· وانتقدت الجزيري عدم وجود برامج لإعداد قيادات في الدولة، وقالت: لم نعلم إلى الآن بوجود مثل هذه البرامج وهل عممت هذه البرامج إن كانت موجودة أصلاً على جميع فئات المجتمع، وأين وزارة تطوير القطاع الحكومي من هذه البرامج؟ أشارت الجزيري إلى أن المخاطر متوقعة من القيادات الشابة، فكل أمر يحتمل النجاح والفشل لكن بالدعم والمساندة من القيادات والخبرات في مجال العمل يمكن التغلب على الفشل إن وجد، مشيرة إلى أن الدورات والتأهيل تبقى من الأمور المطلوبة لإعداد الجيل المناسب من القيادات، كما أن الضوابط والمحاسبة أمر لابد منه لتقيم العمل وإصلاحه، مؤكدة أن الاستراتيجيات التي تتبعها الدولة في إعداد صف ثان من القيادات لم تصل إلى الطموح ولابد من إعادة النظر في قضية تأهيل الصف الثاني من القيادات والتأكيد على ضرورة الاستفادة من الصف الأول آخذين في الاعتبار مقولة ''لو دامت لغيرك ما وصلت إليك''· تمازج الخبرات أكدت الدكتورة آمنة خليفة أنها مع توجه الحكومة فيما يخص الاستعانة بجيل الشباب من القياديين لكن لابد من الاستعانة بالخبرة والقيادات السابقة لاكتساب المهارة المطلوبة فالخبرة هي تراكمات لسنوات العمل، مشيرة إلى أن تمثيل الجيل الجديد في المؤسسات الحكومية متفاوت من مؤسسة إلى أخرى ويعتمد بالدرجة الأولى على اختيار القيادي الشاب المناسب في المكان المناسب· وأوضحت الدكتورة آمنة أن البرامج التي تتبعها الحكومة مازالت تفتقد الشمولية والطرح وتنمية القدرات من جميع الجوانب فالقادة الشباب بحاجة إلى تنمية مجموعة من الجوانب منها التخصصية والاجتماعية والثقافية· وحول المخاطرة في حالة إسناد الوظيفة القيادية إلى الشباب أكدت أن المخاطر ليست كبيرة لكن لابد من تأهيل القيادات للتقليل من هذه المخاطر فالتأهيل يصقل مهارات القيادي الشاب، معتبرة أن كافة المناصب على اختلافها هامة وحساسة· وحول الاستراتيجيات التي تقوم بها الحكومة لإعداد الشباب القيادي أوضحت الدكتورة آمنة خليفة أن المؤسسات الحكومية تقوم بمجهودات ذاتية لتأهيل وتدريب موظفيها ويختلف حجم هذا المجهود من مؤسسة إلى مؤسسة· وشددت على أهمية اختيار القادة أو من يتوقع منهم أن يصبحوا قادة في المستقبل لتبنيهم وإعدادهم بشكل جيد، وقالت: هذا الأمر ملقى على عاتق وزارة تطوير القطاع الحكومي التي نأمل منها أن تضع استراتيجية واضحة ومدروسة على مستوى الوزارات والمؤسسات وأن تقوم بصياغة برامج لإعداد قادة المستقبل لدولة الإمارات· أمر طبيعي قال سعيد عبدالله إن تولي الشباب المناصب القيادية أمر طبيعي لكن لا بد أن يكون ذلك بعد تأهيلهم وتدريبهم ليكونوا على قدر المسؤوليات التي توكل إليهم في المناصب المهمة، التي يتولونها· وأضاف: للدولة دور رئيسي في تأهيل الشباب في شتى المجالات مثل الجهود المبذولة في مجال تأهيل الشباب في القطاع المصرفي والمالي، ولكل مؤسسة دور في الارتقاء بمستوى موظفيها حتى تجعلهم يقدمون أفضل إنتاج في مجال عملهم· وأضاف: معظم القيادات بدأت العمل في مناصب مهمة وحساسة في وقت مبكر وأثبتوا جدارتهم في الارتقاء بالدولة ومواصلة عملية التنمية والتطوير في مختلف المجالات وذلك يؤكد على أن لكل شخص ما يمكن أن يقدم في مجال ما ويجب أن نستفيد بكل ما لدى الجيل الجديد من قدرات لخدمة الوطن· من جانبه قال عبدالعزيز باقر إن دور الحكومة في إعداد جيل جديد من القيادات أثبت نجاحه في إمارة دبي إذ أن أغلب المؤسسات المهمة في القطاع الحكومي والخاص يديرها شباب حققوا نجاحات في مؤسساتهم التي ترتقي يوما بعد يوم بما يقدمه هؤلاء الشباب الذين يتمتعون بالخبرة والتعليم العالي· وأضاف باقر: ليس هناك خوف من تولي الشباب المناصب الحكومية لأن ذلك لن يكون إلا عن جدارة واستحقاق بعد أن يثبتوا بأنهم يستطيعون أن يتحملوا المسؤولية وهكذا نكون وضعنا الشخص المناسب في المكان المناسب· ويرى عبيد الشامسي أن دور الحكومة في تأهيل الشباب للمناصب القيادية ضعيف جداً، وقال: لم ألاحظ أي تطوير لجيل جديد من القيادات وإن كان هناك أشخاص تمكنوا من تحقيق نجاحات فهم وصلوا إلى ذلك بمجهود شخصي، مقترحاً أن توفر الحكومة جهات متخصصة لتدريب الشباب في