محسن البوشي (العين)
ناقش المجلس الرمضاني لجامعة الإمارات، الذي نظمته بملتقى أعضاء هيئة التدريس، دورها في دعم وتفعيل المبادرات والمشاريع الوطنية خاصة مبادرة قانون الخدمة الوطنية ومبادرة إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، التي جاءت لتضع الدولة أمام تحد جديد يرسخ مكانتها إقليميا وعالميا.
واعتبر الدكتور راشد على النعيمي مدير الجامعة أن إطلاق وكالة الإمارات للفضاء تتويجا لمقترح رفعته الجامعة بهذا الصدد مؤخرا إلى الجهات المعنية ولاقى قبولا واستحسانا، لافتا إلى أن هذه المبادرة التاريخية الجديدة للدولة تأتي تتويجا لمبادرة الطاقة النووية السلمية، التي حققت نجاحا كبيرا حتى الآن.
وأوضح في هذا الصدد أن الجامعة باشرت منذ عام تقريبا تأسيس المركز لاستثمار وتوظيف الإمكانيات العلمية والخبرات البحثية المتميزة في الجامعة وقد تم تقييم المشروع من قبل جهات خارجية ومناقشته مع الهيئات والمؤسسات المعنية في الدولة مثل الثريا، ياسات، ومعهد الإمارات للتقنيات المتقدمة في دبي (أيأست).
وأشار مدير الجامعة إلى أنها ستستكمل خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي المقبل الجوانب القانونية المتعلقة بالمركز، الذي يعد ركيزة أساسية لأعداد الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال الحيوي، لافتا إلى أن إطلاق وكالة الإمارات للفضاء يأتي تتويجا لمبادرات الدولة الأخرى ومنها مشروع الطاقة النووية السلمية.
كفاءة خريجي الطب
وأشاد الدكتور على راشد النعيمي بالكفاءة والروح العالية، التي يتسم بها الأطباء المواطنون من خريجي كلية الطب بجامعة الإمارات وحسهم الوطني والقومي العالي، الذي عبروا عنه بصدق من خلال مشاركتهم وإشرافهم على المستشفى الميداني الذي أقامته الدولة في غزة تزامنا مع العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء الشعب الفلسطيني هناك، وقبل ذلك اشرافهم وادارتهم للمستشفى الميداني الإماراتي في الأردن لعلاج النازحين السوريين.
أدار المجلس الرمضاني الدكتور احمد مراد وكيل كلية العلوم بالجامعة الذي أكد أهمية دور الجامعة بمكوناتها المختلفة في تحفيز الشباب نحو أداء الخدمة المدنية وفي دعم مشروع وكالة الإمارات للفضاء من خلال البرامج والمراكز البحثية فيها، وطالب الدكتور قيس التميمي من قسم الاتصال الجماهيري بإطلاق تخصص أكاديمي بمجال علوم الفضاء في جامعة الإمارات لتعزيز جهود الانفتاح على العالم الخارجي، وتطرق الدكتور محمد حسن قاسمي عميد كلية القانون الى قانون الخدمة المدنية، مؤكدا أنه جاء في حينه لترسيخ روح الوطنية في نفوس الشباب في ظل تزايد الاخطار والتهديدات الإقليمية والعالمية، لافتا الى ان القانون راعى عدم تأثير فترة الخدمة على استحقاقات شباب الوطن في العمل والدراسة مشددا على دور الجامعة في ترسيخ الفكرة.
30 % من المواطنين مصابون بالبدانة
وتحدث الدكتور محمد الحوقاني مساعد العميد للشؤون العلمية بكلية الطب والعلوم الصحية مستعرضا الإيجابيات الأخرى العديدة التي تنطوي على قانون الخدمة الخدمة الوطنية والتي تتجاوز حدود تنمية روح الانتماء والولاء وإشعال روح الوطنية في نفوسهم الى رفع لياقتهم البدنية والصحية وهو أمر غاية في الأهمية بالقياس بارتفاع نسبة البدانة بين فئة الشباب من المواطنين إلى نحو 30 % إضافة الى دور الحياة العسكرية، التي تتسم بالانضباط الشديد والالتزام في تعويد الشباب على الخشونة ويبعدهم عن حياة الدعة.
