قطر تعلن التوصل لاتفاق مبدئي بين الخرطوم ومتمردي دارفور

أعلن رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة (المتمردة في دارفور) توصلتا الى اتفاقية إطار ترسم خريطة طريق للسلام في الإقليم المضطرب عبر التفاوض· وقال المسؤول القطري في وقت متأخر من الليلة الماضية إن توقيع اتفاق حسن نوايا وبناء الثقة سيتم اليوم الثلاثاء· وكانت المحادثات بين وفدي الحكومة السودانية والحركة تجاوزت عقبة إطلاق سراح الأسرى والمحكومين والموقوفين والمسجونين والتي حالت دون توصل الطرفين الى إعلان حسن نوايا وبناء الثقة· و كان أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية أعلن في وقت سابق أن ''المشاورات التي تقودها دولة قطر والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقى جبريل باسولي مع وفدي الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في سبيل التوصل لاتفاق يمهد لإحلال السلام فى دارفور لا تزال جارية''· وأضاف آل محمود ان ''اية نتيجة يتم التوصل اليها ضمن محادثات الجولة الاولى لسلام دارفور بالدوحة سيتم الاعلان عنها فى حينه''· وتابع ''ما زلنا نعمل وسيعلن عن أي نتيجة حالما ننتهي''· وكانت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور اعلنت السبت انها توصلت الى ''اتفاق حول بناء الثقة وحسن النوايا'' مع وفد الحكومة السودانية في الجولة الاولى من مباحثات سلام دارفور· الى ذلك ذكرت صحيفة ''هاآرتس'' الاسرائيلية على موقعها الإلكتروني امس أن زعيم حركة تحرير السودان المتمردة في إقليم دارفور جناح عبد الواحد محمد نور زار إسرائيل مؤخراً لحشد الدعم ''لكفاحه ضد الحكومة السودانية''·وقالت أن نور التقى خلال زيارته لإسرائيل بالميجور جنرال احتياط عاموس جلعاد رئيس مكتب الأمن السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلا أنه لم يلتق بمسؤولين من وزارة الخارجية لأن زيارته ليست رسمية· ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها ''إنه لمصلحة الأمن القومي فقد عقدت عدة اجتماعات، وليس من عادتنا التعقيب على مثل هذه الاجتماعات''· يذكر أن حركة تحرير السودان ظهرت مع اندلاع النزاع في دارفور في فبراير ·2003 وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن نور فر إلى فرنسا عام 2007 ولم يعد للسودان منذ ذلك الوقت· وسبق أن دعا إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل· كما سبق وأعلن العام الماضي أن حركته ستفتح مكتباً في تل أبيب لمساعدة اللاجئين السودانيين الذين وجدوا في إسرائيل ملاذاً يحميهم من العنف الدائر في دارفور· من جانب آخر أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ''اليوناميد'' في ولايات دارفور أن السلطات السودانية وافقت على بث إذاعة ''اليوناميد'' من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور· وأكد رئيس البعثة رودلف دادا أن احتمالات توقيف الرئيس السوداني من قبل المحكمة الجنائية الدولية لن يؤثر على عمل البعثة، مشيراً إلى أنها تلقت تطمينات متكررة من الحكومة السودانية· قلق في الخرطوم تحسباً لإصدار مذكرة توقيف بحق البشير الخرطوم (ا ف ب) - ينتظر سودانيون بقلق وخوف احتمال اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور· ويقول عبد الرحمن وهو شاب حاصل على شهادة جامعية في علوم الكمبيوتر ''ربما يكون عمر البشير ارتكب جرائم ولكننا لا نعرف ماذا سيحدث لنا اذا اتهمته'' المحكمة الجنائية الدولية· ويعرب عبد الرحمن مثله مثل العديد من السودانيين عن خوفه من ان يؤدي اصدار مذكرة توقيف بحق البشير الى حالة من ''الفوضى'' في السودان· وفي السوق العربية بقلب الخرطوم قال يونس وهو يشرب الشاي في احد المقاهي ''ان البلد منقسم الى شطرين بين من يؤيدون الحكومة ومن لا يؤيدونها''· ويتابع ''انا على سبيل المثال اؤيد المحكمة الدولية''· اما اسامة الجالس في احد المقاهي المنتشرة في الشوارع الرملية للعاصمة السودانية فيقول ''انني اقف الى جوار الرئيس''· ويضيف ''ان نزاع دافور نزاع قبلي قبل كل شيئ'' ويؤكد ان ''الدول الغربية هي التي اختلقت هذه الأزمة برمتها''· ويقول بعض السودانيين ايضا انهم لا يعرفون تفاصيل ما يجري في دارفور· ويشرح عوض وهو بائع صحف ''بالنسبة لنا الموضوع غير واضح لأن الحكومة تسيطر على اجهزة الاعلام المحلية''· ويهمس صديق وهو محام ''الناس تخشى من الحديث لأن اجهزة الاستخبارات وحزب الرئيس اقوياء جدا''· وتعتزم السلطات السودانية تنظيم تظاهرات كبيرة في الخرطوم وكبرى الولايات السودانية اذا ما اصدرت المحكمة الجنائية مذكرة توقيف بحق البشير· ويقول دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه ان ''النظام لا يتساهل مع المعارضة'' في مسألة المحكمة الجنائية الدولية· ويدلل على ذلك باعتقال المعارض حسن الترابي منذ شهر بعد ان ادلى بتصريح قال فيه ان البشير ''مسؤول سياسيا'' عن الوضع في دارفور وانه يجب ان يتوجه الى لاهاي في حالة توجيه الاتهام إليه· وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو طلب في يوليو الماضي اصدار مذكرة توقيف بحق البشير بسبب مسؤوليته عن الجرائم التي ارتكبت في دافور·