مجلس حقوق الإنسان الدولي يدين «مجزرة الحرية»

أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس هجوم القوات البحرية الاسرائيلية على "أسطول الحرية" الإنساني الدولي في البحر الأبيض المتوسط، أثناء إبحاره إلى غزة يوم 31 مايو الماضي، حيث وافق على تقرير محققيه في ملابسات الهجوم الذي أكد وجود أدلة كافية لملاحقة إسرائيل قضائياً بسبب مقتل 9 ناشطين أتراك برصاص جنود إسرائيليين على متن السفينة التركية "ماف مرمرة" المشاركة في الأسطول. ووافق المجلس على قرار بتبني تقرير لجنة التحقيق المؤلفة من 3 خبراء تابعين للمجلس قدمته باكستان باسم منظمة المؤتمر الإسلامي، بأغلبية 30 دولة مقابل اعتراض الولايات المتحدة" وامتناع 15 دولة عن التصويت، وقالت المنظمة في مشروع القرار "نأسف بعمق لعدم تعاون اسرائيل مع التحقيق، ونطلب من مجلس حقوق الإنسان أن يوافق على خلاصات التقرير ويوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة بأخذ التقرير في الاعتبار". وقد خلص خبراء المجلس في تقريرهم إلى أن هناك أدلة تدعم امكانية ملاحقة إسرائيل لارتكابها جريمة متعمدة وتعذيباً أو سوء معاملة إنسانية، وتسبيبها عمداً لآلام كبيرة أو جروح خطيرة. وأكد عضو لجنة التحقيق المحامي البريطاني البارز سير ديزموند دي سيلفا أن "مجزرة أسطول الحرية" قد تصبح قضية لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، موضحاً أن السفينة "مافي مرمرة" كانت ترفع علم جزر القمر إحدى الدول المؤسسة للمحكمة. ورفض، كزميليه، التصريحات الأميركية والإسرائيلية بأن اللجنة متحيزة ضد إسرائيل، وقال خلال مؤتمر صحفي في جنيف "اعتقد أننا قمنا بعمل نزيه في وقت معقول وتوصلنا إلى قرارات يطمئن إليها ضميري. ذهبنا إلى حيث قادتنا الأدلة". وقال رئيس اللجنة القاضي الترينيدادي كارل هدسون-فيليبس إن لأي دولة الحق في إجراء تحقيق مستقل في الاتهامات الخطيرة قبل إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية استنادا إلى مبدأ "التكامل" بشرط أن يكون التحقيق حقيقياً وليس صورياً، وأضاف أن السلطات الإسرائيلية صادرت أدلة مصورة التقطها صحفيون وركاب آخرون على السفينة في محاولة على ما يبدو لحجب المعلومات، كما أن المسؤولين الإسرائيليين منعوا الجنود المشاركين في الهجوم من تقديم أدلة للجنة التحقيق الإسرائيلية. في غضون ذلك، توقفت قافلة برية تضم سيارات اسعاف وشاحنات محملة بالمساعدات إلى غزة في اسطنبول لإحياء ذكرى النشطاء الأتراك التسعة، وقال رئيس جمعية "تحيا فلسطين" المنظمة للقافلة النائب البريطاني السابق جورج جالواي خلال مؤتمر صحفي "احيي شعب هذا البلد العظيم (تركيا) واخص بالتحية عائلات ضحايا 31 مايو خلال مجزرة في عرض البحر ارتكبتها دولة اسرائيل الإرهابية"، واضاف "لقد شنت اسرائيل هذا الهجوم لارهاب العالم واخافة الناس لكي يتركوا غزة تواجه مصيرها، ولكننا لن نترك شعب غزة يواجه مصيره وحده".