ودعا الدكتور سيف المحروقي وكيل كلية العلوم الإنسانية إلى فتح المجال امام المواطنين الذين تجاوزت أعمارهم 30 سنة لأداء الخدمة البديلة وإلى دعم الجانب النفسي والمعنوي لدى الشباب المشمولين بالخدمة الذين يجب أن يدركوا أن الخدمة الوطنية لا تختزل في الزي العسكري بل تأتي ترجمة حقيقية لمشاعر الولاء والانتماء للوطن.
وقال الدكتور خالد البلوشي من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم إن احتكاك شباب الوطن من مختلف الإمارات وتفاعلهم مع بعضهم البعض داخل المعسكرات أمر مهم له دلالات إيجابية كثيرة.
وكالة الإمارات للفضاء
انتقل المجلس الرمضاني لجامعة الإمارات بعد ذلك لمناقشة مبادرة الإمارات بإطلاق وكالة الإمارات للفضاء وأول مسبار إماراتي الى كوكب المريخ، حيث تناول الدكتور محمد الفارسي مساعد العميد لشؤون البحث العلمي بكلية تقنية المعلومات دورها في دعم مركز الفضاء بالجامعة من خلال إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية ببرامج الدراسات العليا ذات الصلة بعلوم الفضاء كالمسبار والستلايت والبرمجيات والشرائح الالكترونية.
وأوضح الدكتور نبيل بستكي مساعد العميد لشؤون الطلبة بكلية الهندسة بجامعة الإمارات أنها قامت بالتواصل مع بعض الشركات المعنية بمجال الفضاء في الدولة مثل ياسات والثريا للوقوف على قدراتها وامكانياتها في هذا المجال، لافتا إلى أن الجامعة تتطلع إلى إطلاق قمر صناعي جامعي أو طلابي خلال المرحلة المقبلة بالتنسيق مع مختلف الكليات والجهات ذات العلاقة.
عزوف الطلبة
وتطرق المجلس بعد ذلك الى الصعوبات والتحديات التي يتعين مواجهتها من الآن حتى لا تكون هناك أية عقبات تحد من انطلاق الإمارات بمجال الفضاء، حيث طالب الدكتور محمد سالم بقسم علوم الرياضيات بكلية العلوم بخطة طموحة موازية مع انشاء مركز الفضاء بالجامعة لفتح تخصصات علمية جديدة ذات صلة كالفيزياء النووية لتوفير قاعدة من الكوادر العلمية ونشر الوعي بين الطلبة واولياء الامور بأهمية التخصصات العلمية منذ المراحل الدراسية الأولى.
من جهته، قال الدكتور محمد الحوسني مسؤول المعيدين بجامعة الإمارات إن عزوف الطلبة المواطنين عن التخصصات العلمية له تداعيات سلبية عديدة ما يتعارض مع المبادرات والمشاريع العلمية التي تتبناها الحكومة، لافتا الى ان عدد المعيدين المتخصصين في الفيزياء اثنين فقط مقابل 5 في الهندسة في حين لا يوجد في الجامعة معيد واحد مواطن متخصص في الرياضيات.
وأكدت الدكتورة منى بوفروشا من كلية العلوم ضرورة التركيز على العلوم التطبيقية الأساسية لتخريج كوادر وطنية مؤهلة لإدارة هذه المشاريع والمبادرات، التي تطلقها الدولة ومنها وكالة الإمارات للفضاء وغيرها من المبادرات التي تؤكد قدرة أبناء الإمارات على الاسهام ضمن المجهود البشري المشترك للوصول الى مزيد من الحقائق والاكتشافات العلمية التي من شانها تحسين حياة الشعوب.
عدد اليوم
