أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس التزامه بتحقيق السلام بين الفلسطينيين، والإسرائيليين من خلال المفاوضات المباشرة، كما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزامه بذلك وعرض تقديم ضمانات أميركية لإسرائيل مقابل تجميد توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة لمدة شهرين. وأكدت القيادة الفلسطينية أنه لا قبول بالاستيطان، محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية فشل المفاوضات في حال استمراره.
وقال نتنياهو للصحفيين لدى لقائه مبعوث أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في قيسارية شمالي فلسطين المحتلة "نحن ملتزمون وأنا ملتزم بمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام يضمن أمن إسرائيل ومصالحها الوطنية الحيوية الأخرى". وأضاف "هذا هو هدفي وهذه هي سياستنا وأنا أتطلع إلى مواصلة ذلك، لأن لدينا مهمة تاريخية لمواصلة هذه المحادثات الجيدة مع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) من أجل التوصل إلى سلام تاريخي".
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو قال، خلال محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، "أعتقد بصدق أنه بوسعنا التوصل إلى اتفاق في غضون عام واحد وتغيير تاريخ الشرق الشرق".
وأكد ميتشل، الذي سيلتقي عباس في رام الله اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق السلام بين العرب والإسرائيليين. وأوضح أن أوباما وهيلاري كلينتون طلبا منه ان ينقل للإسرائيليين والفلسطينيين رسالة يؤكدان لهم فيها التزامهما بتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط. وقال "نحن لم نتراجع، بل على العكس من ذلك أكثر تصميما من أي وقت مضى على المضي قدما لتحقيق الهدف المشترك وهو جعل منطقة الشرق الأوسط تعيش في سلام مع تحقيق الأمن والازدهار لشعب إسرائيل والفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة". وأضاف "سنواصل جهودنا في هذا الصدد من دون أن تردعنا أو تثبط عزيمتنا الصعوبات أو التعقيدات أو العقبات التي سنواجهها على الطريق. كنا ندرك ان هذا سيكون طريقا به عثرات كثيرة. وهناك بالفعل عثرات كثيرة وهو أمر قائم حتى يومنا هذا".
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن أوباما أرسل إلى نتنياهو رسالة تتضمن التزاماً بتقديم الولايات المتحدة ضمانات وبوادر حسن نية "نادرة" لإسرائيل إذا وافق نتنياهو على تجميد البناء في المستوطنات لمدة ستين يوما. وأوضحت أن من بين ذلك تزويد إسرائيل بوسائل قتالية حديثة وتعهدات أمنية أخرى وإحباط أي محاولة عربية لطرح قضية الدولة الفلسطينية على مجلس الأمن الدولي قريباً ومنع الفلسطينيين من إعادة طرح قضية المستوطنات بشكل منفصل عن المفاوضات المباشرة بحيث سيحسم مصير المستوطنات في إطار التسوية الدائمة. وقالت الصحيفة إنه إذا أصر نتنياهو على توسيع الاستيطان فقد تعلن الإدارة الأميركية اعترافها بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات ما سيلبي أحد أهم مطالب الجانب الفلسطيني.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان أصدره في رام الله "لا توجد حلول وسط في ما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية المخالفة للقانون الدولي". وأضاف أن "قرار الحكومة الإسرائيلية باستمرار الاستيطان يعني بالضرورة قرارا إسرائيليا بوقف المفاوضات، فالسلام والاستيطان متوازيان لا يلتقيان".
وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لاذاعة فلسطين "إن ميتشل سيسمع منا الموقف نفسه الذي سمعه في نيويورك بانه لا سبيل لتقدم العملية السياسية ما دامت اسرائيل تصر على الجمع بين المفاوضات والاستيطان وان اسرائيل تتحمل وحدها مسؤولية انهيار هذه العملية".
السلطة الفلسطينية تطلق حملة لمناصرة الأسرى
رام الله (د ب أ) - أعلن وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع أمس إطلاق حملة شعبية لمناصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي من خلال كتابة رسائل دعم لهم. وقال قراقع في بيان أصدره في رام الله "إن الحملة تأتي في سياق مناصرة ودعم الأسرى لخلق أكبر تفاعل شعبي وجماهيري معهم من خلال مراسلتهم والتأكيد على حريتهم ووضعهم على رأس الأولويات الفلسطينية".
وأوضح أن الحملة بسم "أكتب رسالة للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال" وستنطلق غداً الجمعة أول شهر أكتوبر المقبل وتستمر حتى منتصف شهر نوفمبر على أن يتم إرسال الرسائل يوم 29 نوفمبر المصادف يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني. وتوقع قراقع إرسال آلاف الرسائل للأسرى من مختلف شرائح الشعب الفلسطيني تعبيراً عن "موقف وطني سياسي وإنساني". وشدد على أن الموقف الشعبي الفلسطيني يقوم على أن السلام العادل والحقيقي لن يتحقق دون إطلاق سراح جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية.
عدد اليوم