مختلف المجالات أي أن تكون كل جهة متخصصة بقطاع معين كما هو الحال في تدريب الشباب للعمل في القطاع المصرفي· وقال إن الدولة قطعت شوطاً كبيراً في مجال تولي المواطنين مناصب قيادية في القطاع المصرفي حتى وصلت نسبة توطين مدراء الفروع إلى 100 بالمئة كما أن نسب التوطين في المناصب الأخرى في زيادة مستمرة· ويضيف الشامسي: يجب أن تركز الحكومة على توفير جهات متخصصة لتدريب القطاعات المستهدفة من قبل الحكومة· عصب الحياة واستطلع الزميل عبدالله الحريثي آراء عدد من الشباب والقيادات في الفجيرة والمنطقة الشرقية، الذين أكدوا أن الدولة وضعت خططا واستراتيجيات لتدريب وتأهيل دماء جديدة من الأجيال الصاعدة لإدارة دفة المؤسسات والدوائر الحكومية· وقالت عائشة أحمد محمد اليماحي، نائبة رئيس مجلس التعليم بالفجيرة: بالتأكيد أتفق مع التوجه لإعداد الصف الثاني من القيادات والاستعانة بهم في المناصب الحكومية المهمة لأن الشباب عصب الحياة بما لديهم من روح الابداع والعزيمة والطموح البناء في ظل دولة تنمي قدرات الفرد وتصقل مواهبه، وترتقي به إلى أسمى الدرجات مستفيدة من الخبرات والكفاءات الثمينة للجيل السابق· وتضيف: نحمد الله أن شبابنا يرتقي إلى مستوى طموحات القيادات الحكومية وإلى مستوى طموحاتنا كمواطنين، فالمرء يرى تلك الكوادر الشابة المؤهلة تشغل كل ميدان من ميادين القيادة وتقدم برهاناً حياً على التميز والتفوق في ربوع دولتنا· وقالت: لا أعتقد أن ثمة مخاطر من إسناد المهام الحكومية الحساسة إلى الشباب طالما أنهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه بعد أن حازوا على شهادة ثقة وتأهيل أولتها لهم قيادتنا الرشيدة ولاشك أن معالجة مشكلة محدودية الخبرة قد حلت سلفاً من خلال التأهيل والتدريب المسبقين· وأكدت أن الحكومة وضعت خططا استراتيجية لإعداد الصف الثاني من القيادات والدليل أن هذا التفوق والتميز الذي يشهده الشباب في ميادين القيادة لم يأت عبثا بل نتيجة حتمية للجهود الحثيثة التي قامت بها المؤسسات الحكومية وفق برامج واستراتيجيات وضعتها مسبقاً· وتضيف: أثبتت هذه البرامج أهميتها وجدارتها وأهم ما يميزها أنها قائمة على التخطيط البعيد واستشراف المستقبل وتستفيد من الخبرات السابقة والكفاءات الثمينة· وأكدت المهندسة حليمة علي من مكتب وزارة الأشغال العامة بالفجيرة، أن هناك توجها لدى الكثير من حكومات العالم حالياً للاستعانة بالشباب في المناصب المهمة لأن الشباب لديهم كل ما هو جديد ويواكب التقدم العلمي كما أنه مطلع على النظريات والتقنيات الحديثة· وأشارت إلى أن دولة الإمارات أعطت الشباب فرصا كبيرة واعتقد أن ما أتيح للأجيال الشابة من قيادة بعض المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة مناسب وبشكل كبير· وقالت: اعتقد أن البرامج الحالية لإعداد صف ثان من القيادات جيدة لإعداد أولئك الشباب لتولى المهام الحكومية وهي تسعى لرفع أداء الموظف وتأسيس الفرد على كيفية قيادات فريق العمل والدخول في ورش عمل· من جانبها، قالت المهندسة هدى كرم إن تمثيل الجيل الجديد من الشباب بإدارة الدوائر الحكومية في الدولة متفاوت من مؤسسة إلى أخرى ويعتمد على فكر القيادة الإدارية العليا بهذه المؤسسة أو الوزارة، فإذا كان هرم المؤسسة مؤمنا بإدخال العناصر الشابة سيتحقق المراد أما إذا كان المسؤول لا يؤمن بإتاحة الفرص لدماء جديدة للمشاركة في إدارة دفة المؤسسات فلن يتحقق· ولذلك تجد أن الجيل القديم ما يزال يهيمن على بعض المؤسسات· وتضيف: نحن لا نشكك بهم ولكن لماذا لا تدخل دماء جديدة من الشباب وهؤلاء يستعان بهم بخبراتهم الطويلة ليقدموها لأبناء الوطن الصاعد· وقالت إن ترقية الشباب لقيادة بعض الدوائر سيشجع المزيد من الأجيال الصاعدة للعطاء لكن يجب وضع بعض الضوابط مع تأهيل هؤلاء الشباب عن طريق الدورات التدريبية· وقال أسامة الأحمد إن تسلم الشباب دفة القيادة في المؤسسات به مخاطر ولتجاوز هذه الخطورة يجب أن يتم الحاقهم بدورات وتدريبهم على فن القيادة والتعامل مع الجمهور والموظفين وطرق وضع الخطط القصيرة والطويلة المدى·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©