الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أفريقيا في قبضة العرب

25 أكتوبر 2017 20:56
شاءت البرمجة المضغوطة للأدوار النهائية لدوري أبطال أفريقيا، أن نمر سريعاً على القمم الكروية الشاهقة، الواحدة تلو الأخرى، من دون أن نتنفس ومن دون أن نجلس ولو للحظات نرتب متع وعجائب الأسفار، لنودع في الذاكرة ما كان منها جميلاً، فلم نكن قد غادرنا بعد الدور نصف النهائي بما أفرزه من دهشة، حتى تراءى في الأفق النهائي المثير والجنوني بين الكبيرين والشقيقين الوداد البيضاوي والأهلي المصري، فلا بياض بين النصوص الكروية، ولا مساحة زمن ترتب فيها الأفكار وتشحن البطاريات ويتزود الخيال، بما يساعد على الخلق والإبداع. قال حسام البدري مدرب الأهلي في حمأة الفرح الهستيري بالحصة المجنونة، التي انتهى بها إياب الدور نصف النهائي أمام النجم الساحلي: قدرنا أن نغلق من اللحظة صفحة هذه المباراة الهلامية ونبدأ التحضير للنزال النهائي الرهيب، وهي نفس الجملة التي صدرت مرتعشة من حسين عموتة مدرب الوداد، الذي لم يكد الفوز على اتحاد العاصمة الجزائري بالثلاثية يصرف عنه بعض الضغط، حتى كان اللقاء النهائي يقوده لجبل من الرهبة، فمن أين للرجلين بكل ما يخصب الخيال وبكل ما يهب القدرة على تزويد محركات العقل بوقود الإبداع؟ الجميل في كل هذا أننا سنشاهد نهائياً عربياً خالصاً، والأجمل منه أن النهائي سيؤثث فضاءاته ناديان على نفس الدرجة من الأسطورية ومن العبق التاريخي، وأجمل من ذلك كله أن من سيحجز لنفسه مقعداً بكأس العالم للأندية في نسختها القادمة بأبوظبي، فريق عربي ستعلق عليه الآمال ليعيد على الأقل، ما أنجزه قبل 4 سنوات نادي الرجاء المغربي، بحلوله وصيفاً للبطل. بالطبع لن تكون لمواجهة النهائي علاقة بما أنتجه اصطدام الناديين معاً في دور المجموعات، ولو أنهما تبادلا آنذاك الفوز وبذات الحصة، فالسياقات والحوافز مختلفة، وما كان هامشاً وقتها للخطأ تقلص اليوم، فكل فريق يدرك جيداً أنه يقف على بعد خطوة لا أقل ولا أكثر من تاج أفريقيا، ومن البطاقة المونديالية التي تعيد فتح أبواب العالمية، وإذا كانت التركيبة البشرية للوداد وللأهلي قد اختلفت نسبياً، بمجيء لاعبين جدد وبرحيل آخرين، فإن ما يبدو ثابتاً اليوم أن الربانين الفنيين عموتة والبدري، يملكان ذات الرؤية لبناء منظومة اللعب التي تساعد على بلوغ الهدف. من النهائي العربي الخالص سيصعد فريق واحد لمنصة التتويج، ليرتقي إلى المكانة التي تمنحه تاج القارة وتقوده لمونديال الأندية، وأنا على يقين أن الفريق الذي سيحظى بهذا الشرف، لا بد أن ينتصر على ذاته، ويروض منافسه ويبرع في السيطرة على الجزئيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©