الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رصيد مكالمات الموبايل ·· نقود أفريقيا الجديدة!

23 يونيو 2006 01:06
داكار-(رويترز): ليس من المستغرب أن يطلب شرطي مرور في افريقيا رشوة لكن هذه الأيام تستطيع أن تدفع له فورا بواسطة رصيد المكالمات الذي تملكه بهاتفك النقال ''الموبايل''، فقد أصبح رصيد مكالمات النقال سلعة ثمينة في افريقيا المهووسة بالهاتف المحمول حتى صار يستخدم مثل النقود تقريبا· وفي قارة تعد فيها البنية التحتية للخطوط الثابتة باهظة الثمن ولا يعتمد عليها، يزداد الطلب على الهواتف النقالة الى حد أن بعض المتمردين يدرجون رصيد المكالمات الهاتفية على قائمة مطالبهم التي يرسلونها لمفاوضين وتقبل متاجر صغيرة تحويل أرصدة مكالمات لسداد ثمن سجائر أو رغيف خبز· وحين أوقف شرطي فيم فانيلبوت، رئيس ثاني أكبر شركة للهاتف النقال في السنغال (سنتل) على جانب أحد الطرق في العاصمة داكار، سأله الشرطي عن مهنته ثم طلب منه فورا الحصول على رصيد من المكالمات الهاتفية المجانية· وقال فانيلبوت في مؤتمر عن الهاتف النقال في داكار هذا الأسبوع: ''رصيد المكالمات أصبح يستخدم كبديل للنقود بل ربما تختفي الرشى النقدية أمام أرصدة المكالمات قريبا''· وفي دول لا تملك فيها الا قلة ثرية حسابات في البنوك ويعيش كثير من الناس على أقل القليل فإن رصيد المكالمات يمثل وسيلة سريعة وآمنة وسهلة لتحويل مبالغ صغيرة من المال· وظهرت هذه الصيحة بسبب خدمة جديدة تسمح بتحويل الرصيد الكترونيا بين الهواتف بضغطة إصبع توصف بأنها واحدة من اكبر محفزات النمو منذ بدء تطبيق نظام البطاقات المدفوعة مسبقا· ومع بلوغ استخدام الهاتف النقال بين الطبقات الوسطى في افريقيا درجة التشبع تبحث الشركات عن ''سبل ماكرة'' لحمل الناس الأكثر فقرا على إنفاق المزيد من المال على اتصالات الهاتف النقال· ويسمح تحويل الرصيد أو إعادة الشحن الالكتروني للأشخاص الاكثر ثراء في المدن بإرسال أرصدة من المكالمات لأفراد أسرهم الأكثر فقرا في الريف ما يشجع المشتركين الذين لا يملكون إلا قوت يومهم على استخدام هواتفهم اكثر· وكانت شركة اورانج التابعة لشركة فرانس تيليكوم قد أطلقت نظاما لإعادة الشحن الالكتروني في ساحل العاج التي تمزقها الحرب في ديسمبر وبدأ يؤتي ثماره بالفعل لتنضم الى مجموعة كبيرة من الشركات الأخرى التي توفر نفس الخدمة في شتى أنحاء القارة· وقال بيتر ارينا، المسؤول التنفيذي بشركة سافاريكوم، اكبر شركة لخدمات الهاتف النقال في كينيا في مقابلة مؤخرا ''في افريقيا مفهوم التكافل مع من هم أقل حظا خاصة الاسرة الممتدة في المناطق الريفية مهم للغاية لذا فإن تحويل رصيد المكالمات له معنى كبير''· وطرحت شركات أخرى تسعى لاستقطاب العملاء الافقر بطاقات شحن بفئات صغيرة جدا حتى يمكن للمستخدمين شراء رصيد يكفي لإجراء تلك المكالمة الضرورية الوحيدة، التي ربما كانت هي كل ما يستطيعون تحمل تكلفته·وتبيع سنتل السنغالية المملوكة لشركة ميليكوم بطاقة قيمتها 100 فرنك افريقي (0,193 دولار) تكفي لإجراء مكالمة أو مكالمتين، أي بسعر شراء سيجارتين أو أقل من ثمن تذكرة حافلة· وقال فانيلبوت ''سلوك الاستهلاك الفوري هو الذي ينجح جيدا في افريقيا·· إنه كاستخدام الهاتف الذي يعمل بالعملات المعدنية او شرب زجاجة من المياه الغازية· ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©